حركات الكفاح المسلحة في دارفور وتبنى خطاب الاصطفاف:

✍️ موسى الله جابو

 

هذه الحركات منذ بداية الحرب في 15 ابريل 2023م بين المركز وأدواتها أي بين الجيش والجنجويد لم يستطيعوا أن يجلسوا خارج إطار دائرة خطاب الإصطفاف.

بل تبنوا تلك الخطاب حيث أصبح بعض منهم مع المركز وبعض الآخر مع أدواتها.

وقاموا بتبديد كل الجهود ونضالات الشعوب في دارفور التي دام أكثر من ثمانية عقود من أجل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية رغبة من هذه الشعوب في تحقيق وطنا يحترم التنوع والتعدد.. بل تركوا تلك الشعوب المتضررة في وجه المركز وأدواتها (الجنجويد) مما أدى إلى إرتكاب كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية والإستمرار في إرتكابها حتى الآن.. وهذا ينبع من عدم وضع مسألة التحرير كأولوية في أطروحات تلك الحركات. وكان ومازالت كل جهودهم مبنية على البحث في كيفية المشاركة في البنية التي بناها جماعة (الإسلاموعروبية) بغرض إضطهاد المهمشين وليس لتفكيكها وبناء دولة فيها الحرية والعدالة والمساواة. وفيها حسم واضح لقضية عودة اللاجئين والنازحين بالشكل الفيزيائي والثقافي إلى

أراضيهم الأصلية التي هجروا منها عنوة من قبل المركز وأدواتها ليعيشوا بكرامتهم، وثم تقديم المحاكمة التاريخية للذين إرتكبوا ومازلوا يرتكبون تلك الجرائم كما ترغبه تلك الشعوب وتوجه نحو التحرير القائم على أساس بناء إنسان له القدر على الفعل والتعقل نابع من ذاته. أي بناء شخصية عازلة لنموذج تفكير جماعة المركز وأدواتها.. وفي هذا السياق يقول:

 

هارلد كروز “طالما الإنسان هويته موضع شك او منفتحة على شكوك الذات فلا يمكن ان يكون هناك تحديداً إيجابيا لمطالب الحقيقيه لوجوده السياسي والاقتصادي”.

وعلى هذا الأساس بنى تلك حركات مواقف مزيفة إنطلاقا من عقلية Jobest. أى عقلية التى تحب السلطة والمال حبا جما، وسهلة المساومة بالقضايا الجوهرية والتي لا تمت بصلة بالمستعبدين ومن ثم قبول مقولة “أضرب العبد وأعتذر له” وكانت النتيجة عدم القدرة على مجابهة المركز وهروب من وضع عملية التحرر كهدف أساسى سوءا كان في زمن الكفاح المسلحة أو في لحظة التفاوض، لذا نجد هم في لحظة المجابهة لا يستطيعون التفكير خارج إطار نموذج تفكير المركز وأدواتها. على هذا الأساس تمكن المركز وأدواتها التلاعب بعقولهم وأصبحوا حاطبي اليل في غابة المهيمنين وثم توقيع إتفاقيات وبناء تحالفات أشبه بزواج الإيثار.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.