الموقع الاليكتروني ينشر بيان شباب سلطنة الداجو
شباب سلطنة الداجو بيان رقم (9) حول خطاب حميدتي الداعم لاستيطان الرزيقات في دار الداجو ونتائج تقرير ما تسمى بلجنة التحقيق المنحازة للقتلة الأشرار
أيها الشعب السودانيّ الصامد :
لقد تابعتم نتائج تحقيق ما تسمى بلجنة التحقيق المُشكلة من قِبل حكومة ولاية جنوب دارفور في أحداث انتهاكات قرى محلية بليل.. ونحن شباب سلطنة الداجو، نؤكد أن تلك النتائج، لم تخيّب ظننا إطلاقاً، بل جاءت حسبما توقعنا بالضبط؛ حيث تجليّ عدم حياد الحكومة، وهروبها من إنفاذ القانون، وتحقيق العدالة فيما جرت من الانتهاكات الممنهجة، ضد قبيلة الداجو، لأن التحقيق القصد منه، هو تمكين المجرمين والمعتدين من قبيلة الرزيقات، وقوات الدعم السريع للإفلات من العقاب، كما نعلم أنه يخدم مساعيهم الظالمة بدعم من السفاح المأجور القاتل حميدتي بالإستيطان في دار الداجو، والاستيلاء على المزيد منها بقوة وعنف الدولة التي استباحوا مؤسساتها بكل همجية وعسف.
وإن البلاغات التي تحدّثت عنها نتائج تحقيقهم، إذا تم مقارنتها مع عدد القرى المتضررة من الهجمات البربريّة، فلا تساوي سكان قريتين، ناهيك عن (27) قرية، وهي جملة القرى التي هاجمتها المليشيات. كما أن الحكومة وضعت متاريس أمام الضحايا في فتح البلاغات، واستغلت عدم وعيهم بالقانون، وعدم ثقتهم فيها في تحقيق العدالة؛ لأسباب تتعلق بالتاريخ الطويل لسيادة ثقافة الإفلات من العقاب في الإقليم بوجه خاص.
وكما هو متوقع، إن تقرير تحقيقهم جاء غاضاً الطرف واستثنى قوات الدعم السريع، التي كانت متوّرطة بالفعل في أحداث الانتهاكات بشهادة سُكان كل القرى، وبتأكيد فيديوهات الدعم السريع المصورة في أكثر من قرية بجانب التسجيلات الصوتيّة الممتعضة التي بثها مرتزقة حميدتي، والمطالبة بعدم التصوير مرة أخرى في أي منطقة يستبحونها، وإتهام زملائهم الذين قاموا بالتصوير بالخيانة والعمالة، وبالإضافة إلى اعترافات حميدتي نفسه بتلك الفيديوهات وما قال أنه فصل الجنود الذين ظهروا فيها، ونقلهم إلى السجن.
في خطابه، وما أحتواه من (أكاذيب وترهات) في قرية أموري المحروقة، أكد حميدتي، إصرار الرزيقات في إرتكاب المزيد من الانتهاكات ضد قبيلة الداجو والقاطنين من القبائل الأفريقية الأخرى؛ حيث ساوى حميدتي (الضحايا) مع (مجرميّ الرزيقات المتعطشين للدماء)، وحرص وتأكيد الأخير على استغلال عنف الدولة في تنفيذ خططهم العنصريّة الاستيطانية الشريرة، وتوفير الخدمات لهم ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم. كما توقع أن الداجو يصدقون أكاذيبه المعروفة والمؤامرة التي نسجها باستغلال بعض ضعفاء النفوس من (أبناؤنا)، كما ظهر في ضرب مثالٍ بمشاريع الاستيطان في مناطق شطاية وغيرها من مناطق النازحين واللاجئين التي اغتصبها أهله، وأنه يريد تطبيق تلك النماذج العنصريّة الاستعمارية في حاكورة الداجو.
