إلى (عمسيب) .. أنت توصلت لنصف الحقيقة ويغيب عنك النصف الآخر.. وهو الأهم.

هشام عباس

 

نصف الحقيقة انك خرجت من دائرة الانكار التي عشتم فيها ولا زال يعيش فيها البلابسة من بداية الكارثة، حقيقة الارض تختلف عن الروايات التي تنسج على الميديا ومنذ بداية الحرب الدعم السريع يتفوق في كل المواقف على الجيش ويسيطر تماماً على اغلب الارض وهو الذي يملك المبادرة يهاجم وقت ما شاء واين ما اراد . هذه نصف الحقيقة
اما النصف الاخر وهو الاهم ولا زال غائب عنك وعن غيرك ان ما تشاهده هي امكانيات الجيش والجيش قام بكل مافي وسعه ولا يملك اكثر مما قدم والامر ليس خيانة او خيابة او برهان او كباشي كما تعتقد ..
انتم لا تريدون الاقرار بحقيقة مهمة وهو ان الجيش السوداني تعرض للاهمال والتسوس طوال 35 سنة من حكم النظام واي جيش تعرض لما تعرض له الجيش السوداني لانتهى تماماً من الوجود ويشكر ان هناك جنود وافراد متمسكون بالجيش رغم كل ما حدث لهم ..
لا يمكن لجيش تم تغيير عقيدته الوطنية وانتماءه للارض الي عقيدة حزبية وانتماء للجماعة ان يملك ارادة او ايمان للقتال وهو لا يعلم من اجل من ومن اجل ماذا يقاتل .. الايمان اهم سلاح للجيوش قبل التسليح والتدريب .
لا يمكن لجيش تم اهماله لصالح مليشيات جهوية وعقدية ان يقاتل بارادة وهو يرى ابسط جندي في الدعم السريع يجد من التدريب والاهتمام والتسليح والمال ما يجده اكبر قائد في الجيش .
لا يمكن لافراد في جيش ان يقاتلوا بايمان خلف قيادات هم يعلمون كل اسرارهم انهم مجرد قطط سمان وان موقعهم ومراكزهم ليس استحقاق انما اتى بهم الانتماء ..
كيف لافراد يعرفون ان ميزانية الدفاع تساوي 80 في المية من ميزانية الدولة وهم لا يجدون حتى احذية يرتدونها واسلحتهم من القرون الوسطي كيف بهم ان يقدموا اكثر مما قدم .
كيف لجيش تم ركنه على مدار 35 سنة من الصراع لصالح دبابين ودفاع شعبي وجنجويد ان لا يفتقد أبجديات التمرس والتكتيك ؟
ثم والاهم … كيف بجيش 90٪ من افراده ينتمون لعرقية وسحنة يتم سبها وشتمها واتهامها وتخوينها والمطالبة بفصلها من نفس الافراد الذين يدعون الدفاع عن الجيش ان ينتصروا لكم على انفسهم .
كيف يقاتل جندي سوداني ( سووووووداني) بارادة لمن يريدون الانتصار للحزب او الانتصار للشمال وهم لا ينتمون لا لحزبكم واغلبهم لا علاقة له بشمالكم . احمدوا الله انهم الى الان لم يتمردوا عليكم .
الى متى سيقاتل ويضحي الجندي السوداني في حروب عبثية ضد اهاليهم ومناطقهم بينما تجندوا من اجل سودانهم وحماية انسان الوطن علماً ان هذا الجيش لم يطلق رصاصة منذ تأسيسه ضد عدو خارجي .
المشكلة اكبر مما تعتقد اخي عمسيب ، المشكلة ليست في البرهان ولا كباشي ولا غيره المشكلة مؤسسة تم تحطيمها وتسييسها وافراغها من مضمونها لصالح دولة الحزب وحكم الفرد وحماية الفساد .
اتركوا عنكم المناطقية والجهوية والحزب الفاسد وانظروا للوطن وتخيل معي لو ان هذا الجيش بدلاً من تكوين المليشيات والصرف عليها لو قام بواجبه في التجنيد واستيعاب هولاء الشباب في مؤسسته كيف كان الحال اليوم ؟
كيف نجح ر جل بسيط مثل حميدتي في تجنيد وتأهيل كل هذه القوات وكيف زرع فيهم كل هذه الشراسة في القتال والتضحية لدرجة مواجهة جيش عمره 100 سنة ويتفوقوا عليه ولماذا فشلت مؤسسة الجيش في فعل ذلك .
عندما تدرك ان رجل بسيط نجح فيما فشلت فيه مؤسسة ستدرك حجم الكارثة .
الى ذلك الحين بدلاً من ان تنتظر نهراً يلد لك من يقود معركتكم اعقلوا وفكروا في دولة بلا معارك ولا دمار ولا كراهية ولا عنصرية .
الانتصار الحقيقي ليس بالسلاح الانتصار الحقيقي ان تنتصر على نفسك ونذوات الذات الجهوية والعنصرية والعقدية
الانتصار ليس في عدد من قتلت الانتصار في عدد من أحييت وحميت ارواحهم
الانتصار ليس في كم قرية حرقت اومدينة دمرت الانتصار الحقيقي كيف تبني مدرسة للاطفال .
الدعوة الى الحرب وتشجيع الحرب لا تأتي من نفس سوية انما نتاج مرض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.