سلسلة حوارات إقرأ .. فكر … ناقش – الحلقة (3)

ابراهيم خاطر

 

أربع تغريبات من:

سفر الأحزان

وسوناتا الوجود عن شول بميقات الشمس

في عرض حال محرج

أبكر آدم إسماعيل

شعر
+++

(أ) إضاءآت ….

4- السبر واللوبيا …!

السبر هو طقس ديني أو مجموعة طقوس دينية في الثقافات التي تسمي؛ وثنية. …!، وسبر اللوبيا هو عيد الحصاد عند قبيلة (الصبي) في جبال النوبة، وسمي سبر اللوبيا؛ ربما لأنه، يقام بعد نهاية الحصاد مباشرةً، ومن المعروف؛ أن اللوبيا من آخر المحصولات التي يتم حصادها في الزرع.

لوبا قمبرو
يبس كو كو
دنقرو نلقطو

هذه أغنية تغنيها بعض قبائل غرب السودان الأقصى؛ التي نزحت أيام الثورة المهدية واستقرت في مناطق كردفان، مثل؛ القمر، والتاما، والميما؛ القصيدة تفترض أن: لقيط اللوبيا طقس ديني، وتعتبر الأغنية جزءًا من سبر الحصاد عند هذه القبائل، قبل الأسلمة والإستعراب.

الأغنية؛ تغني أثناء حصاد اللوبيا، وتشكل الخلفية الدرامية للنص، من خلال حركة الجماعة وايقاع الأغنية- المغزي الأولي هنا:

* تأكيد جمالية الفعل الجماعي للوصول إلي الهدف – الحصاد- .

* الدنقار (الإنحناء) في علاقته بالسلطة/الدولة/المفروض/الآخر؛ يعني، العبودية/الفوارق/الألم والحزن.

* الدنقار في علاقته بالحصاد؛ يعني: صلاة الحقل/علاقة حب وتبادل، العطاء/علاقة طبيعية وعادلة.

فبقدر ما تعطي وتغرس؛ … تحصد. هذا في الحقل الطبيعي و الاجتماعي أيضاً. لكن …!؟ بعد تدخل السلطة/الدولة/الآخر؛ تم تشويه هذه العلاقة، بين الطبيعة و الإنسان، وبين؛ المجتمع و الإنسان، ولم تعد العلاقة (حقل/إنسان) تقوم علي العدل.

لم يعد الحصاد بقدر العطاء، وغالباً؛ مايحدث تطفيف الموازين علي مستوي الطبيعي … و … الإجتماعي.

عندي بنية
حمرأ جلو Challo
من صغيرأ
راسو رورو

قدم؛ د. أبكر آدم إسماعيل، هذه الإضاءآت؛ لمنتدي من أصدقائه في جامعة الخرطوم، عام 1993م، شملتها ورقة بعنوان:

الخلفية الثقافية للنظرة الجمالية – المرأة نموذجا – قسمت تلك الورقة السودان؛ إلي أربعة حقول ثقافية:

1- حقل الثقافة الأفريقية – الدينكا نموذجا.
2- حقل الثقافة الأفريقية الإسلامية – القبائل الأصلية في دارفور بالإضافة لقبائل: البرنو و الهوسا، من غرب أفريقيا نموذجا.
3- حقل الثقافة العربية الإسلامية نموذجا.
4- حقل الثقافة المدنية؛ و.. (التي لم تولد بعد ! فلنستعن بالذهن أيضاً).

فيما؛ يخص البحث، تم الإستناد في (1) و (2) ، أعلاه؛ علي نصوص الغناء الشعبي، بإعتباره؛ معبرا حقيقيا، عن وجهة النظر و الوعي الجمالي.

في: (3) ؛ طبعاً المسألة مطروحة ومنمذجة، مدرسيا، ومكرسة إعلاميا، كالنشر الواسع؛ لأغاني، الحقيبة، والإصرار ، …. ! ، غير؛ المبرر عليها.

أما؛ في، (4) إعتمدنا، كتابة؛ الجسد …! .. عند فتيات؛ المدن. تلك الكتابة؛ التي تستقي معايرها من : ماهو؛ (موضة) وذلك بسبب إنتشار وسائط التواصل، مثل؛ السنما، والتلفزيون، والمجلات … الخ.

أهم الملاحظات:-

1- في (1) أعلاه؛ معايير جماليات المرأة ؛ منسجمة مع الإمكانيات البيولوجية للإنسان والبيئة المحيطة ، فمثلاً؛ تشبه المرأة الفارعة بنوع من الزراف يسمي (أريال بيك) Arial bek، وبنوع من الطيور في الإعتدال يسمي Odolongot، أودلونقوت؛ وهو طائر الغرنوق الملون، ويعتبر ظهور جلد الرأس بين الشعر الممشط من جماليات المرأة، الشئ الملاحظ في نوعية المشاط عند فتيات الجنوب ولم نجد إشارة عن طول الشعر أو لونه أو … لون البشرة !؟

2- أما في (2) وهو الحقل الثقافي الذي أنتج الأغنية أعلاه الموجودة في النص بشكل أساسي، هذه الأغنية توضح التأثر الواضح بالمعايير الجمالية للثقافة العربية الإسلامية، وذلك بسبب الأسلمة و الإستعراب؛ الذي حدث للمنتمين لهذا الحقل الثقافي.

