عن الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال

النشأة و التطوُّر :

منذ نشأتها في العام 1983 تبنت الحركة الشعبية لتحرير السودان فى بيانها التأسيسى (المنفستو) ضمن وسائل نضالها طويل الأمد الكفاح المسلح كوسيلة مقدمة وضرورة أملاها عنف الدولة. وفى يوم 16 مايو عام 1983 صدرت الأوامر من قيادة القوات المُسلَّحة إلى الحامية (116) بجوبا للقيام بمهاجمة الكتيبة : (105) بور ، بقيادة كاربينو كوانين بول و الكتيبة : (104) ايود ، تحت قيادة وليم نيون بانج ، و ذلك بعد رصد الخرطوم لتحرُّكات الكتيبتين و إيقانها بنوايا من جانب الكتيبتين للثورة. فبدأت المعارك بين الطرفين، و في 18 مايو 1983 قرَّرت القوات الثائرة و بوجود الدكتور/ جون قرنق ديمبيور الإنسحاب إلى منطقة بلفام Bilpam العسكرية على الحدود السودانية الإثيوبية و التي كانت مقراً لقوات الأنيانيا – 2. و تحرَّكت كل القوة بالإضافة الى الطلاب و الموظَّفين نحو منطقة بلفام. و كان الرائد/ أروك طـون أروك، و النقيب/ سلفاكير ميارديت، اللَّذان كانا ضابطين فى الإستخبارات، قد إنضما إلى القوات المُنسحبة أيضاً. كانت تلك هي بداية ثورة التحرير و رؤية بناء السودان الجديد التى إنطلقت لإعتبارات وظروف موضوعية من جنوب السودان. وقد حُظيت رؤية السودان الجديد وأهداف الثورة بقبول وتأييد كبير في شمال االسودان، فكان المد الثورى الذى قاد بدوره إلى تمدَّد الجيش الشعبى شمالاً إلى جبال النوبة، الفونح، دارفور و شرق السودان.

✅بدأ وصول طلائع الجيش الشعبي إلى إقليم جبال النوبة بسريتين [سرية من كتيبة وولف ( battalion Wolf) وسرية من كتيبة سوباط تم إرسالهما لإختراق الجبال فى العام 1987 و من أبناء النوبة. كان فى قيادة سرية كتيبة وولف ملازم أول عوض الكريم كوكو تية، و ملازم أول يوسف كندة كوكو وملازم أول تلفون كوكو أبوجله، أما سرية سوباط فكانت بقيادة ملازم أول يوسف كرة هارون وقد إلتقى هؤلاء في الجبال بالملازم اول يونس أبو صدر منزول. وقد إقتصرت مهمتهم فى الإتصال بمناديب الحركة الشعبية للتعبئة و إستقطاب وتجنيد الشباب بالإضافة و تهيئة المناخ لإستقبال القوات القادمة من جنوب السودان. وقد نجحوا بالفعل فى إرسال ألف من الشباب للتدريب فى إثيوبيا كأول دفعه كان أغلبهم من المورو. و فى ليلة 27 يوليو من العام 1987 دخلت كتيبة البركان إلى جبال النوبة بقيادة يوسف كوة مكى عبر بحيرة الأبيض(جاو) مروراً بمنطقة طابولى وقامت بتشتيت قوات العدو في معركة الرملة. ومنها توجهّت إلى سرف الجاموس لتتمركز في أشرون كأول رئاسة للقائد يوسف كوة. خلال هذه الفترة تم إستقطاب عدد خمسة ألف من الشباب وإرسالهم فى شكل دُفعات للتدريب فى إثيوبيا و قد عادوا إلى الجبال بإسم قوات كوش فى مارس 1989 على دفعتين . الأولى كانت خمس كتائب بقيادة عبد العزيز آدم الحلو و لحق به القائد يوسف كوة مكى بالكتيبة السادسة. دخلت كتائب كوش إلى كرنقو عبد الله عبر فاما حيث إشتبكت مع قوات العدو وشتتها في فاما و تقدمت إلى كرنقو عبدالله و صدت ثلاثة متحركات حكومية و بعدها أقام يوسف كوة مكى رئاسته بجبال لمون، و قاد إسماعيل خميس جلاب كتيبة تقلى و أسس لوجود الجيش الشعبى بالجبال الغربية .

