مذبحة أطفال الهدرا جريمة بشعة
بقلم : كوكندى كالو شالوكا - المناطق المحررة
بائس هو الخطاب الذى يحاول اقناعنا بأن هناك مؤسسة عسكرية محترمة إسمها القوات المسلحة.
بؤس ذالك الخطاب من تجاهل أصحابه التام لحقيقة إن تاريخ الجيش السودانى ارتبط ارتباطا وثيقا منذ الاستقلال المزعوم حتى الان بمهمتين ، هما العكس تماما لما تفصح عنه دساتير الجيوش الوطنية فى العالم.
اولى هذين النهمتين: خوض الجيش السودانى الحروب ضد مواطنيه طوال ٦٨ سنة من عمر الاستقلال المزعوم.
جيش يخوض حروب لأكثر من نصف قرن ضد مواطنيه المنوط به حمايتهم. االجيش السودانى لم يخوض حربا واحدة ضد عدو اجنبى دفاعا عن حدود الوطن.
إما المهمة الثانية للجيش السودانى فهى شهوة جنرالاته فى السلطة حد السعار والمرض المزمن، حيث يفكر خريج كلية الحربية متى يكون نصيبه من كيكة الحكم بل يفكر فى إن يعرف الطريق الذى يؤدى إلى مبنى الإذاعة و التلفزيون بدلا من الطريق إلى الثغور وحدود الوطن الذى ينبغى إن يحميه.
فمن بين ٦٧ عاما من عمر الاستقلال المزعوم كان نصيب الجيش فى الحكم ٥٦ سنة، هبط ابانها مؤشر نمو بلادنا فى كل شئ بداء بالاقتصاد و التربية والتعليم وانتهاء باخلاق المواطنين التى كانت عملتلنا الصعبة بين الشعوب.
الأدهى والامر إن الجيش السودانى ألذى يتفنن فى ابادة شعبه لا يغير جنرالاته اهتماما لحدوده المغتصبة جهارا نهارا ، يغمضون العين عنها خوفا واستهانة بالواجب.
لذا ليس غريبا إن ينتهى المطاف لجيش مثل هذا ليكون مجرد مليشيا لتنظيم سياسى – تنظيم الاخوان المسلمين الذى يخلو دستوره من اجندة وطنية.
ما دعانى لكتابة هذا المقال هو أكبر مجزرة قام بها سلاح الطيران السودانى ضد اطفال المدارس فى كاودا وهيبان والان فى الهدرا.
لقد نفذ سلاح الطيران وبتعليمات من المجلس السيادى غارو جوية على مدرسة الهدرا الإبتدائية فى جبال النوبة – مقاطعة دلامى مما ادى مقتل عدد ١٢ تلميذ تلميذة وعد ٢ معلم وعدد ٤٥ من الجرحى.
السؤال هو هل تختلف مجزرة جبال النوبة كثيرا عن مجاور دارفور ؟
استهداف المدنين وخاصة الاطفال والنساء جريمة لا تغتفر. هذه الجرائم تعد عنصرية بإمتياز وتعكس فاشية النظام و المجموعة الأمنية العسكرية للاسلام السياسى. لا بد من رفع دعوة جنائية لمقاضاة المتورطين فى مذبحة أطفال الهدرا وهيبان و كاودا.
المخجل إن نرى جنرالات الجيش وعلى اكتافهم أوسمة وشارات واركان حرب كناية عن خوض حروبات وتحقيق انتصارات على عدو اجنبى يطمع فى بلادنا ولكن الجيش السودانى لم يخوض حربا واحدة ضد عدو خارجى بل ضد مواطنيه منذ الاستقلال المزعوم حتى الان. فتلك وصمة عار وليس شرفا.
اختم بما بدأت بأن الخطاب البائس الذى يعطى القداسة لمؤسسة الجيش السودانى ويقرن بين مناصرتها وصك الوطنية الخالصة انما هو مجرد احتيال يقوم به الاسلامويون اللذين قضوا على الجيش بحروب لا طائل من ورائها.
حرب جهادية فى جنوب السودان أدت لفصله ، وحروب ابادة فى دارفور وجبال النوبة والنيل وإلازرق.
إن المحصلة الحتمية لجيش نخر فيه الفساد واصبح ينشئ المؤسسات الاقتصادية باسم الصناعات الحربية ، ليصب عائدها من التجارة فى المحاصيل والمواشى ودون رقابة مالية من الدولة ونهب ٨٠٪ من عائد خزبنة البلاد.
ينبغى بناء جيش وطنى ومهنى وبعقيدة قتالية جديدة تراعى حماية المواطن وحماية حدود البلاد.
النضال مستمر والنصر أكيد
تحياتى