وكعادته الهمجية التي لا تعترف بالتاريخ ولا العادات والتقاليد، والتعالي والسطو على القانون دائماً، تدخل حميدتي بشكل سافر في الشؤون الداخلية للإدارة الأهلية لقبيلة الداجو، وحاول إتخاذ بعض العُمد الشرفاء كقميص عثمان، للتخلّص والتملّص من جرائمه المستمرة ضد الشعب الداجاويّ بوجهٍ خاص. كما نؤكد إن الصراع الذي حدث بين السلطان أبوه والعُمد، عند بداية موسم الحصاد الماضيّ، صنعه حميدتي؛ لإيجاد شرخ في جسد الإدارة الأهليّة للداجو وتضعييفها، واستغلال ذلك في تنفيذ أجندته، ويمتظهر ذلك في منحه عربات دفع رباعي (بوكسي دبل كاب) للسطان والعمدة يحيى أبكورة، وتهديد العُمد المقالين بعدم الإعتراف بهم ووصفهم بالفلول، واغراء بعضهم بحفنة أموال لا تغني ولا تسمن من جوع، وذلك للصمت وإتخاذ مواقف رمادية تجاه هذه الجرائم الجنجويدية، ومنح عدد من الشباب ملفات في صفوف مليشيات الدعم السريع تمهيداً لتجنيدهم لكي يقوم هؤلاء الشباب المغدور بهم بدور (الفلنقاي) وشرعنة احتلال الزرقات لأرض الداجو، واستغلال مواردها، واستعمار إنسانها.
كما أشار حميدتي في خطابه الماكر، إلى إجراء (مصالحات.. والعيش المشترك… والإخاء..) ما يعني ذلك بين (الداجو) و(الرزيقات المحتلين) وسمى بعض المستوطنات بالمناطق. إن خطابه المسموم، الذي يبدو للجميع (خيراً) في ظاهره، إلا أن باطنه يضمر (شروراً مطلقة، وخططاً قذرة، وأهدافاً عنصريّة)، أراد به استعطاف وتعاطف من ليس له بصر ولا بصيرة. ولنا أن نتساءل : مع من نتصالح ونحن أصحاب الأرض بشهادة التاريخ والقانون، والرزيقات مستوطنين؟ كيف نعيش مع هؤلاء القتلة بصورة مشتركة وهم المعتدون دوماً في ديارنا؟. إن هذا لا يكون ولا يُصدق إلا وفقاً لمنطق الجاهل حميدتي، وعقله المعوّج.
كما تناول حميدتي في خطابه موضوع (الطلقة المبكرة والمراحيل)، وأراد تأكيد خطاباته السابقة بأن ما حدث هو صراع تقليدي بين (المزارعين والرعاة)، وأنه صراع بين (الداجو) و(الرزيقات) على الموارد، ولكن الحقائق لا تدعم هذا الافتراء القديم المتجدد، إنما ما حدث هو عدوان غاشم وهجمات ممنهجة ومتعمدة شنها مجرمو الرزيقات المحتلين وقوات الدعم السريع، على الداجو في أراضيهم المعترف بها تاريخياً، وعرفياً وقانونياً. وفي هذا لا يجب إلا طردهم، ومعاقبة المتورطين منهم في قتل فلذات اكبادنا، وحرائرنا، وشبابنا، وقادتنا في الإدارة الأهلية أمام نظر وسمع الجميع.
وعلى ضوء ما تقدم من نقاط وأكثر، فإن شباب سلطنة الداجو يحذر ويجدّد التأكيد على الآتي :
1- الرفض المطلق لما تسمى بلجنة التحقيق المُشكلة من قبل حكومة الولاية ونتائج تحقيقها المشوهة والمنحازة لمليشيات الدعم السريع ومجرميّ الرزيقات.
2- الرفض الكامل والمطلق لوجود قبيلة الرزيقات في دار الداجو.
3- المطالبة بلجنة تحقيق دولية مُحايدة، تطلع بعملها بقرار من مجلس الأمن الدولي.
4- الرفض القاطع لتدخل المدعو حميدتي وعميل الجنجويد الهادي ادريس وأي مسؤول آخر، في الشؤون الداخلية لقبيلة الداجو.
5- مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بوضع القضية موضع الاهتمام الواجب وإدراج حميدتي وزعيم المستوطنين (ديدان السيد ديدان)، ضمن قائمة المتهمين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي وأي جرائم آخرى ضمن اختصاص نظام روما الأساسي.
6- مطالبة السلطان عبد الرحمن آدم أبوه والعُمدة يحيى أبكورة، بإرجاع العربات التي منحها لهم حميدتي خلال هذه الانتهاكات كرشوة لمساعدته في تنفيذ خطط الرزيقات بالاستيلاء على أراضي الداجو، والصمت عن جرائمهم المستمرة ضد إنسان الداجو وأراضيه، وتاريخه.
شباب سلطنة الداجو
*الجمعة 17 فبراير 2023م