✅وفى العام ١٩٩١ دخل لواء إنتصار إلى الجبال و عزز موقف الجيش الشعبى أكثر فأكثر و خاصة عندما لحق القائد محمد جمعة نايل باسماعيل خميس جلاب مع قوة من لواء إنتصار. هكذا تمدّد الجيش الشعبى إلى جبال النوبة ليؤسس الجبهة الرابعة وقتها.

في نوفمبر 1985 وصلت أول قوة تابعة للجيش الجيش الشعبى من جنوب السودان إلى إقليم الفونج و هى كتيبة Eagle بقيادة القائد كاربينو كوانين بول و كان برفقته مالك عقار كواحد من أبناء إقليم الفونج. عبرت كتيبة Eagle منطقتى الكرمك و ديم منصور الى أن وصلت جبال الأنقسنا و كانت المهمة الأساسية لقوات إيقل هى التعبئة و الإستقطاب و التجنيد. و فى عبورها جبال الأنقسنا دارت معركة فى منطقة جام بالقرب من منطقة سودا بجبال الأنقسنا حيث تم أسر المقدم أبو العلا جمعة التابع للجيش النظامى فى تلك المعركة و الذى أصبح فيما بعد عضوا بالحركة الشعبية قبل عودته أخرى إلى حضن نظام الإنقاذ. بعد سماع الناس بإندلاع الثورة إنتظمت حملة الإستقطاب و التجنيد وسط تجاوب ملحوظ فى منطقة شالى الفيل و منطقة الجندى و بليلة و ما حولها و جميعها مناطق واقعة فى مقاطعة الكرمك و كانت مناطق شبه مقفولة، و يرجع فضل التجاوب الكبير مع الثورة لشعور الناس و وعيهم بالظلم و التهميش الواقع عليهم آنذاك، فضلا عن تفشى ظاهرة الإضطهاد الثقافى و الدينى كنتاج لمحاولات الأسلمة و التعريب بالقوة. غادرت مجموعة من الرفاق على رأسهم الرفيق بلة رزق الذى أسندت له مهمة الإتصال و تنسيق عملية الإنضمام إلى الحركة الشعبية (إستشهد المقدم بلة رزق لاحقا فى معركة قفة فى العام 2000). وصلت المجموعة إلى منطقة دوول المتاخمة للحدود الإثيوبية حيث إلتقت بقيادة كتيبة إيقل لمعرفة أهداف الثورة و نقل رغبة أبناء الإقليم فى الإنضمام لها. و فى مطلع العام 1986 و بعد الإتصال بقيادة الحركة الشعبية و الإقتناع برؤية و أهداف الثورة تحركت مجموعة من (240) من أبناء النيل الأزرق أغلبها من إثنية الأدوك و عدد من أبناء المابان و أعلنت إنضمامها للحركة الشعبية و إنخراطها فى صفوف الجيش الشعبى. و فور وصولها منطقة لانكوى تم فتح مركز للتدريب العسكرى و كان من أبناء النوبة ضمن تلك المجموعة القائد عزت كوكو أنجلو – رئيس أركان الجيش الشعبى حاليا. و من لانكوى تم إرسال المجموعة لتلقى المزيد من التدريب العسكرى فى قاعدة بلفام العسكرية. و بعد التخرج مباشرة ضمن لواء خازوق تم إرسال كتيبة نشاب إلى إقليم الفونج بقيادة ملازم ثانى بيتر كوما كوين جابر و ملازم ثانى جوزيف توكا على و ملازم ثانى من أبناء المابان و آخرين. إلتقت القوة بملازم أول جبريل كرمبا أومونق من أبناء جبال النوبة فى منطقة داجو الواقعة بين جبل أبو وقايا و يابوس. أصبح جبريل كرمبا فيما بعد قائدا لكتيبة نشاب، فيما أصبح ملازم ثانى بيتر كوما لوين قائد ثانى الكتيبة.
خاضت كتيبة نشاب أول معركة لها ضد جيش النظام فى منطقة زنقلى بتاريخ 21 يناير 1987 تلتها معركة بابرس فى اليوم التالى حيث أصيب القائد جبريل كرمبا و تم أسر على خلفية رفضه للإنسحاب. بعد معركة بابرس إرتكزت قوات نشاب فى دوول ثم تقدمت لتخوض المعركة الثالثة فى منطقة شالى الفيل حتى وصلت إلى بنمايو و هاجمت قوات العدو و أجبرتها على الإنسحاب لكن ما لبث و أن أعادت تنظيم صفوفها و قامت بمهاجمة المدنيين و حرق بيوتهم و نهب مواشيهم فى كل من شالى الفيل، بى و الجندى.

