#جون أمبدي… الأبطال لا يموتون ||
جاتيقو اموجا دلمان
في الحادي وعشرون من مارس ٢٠٢٤م ، تلقينا نبأ رحيل القائد الاستثنائي والمناضل الجسور والاب الروحي/ جون أمبدي ، وكانت آخر كلماته للثوار هي أن تظل الرؤية ثاقبة والكفاح المسلح مستمر والحركة الشعبية منتصرة .
جون أمبدي رفيق مصادم لا يعرف أنصاف الحلول ، شعاره دائما هو الإنتصار ، وهمومه هي هموم الوطن وطموحات شعوب الهامش وآمال الشعب السوداني في حياة كريمة ودولة ديمقراطية علمانية تسودها الحرية والعدالة والمساواة.
عملت مع القائد جون أمبدي في مهمة قصيرة ، كان حينها برتبة المقدم وركن العمليات بمحور شرق كادوقلي والمحور وقتها تحت قيادة القائد داؤد اشعياء الفول ، المنطقة التي كانت تحت قيادته ، مستهدفة وبشكل يومي بالقصف الأرضى والجوي ، الصباح يبدأ بطائرات الميج ومنتصف النهار تأتي مقاتلات السوخوي والمساء تشرفنا طائرة الانتنوف ، والليل حتي الصباح نستضيف كل أنواع الدانات التي يطلقها العدو من مدافعه الموجهة جميعها نحو قري ( اللبو / تبلو / النقرة / كركراية / ام سردبة) ، فقط وفي أقل من شهر كانت حصيلة البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة والدانات التي سقطت بالمنطقة ما قمنا بحصره حينها كان (٢٥٦٠) قنبلة ودانة، أعتقد العدو أنها كفيلة لإبادة شعب المنطقة وتهجيرهم ، ولكن صمود المواطنين وبسالة الجيش الشعبي حالت دون تحقيق هدف العدو، وسط هذه الظروف الحرجة والمعقدة ، كان الراحل جون أمبدي هو القائد الصارم والحاسم وهو المناضل الصبور الذي يتجول وسط المواطنين لرفع الروح المعنوية .
عندما تكون هنالك مهمة صعبة أو مستحيلة ، يأتي القرار من القيادة بأن جون أمبدي هو من يقوم بها ،الراحل جون أمبدي شغل عدة مناصب ومواقع قيادية في الجيش الشعبي والحركة الشعبية والسلطة المدنية للسودان الجديد.
فلترقد روحك بسلام الرفيق القائد المناضل المربي جون أمبدي ، رحلت ونحن علي مقربة من تحقيق الحلم ، وستظل روحك هي الشعلة التي تقودنا نحو الهدف .
كاودا.. ٢٢ مارس ٢٠٢٤
*الصورة تجمع كل من ( الراحل جون أمبدي / داؤد اشعياء/ دلمان)..تبلو ٢٠١٤م