كلمة التحرير

كلمة التحرير

وانهدّ طود المكرُمات وزُلزلت * أرض، وهامَ بعيدها، والداني
وانداح صرح المجد لما أخبروا * أن الرجال مضوا بلا استئذان
فاذرف دموعك يا زمان وجُدْ بها * إن الدموع شواهد الوجدان

المتابعون الأفاضل يجيئكم الملف الثقافي الأسبوعي هذا مبتلا بدموع البلاد الكبيرة حزنا على رحيل القائد كارلو تريلا كوكو..القلب الصامد والثوري الصلد والروح الكبيرة.. لترقد روحه بسلام في فراديس الملكوت العليا.
هذا الملف يحتوي فيما احتوى عليه… نثرا.. تجدونه هو الدفق الوجداني بعينه… بصدقه وعمقه.. جاء ذلك فيما اختطه القلم الصاهل حزنا للرفيقالهادي آدم الكناني…. في رثاء الفقيد وعزاءا لقيادة الحركة الشعبية شمال… عضويتها وجماهيرها في هذا الفقد الجلل.
(الحزن فينا كائن يمشي على ساقين)
وفي ذات التوقيت يرحل عن دنيانا واحد من الرفاق من قيادات العمل الطلابي إثر حادث مروري على طريق زالنجي الجنينة بدارفور
الرفيق ياسر نور الدين عبد الله
لروح الرفاق الرحمة والمغفرة…. ولروحهم تتجدد فينا الطاقات برا بهم لتكملة ما قاتلوا حربا وما نافحوا سلما لأجله… لأجل ألمشروع العظيم… مشروع السودان الجديد بكل جزيئاته النؤرانية
يأتيكم هذا الملف في هذه الظروف القاسية وفاءا لعهدنا لكم بالمداومة… دعما لعملية التنوير والتثوير وتحريكا لسواكن شتى واحتراما لكوامن المعرفي داخلكم المحتشد لأجل التغيير.
لم يخرج الملف ثوبه الأول… وتبويباته التي أتت في الملف الأول… قاليري.. سرديات… نافذة شعرية إضافة إلى استعراض كتاب الأعين الأكثر زرقة) للكاتب… قام بالاستعراض الرفيق خالد ميشين.. مسقطا فحوى الكتاب على محتوى الواقع السوداني المعاش.
نحن في أول الطريق نحوكم فانتظر نا عند ناصية المعنى إذ بكم يكتمل الحدث.

 