ماهي هذه المعايير ….؟

من الأغنية:

أ/ حمرأ: تعني لونها فاتح بالمعني السوداني.

ب/ حمرأ جلو: بإضافة جلو يتحدد مقدار اللون، وجلو هذه؛ تعني مثل البرق، أي ناصعة البياض. وبعض الفتيات يطلق عليهن ؛ إسم جلو: عند البرنو – والبرنو أفارقة مسلمين من غرب إفريقيا، أصلاً لم يختلطوا عرقيا مع أي قبيلة إلا ما ندر.

ج/ من صغيرأ راسو رورو: الرورو نوع من الأشجار ربما من فصيلة البان، وهو شجر مشهور بالطول ويوجد في مناطق السافنا في كردفان ودارفور، وشجرة الرورو عادة ما يكون طولها ضعف طول الأشجار الأخري المجاورة لها والمقصود من الجملة هنا؛ أن البنت من هي صغيرة، شعرها طويل مثل الرورو.

هذه المعايير المدعومة بنصوص دينية في ما ورد عن أوصاف نساء الجنة، هي معايير واقعية عند العرب ؛ ولكنها بالتأكيد، ليس فحسب؛ بل بكل تأكيد مستحيلة عند الأفارقة المسلمين وغير المسلمين . لأن الشروط البيولوجية لا تسمح بإنتاج أشخاص بهذه المواصفات، هنا تكمن المشكلة، والتي هي: (إتساع الهوة بين الحلم في ذاكرة الإنسان الأفريقي … و … الواقع). والنتائج المحتملة لذلك؛ هي: –

1. الوقوع في دائرة سيكولوجية الإنسان المقهور.
2. بروز التصنيفات الإجتماعية المبنية على قاعدة الإستعلاء العرقي والدونية العرقية Ethinic، وبالتالي؛ Social superiority،،، و ،،، Social inferiority.

متابعة قراية
“”””””””””””””””
لوبا قمبرو
يبس كو كو
دنقرو نلقطو

دنقرنا لقطنا العرق دساس
وأنا خايف
خايف وودرت النشيد في الحله
غنيتك حراز
وبنيه من زوق الرسل

………. عندي بنيه
……….. حمرا جلو
…………. من صغيرا راسو رورو

والرورو طويل يا أمي
زي نفس الحزن والخوف

الرورو طويييييييييييل ؛ يا أمي
زي أوصافنا في شرخ البلد في الجوف
وفي عمق يوتوبيا الديار نحن العبيد
أولاد رسول النار ؛؛؛؛ مجوس

عار الوطن ؛؛؛
معنانا بين شجر الهديل والظن
وبأي لون تمرق فراشة حيشتبه في دمنا
ونحرق قرابين
للإله العالي والدين الحنيف

آه يالطيف
ياعالي كيف نقدر نشوف
نفرز نصوصك من لصوصك نقترب
ونعري أوزار التراب الفينا
لو تقدر تساوينا
وما اتساوت سوي كتف الرسول بالرب
وأولاد الرسول
يالصادرو القمر النبي
والغشو والسرقو الحديث
واتبرو جرح السبي

إذن؛ دنقرنا ،،،،
فوق ضهر الصبي نجمة
وبنيه فوق ضهر الغنا

غنينا

لوبا قمبرو
يبس كو كو
دنقرو نلقطو

…………….. عندي بنيه
………………. حمرأ جلو
………………… من صغيرا راسو رورو

ويدفق

حوار الماضي و المجهول
علي إيدين طفولة الريح
والريح علي الأبواب
يتقسم الإحساس
للغاشي و الماشي
كل الوطن للناس
لا خاصه لا عامه
مهما العرق دساس

شرف الكتابة عيون
في. اللوح وفي الكراس

والكراس : –

آيه علي بوابة المعبد
ولم يحرج النعاس عيون الأطفال القادمين
وشباك المعبد مفتوح
للقمر المسروق لما يجئ بعد
والحقل أيضا لزهرة اللوبيا
والطقس التالي ….
فإلي الطقس التالي ….

ورجعنا

رجعنا عقروب من دغش بدري
آخر طقة صوب إنو النهار تايب
وأرجحة المطر خلقان
نساسق بين معادلة الطبيعة وجردقات الريح تجي
طفوله من الوثوق
أو دندنة عطر اقتراب القلب من قلبو
أو عزف إنفرادي

ثرثره أو حوار ماضي و صباح بكره
ونترفق معاك يا غيم
حنترفق ،،،،

نشيد،
قيدومه ،،
دخله ،،، خلاص ؛؛؛
الي آخر خلاص الروح
وفنتازيا الحنين ،،،، الخوف

وللآآآآاااااااااااخر

حنترفق معاك يا غيم
وصوت مطره :

هوي يا هوي
هوي يا هوي

أقيف يا هوي

حتتدفق ……..
………………… ………………..

وكل عام وأنتم أحبتي؛ بمناسبة عيد الحب، أعاده الله علينا وبلادنا تشهد سلام وإستقرار وسماح إجتماعي.

نواصل …

ابراهيم خاطر مهدي
الثلاثاء: 14فبراير 2023م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.