بعد معرفة الطيار الذي نفذ مجزرة أطفال مدرسة (الهدرا) بجبال النوبة: مُجرمي الحرب لن يفلتوا من العقاب.

بقلم: حمدان عثمان إدريس

 

لعل جميع السُّودانيين قد تابعوا المُجزرة البشعة التي وقعت يوم الخميس 14 مارس 2024 في قرية (الهدرا) بولاية جنوب كردفان وراح ضحيتها (11) تلميذ ومُعلمان وأصيب (45) آخرين حسب بيان أصدرته الحركة الشعبية التي تسيطر على كافة أجزاء الإقليم ما عدا المدن الرئيسية فقط المُحاصرة الآن، وذلك عندما قام الجيش السوداني عبر سلاح الجو بقصف المدرسة مُستخدماً طائرة (أنتينوف) سيئة السُمعة عند السُّودانيين، حيث ألقت حوالي 4 براميل مُتفجِّرة سلبت أرواح هؤلاء الأطفال الأبرياء وإثنين من معلميهم دون ذنب إرتكبوه سوى الحقد الدفين لهذه القوات البربرية تجاه بعض السودانيين وكأنهم لا يمِتُّون إلى هذه الدولة بصلة، ولا ندري بأي شيء أقسم هؤلاء الجنود عند تخريجهم من مراكز التدريب أو الكلية الحربية.

الحادثة المروعة التي شاهدها السودانيين عبر الصور والفيديوهات التي التقطت من موقع الحدث قام بتنفيذها الطيار (الطاهر العوض) – وهو من خريجي الكلية الحربية السودانية الدفعة (33)، وهو من مواطني مدينة كسلا ويُلقَّب بـ(أدروب) – إستطعنا الحصول على هذه المعلومات بعلاقاتنا مع أفراد وضباط القوات المسلحة والتي يرفض الكثيرون منهم مثل هذه التصرفات الوحشية وغير الأخلاقية تجاه الشعب السوداني الذي ينتمون إليه، والجيش السوداني بالطبع يعلم إن نسبة كبيرة من منسوبيه ينتمون إلى هذا الإقليم الذي قتلوا فيه أطفال المدرسة ولكنهم لا يتحسبون إلى عواقب وتبعات مثل هذه التصرفات الهمجية.

للأسف إستمعنا كذلك إلى حديث مسجل ومنشور في مواقع التواصل الاجتماعي للفريق/ حسن كبرون – من أبناء الإقليم وهو قائد كبير في القوات المسلحة لم ينفي فيه تورط القوات المسلحة في هذه المجزرة بل قام بتبريرها بحجة إن هنالك إشتباه في تحركات للجيش الشعبي، ولكن ما هو ذنب الأطفال في المدرسة؟ إن لم تتحقَّق من صحة هذه التحرُّكات ومواقعها ما الذي يجعلك تقوم بإلقاء البراميل المُتفجِّرة. هل هذا يعني عدم مهنية هذا الجيش، أم إن هنالك من يقومون بتوجيه التعليمات دون علمكم أنتم كأبناء الإقليم؟ وكلا الأمرين أي منهما أخطر من الآخر.

الجيش الذي يقتل مواطنيه غير جدير بالإنتماء إليه ولا أدري لماذا يقاتل أبناء النوبة في صفوفه حتى الآن وهم يشاهدون هذا الطيار وبتوجيهات قيادة الجيش يقتلون أطفالهم وهم في فصول الدراسة لتلقي العلم وبناء مستقبل إقليمهم؟ هل لأنهم يتلقون الراتب الشهري – هذا إن وجد أصلاً في هذه الظروف؟ أم لأنهم ينتظرون فوائد ما بعد الخدمة (المعاش)؟ أم دفاعاً عن الدولة، وبالطبع لا توجد دولة حالياً في السودان لكي يدافعوا عنها. فمن أجل ماذا يقاتلون في صفوف الجيش السوداني؟.

مثل هذه الجرائم مهما طال الزمن أم قصر سيكون مصير مرتكبيها القصاص، وسينتهي بهم المطاف إلى محكمة الجنايات الدولية. ومثل هذه التصرُّفات البربرية والوحشية ستدفع القوات المُسلَّحة ثمنها.

3 تعليقات
  1. م. معماري / احمد محكم يقول

    علي شرفاء النوبة داخل الجيش التقصي وملاحقة الفاعلين باسرع ما يمكن بكل الوسائل المتاحة لنتلافى الاضرار بوحدة النوبة
    اما اذا سكتنا علي ذلك الجرم
    علي الهيئة ( ه د ن) التمرد العلني ضد الدولة الجيش والدعم معااا
    والاهتمام بالمكونات المدنية
    #ثورة_فكر_ثورة_وعي

  2. م. معماري / احمد محكم يقول

    نترحم حدادا علي الأرواح البريئة التي سفكت دمها في جبالنا ودافورنا وكل السودان

  3. Safwan يقول

    I need more information on The massacre of the Hadara children is a heinous crime

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.