الرفيق خالد عباس
عضو هيئة التحرير
ورئيس القسم الثقافي بالموقع


                                                   الأبطال لايموتون

                                   كارلو تريلي ترسو السفن بعد طول ابحار

                                 الثورة صمود الجيش الشعبي جيش التحرير


منذ العام ٢٠٠٣ انا لم اقابل شخصية لها كاريزما ثورية إجبارية للآخرين لينصاعوا لها ويعملون على تتبع خطواتها والاقتباس من طيب خبراتها والسعي للاستفادة من شتى مداركها مثلما هو كائن في شخصية القائد كارلو الهام… جسارة…. إجلال…. هيبة…. شموخ… طموح… تفكير وقاد… أريحيةوطيبة قلب…. ونبض وقوة شكيمة ولين مع روح تحب الدعابة وتخرج الآخرين من الجو المكهرب وتختصر المسافات (تسويف بس)… هكذا قالها مرة عندما سألته عن فحوي الإعلان المكتوب في احد الوظائف ومدى جدية من وضعه قالها لي : (للتسووويف)  جنرال تريلي جلدك خشن… وقلبك ابيض وكلك طهر وقناعات كنت الرحيم بالآخرين والناصح للأجيال المستغفلة والمقدام في ساعات الاقتحام تموت في نمولي الله يا قلبي… وددت ان اسمعك ولو لحظات كم هي مرة هذه الفترة التي لم نسمع فيها صوتك أو نرى صورتك الا عبر السوشيل ميديا وهي تنعاك علي الاسافير انهارت قواي وانا اتمعن النظر في صورتك في محيط تلو وانت تقدم الخطوات الأولي بتنزيل السلام من سويسرا الي الكراكير الموت له اجلاله لكننا بموتك فقدنا كل الاشياء الجليلة وغيرها ومرت بخاطري صور آلافذاذ الذين كانوا منارات وادركتهم المجنون.. نيرون فيليب ومدير دفع الله والجنرال سايمون كالو والعتيق التجاني تيما والكومندر بطرس والقامة يوسف كوة مكي.. سرمد القوم وهادي الركب القايد الدكتور جون قرنق أراهم حضورا الان وتتخطفهم المنون بموتك مرات ومرات ادركت ان اصالة الحياة محطة انتظار وان الموت هو الموعد الأكبر لم اعهد كيف يموت القادة آلافذاذ الذين تدافعوا للذود عن قضاياهم حتى الرمق الاخير لم انتمي للساعات العجلي وهي تسرق ازمنة الحنين لتدفع بنا إلى اخبار الملمات بفقد الإنسان الحليم الصدر كارلو لم اضبط مواويل الدموع وهي تنداح في كثافة لم اعهدها لكنني مجبولا ي كمرت ان افتح مسارات لها لتسكب بالدم والدموع نمولي تركاكا واط وقمبيلا راجا وكاجي كاجي ومربو وتوريت وننقلا كأني أرى أجراس كناسيها تنهار بالعويل بوداعك لم أخبر حنايا القلب الموجع بهذا الفقد لكنه سينهزم عندما تودعنا للابد صاحب اليد الخضراء والكلمة المختصرة والخفيف عند الاقتحام بوابات فرندلا ولويري وكرجي وجلد باشا وطبانجا الجبل وارقفي وايري والطرور وتمبيرا سيكسوها السواد وتنادي جهرا بقدراتك يا من رحلت محمولا على جنح الوسامة  الانضباط والفرفشة الونسة ما كملت معاك مين سمي ترحالك غيابتظل كنت وتظل متى.وما كانت.. جبل اجرون حضور تبقى سكناتك هي همس الصخور في الذين انضموا الي قوات الجيش الشعبي.. إذ لم يجمعهم شتات المعاناة بقدر ما صهرتهم احداثيات الإنسانية العظيمة الجنرال تريلو… ان عدمناك ففينا من المحبة ما زينت به كل اماكن الفرح عندنا الإهات لا كاودا تحتمل هذا الفقد ولا حتى رفيقاتها من كودي ومندي وهيبان واللزرق ولا يموج بحاضر الحواكير التي تنادي بطواف جسمانك الطاهر المرصع بالعطاء الموت نقاد.. يختار الجياد الأصيلة احمل نفسي مقرارات الفراق الكبير وكنت اتعشم أراك في ساعات السلام الحنين جالسا تحت راكوبتك المحببة… لكنني لن أراك ولن اعرف إجابات عن مدى اعتقادي الاحتمال الفقد فقد قائد من الذين حملوا القضية محمل الجد وثابروا وسعوا ولهم السبق في كل الحضور لا اختبار ولا انسحاب كانت العسكرية والتعليمات هي الإنجيل المقدس لا يقهرونه ولا ينثنون عنه قائد عظيم وركن أصيل وركيزة صلبة والله اجتاحتها الاقدار لكننا ارتضينا بحكم الخالق مدرسة الكادر كانت موعودة باستخلاص شرارة وحرارة النضال لكنها الدنيا تعطي لتأخذ لم تكن يوما رصيدا للاسرة ولا القبيلة ولا المنطقة ولا الجيش الشعبي والحركة الشعبية بل كنت ملهما للعالمين من الاحرار وذَوي البصيرة والمناضلين ورواد السودان الجديد افتقدناك ي ثوري وبموتك لن تركن الاجيال لكنها تقتدي بالرجال امثالك التعازي للرفاق كابينة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وللرفاق المعاصرين لك في شتى محتفل النضال الثوري ومعارك العز والكرامة كما كنت أمني نفسي بأن القى النظرة الأخيرة ويطوف بجثمانك كل جبال النوبة نهاية وبداية فلترقد روحك بسلام يا من انطفأت بموتك فينا شموع الأمل.

الهادي آدم الكناني_ كادقلي الحجر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.