مهد ثبات و إنجازات كتيبة نشاب الطريق لإنضمام مجموعات أخرى من أبناء الفونج ضمن كتيبة ناموس و New Funj و لواء تانا Tana Brigate ليتم تأسيس الجبهة الخامسة وقتها. و تمت ترقية مالك مالك عقار أير إلى رتبة القائد بعد إنعقاد المؤتمر العام الأول فى شقدوم فى العام 1994 ليصبح حاكما لإقليم النيل الأزرق، و عضوا مناوبا فى القيادة العلياء للحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.

✅فى مايو 2011، و فى مُخالفة صريحة لبروتوكول الترتيبات الأمنية الذي نص على أن تبقى القوات المُشتركة المُدمجة (JIUs) حتى التاسع من أبريل 2012 في حال إنفصال الجنوب، أصدر الفريق/ عصمت عبد الرحمن رئيس هيئة أركان القوات المُسلَّحة السودانية (SAF) أوامره للفرقة (14) مُشاه المُتمركزة فى كادقلى بتجريد سلاح أفراد الجيش الشعبى بالقوات المُشتركة بجبال النوبة إبتداءً من يوم 1 يونيو 2011.

✅بتاريخ 6 يونيو 2011 دخلت قوات حكومية كبيرة قادمة من الخرطوم دعما لقوات النظام المتواجدة فى كادقلى ليستأنف نظام الخرطوم الحرب مُجدَّداً بمُهاجمة قواته لمنازل قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمدينة في محاولة لتصفيتهم و تجريد مقاتلى الجيش الشعبى فى الوحدات العسكرية المُدمجة من السلاح. و أثناء ذلك قامت قوات الحكومة بقتل مئات المدنيين في كادقلى و تم دفنهم في مُقابر جماعية، فإضطرت قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان ( الفرقة التاسعة ) التابعة لجبال النوبة الموجودة جنوب خط 1 يناير 1956 للتَّدخُّل لحماية المدنيين و بعد احتواء الجيش النظامى و المليشيات التابعة له، تمكن الجيش الشعبى من التوسع شرقا بتحرير مناطق واسعة فى العباسية و رشاد بتقلى ثم كاونيارو – ويرنى بابى جبيهة .

✅فى ليلة الثانى من سبتمبر 2011 شنَّت القوات المُسلَّحة السودانية هجوماً واسعاً على مناطق تمركز قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان فى الوحدات المشتركة المدمجة (JIUs) داخل مدينة الدمازين حيث إضطَّر مُقاتلى الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال إلى الإنسحاب من المدينة خشية تعريض حياة المدنيين للخطر. و قد قصفت القوات المُسلَّحة منازل قيادات الحركة الشعبية من شاغلى المناصب الدستورية و آخرين. و قامت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بعمليات مداهمة و إعتقالات واسعة شملت كل من أشتبه فى أنه موالٍ للحركة الشعبية أو حتى مُتعاطف معها.

✅كانت النواة الأولى للجيش الشعبى لتحرير السودان : الكتيبة (104) أيود – و الكتيبة (105) بور. و في الحرب الثانية (الفرقة التاسعة) جبال النوبة، و (الفرقة العاشرة) – النيل الأزرق، و بعدها إنضم إلى الجيش الشعبى آلاف المقاتلين من كافة بقاع السودان للإنخراط فى حرب التحرير الثانية و خوض كفاح طويل الأمد من أجل بناء السودان الجديد.
العقيدة العسكرية :

✅الجيش الشعبى، جيش ثورى وطنى متفوق فى عقيدته العسكرية على القوات المسلّحة و حركات الكفاح المسلّح الأخرى. ويقاتل الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال للدفاع عن المدنيين وحمايتهم، و يخوض حرب تحرير طويلة الأمد لتحرير السودان من الظلم و البطش و القهر و التهميش و بناء السودان الجديد الذى يرتكز على الحرية .. العدالة .. و المساواة .. سودان جديد علمانى ديمقراطى لا مركزى، قائم على الوحدة الطوعية وفقا لمبدأ الوحدة فى التنوع … مع إحتفاظ الشعوب السودانية بممارسة حق تقرير المصير كحق إنسانى ديمقراطى.

✅قانون الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال :
منذ تأسيسه إهتمت قيادة الجيش الشعبى لتحرير السودان بتنظيم قيادة و وحدات و تشكيلات الجيش الشعبى و ضبط سلوك أفراده. صدر أول قانون ولائحه لتنظيم الجيش الشعبى في العام 1983، و هو القانون الذى تم تعديله إلى قانون الجيش الشعبى لتحرير السودان لسنة 2003 و الذى أصبح سارياً حتى العام 2018 الى أن أجاز مجلس التحرير القومى فى دورة الإنعقاد الثانية في أغسطس 2018 قانون الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال لسنة 2018.

✅قيادة الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال :
✅أولاً : المجلس العسكرى :
و يضم الآتى :

1️⃣القائد/ عبد العزيز آدم الحلو – القائد العام للجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال
2️⃣ القائد/ جوزيف توكا على نائب القائد العام للجيش الشعبي
3️⃣القائد / جقود مكوار مُرادة
4️⃣القائد/ عزت كوكو أنجلو – رئيس هيئة أركان الجيش الشعبى
5️⃣جميع نواب رئيس هيئة أركان الجيش الشعبى
6️⃣القائد/ إبراهيم الملفا مرة ــــــــــــــــ قائدالجبهة الأولى
7️⃣القائد/ إستيفن أمد ديتكو ـــــــــــ قادئد الجبهة الثانية
8️⃣القائد/ كارلو تريلى كوكو ـــــــــــ مدير جهاز الإستخبارات

⭕#ثانياً : قيادة هيئة أركان الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال :

1️⃣القائد/ عزت كوكو أنجلو – رئيس هيئة الأركان
2️⃣القائد/ الجندى سليمان عبد الرحمن الأمين – نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات و التدريب
3️⃣القائد/ إستيفن أمد ديتكو – نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة
4️⃣القائد/ يعقوب عثمان كالوكا – نائب رئيس هيئة الأركان للتوجيه
5️⃣القائد/ بيتر كوما لوين – نائب رئيس هيئة الأركان للإمداد

⭕المواثيق و المعاهدات الدولية :

✅يلتزم الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال، بالمواثيق و المعاهدات الدولية المتعلقة بالحروب و أهمها :

1️⃣اللائحة المُتعلِّقة بقوانين و أعراف الحرب البرية؛
2️⃣إتفاقية جنيف بشأن مُعاملة أسرى الحرب.

✅تاريخياً مشهود للجيش الشعبى معاملة أسرى الحرب وفق القوانين والمعاهدات، بل قامت الحركة الشعبية بإطلاق سراح ستة ألف أسير في نهاية الحرب الأولى كأكبر هدية للشعب عند توقيع إتفاق السلام الشامل. و بالمثل قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان ــــــــــ شمال بإطلاق سراح أكثر من مائة وثلاثين أسير في العام 2016 قامت بتسليمهم لذويهم عبر الرئيس اليوغندى يوري موسفينى واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

3️⃣إتفاقية جنيف لتحسين حال الجرحى و المرضى بالقوات المُسلَّحة في الميدان؛
4️⃣إتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين أثناء الحرب؛
5️⃣إتفاقية مُكافحة الألغام المُضادَّة للأفراد؛
6️⃣البروتوكول الإختيارى لإتفاقية حقوق الطفل بشأن إشتراك الأطفال في المنازعات المُسلَّحة.

✅و قد وقَّعت الحركة الشعبية على إتفاقيتى : (مُكافحة الألغام المُضادَّة للافراد؛ و البروتوكول الإختيارى لإتفاقية حقوق الطفل بشأن إشتراك الأطفال في المنازعات المُسلَّحة) عام 2016 بجنيف.

⭕أنشطة أخرى للجيش الشعبى:

✅كجيش ثورى ذو عقيدة عسكرية وطنية، و بالإضافة إلى مسئولياته و واجبه المقدس فى الدفاع عن المدنيين وتأمين الأراضى المحررة تقوم قوات الجيش الشعبى بأنشطة خدمية و إنتاجية متعددة كإصلاح وبناء المرافق الصحية والتعليمية وصيانة الطرق والكبارى. كما يمتلك الجيش الشعبى مشاريع زراعية تساعده في تأمين إحتياجاته من الإمداد الغذائى.