(قراءات هندسية لتفريعات الذاكرة)

 

 

خالد عباس

 

قراءات في دفتر الهندسة
(قراءات هندسية لتفريعات الذاكرة)

تعريفات :

( النقطة )
____

النقطةُ نقرةُ طائرِ السِّرِّ
في بياضِ الخليقةِ
هاجسُ ثدْىِ الأمُومَةِ
بِسِنِّ اللبنْ
رسمُ المدينةِ في الخارطةْ
نقطةٌ
باتِسَاعِ السَّوادِ المُعَلَّمِ بالحِبْرِ
وأميةُ البياضِ الوطنْ
طائرُ السِّرِّ طارَ يا سادتي
إذ تجيءُ القُرى
بسنابلَ
مشويةٍ بالفوانيسِ
تجيءُ
مشغولةٌ بالنواميسِ
بالسَّادَةِ السُّودِ والكادِحينْ
الحزامُ الذي يُقَلِّمُ المدينةَ كالظُفرِ
بالفقرِ والمعجزاتْ
العطنُ
طائرُ السِّرِّ عَادَ يا سادتي
كي ينقُرَ لوحَ البياضِ العظيمِ
بالسَّوادِ الوطنْ

( الخط )
___

الخَطُّ رسمُهُ واضحٌ في الكتابْ
يتثني كأفعى
في الرسمِ والسحرِ
لكنَهُ في السياسةِ
(الخَطُّ) !!!!
يستحيلُ سنارةً
لاصطيادِ كراسِيهَا العَائِمَةْ
في لُجَّةِ الخَلقْ
وفي البرقْ
يضيءُ شفيفًا ومرتبكًا
كإمضاءِ الوزيرِ المُمَارِسِ
في الحكوماتِ
والمُشَارِكِ في المجزرةْ
يضيءُ شفيفًا
ومُرْتَبِكًا
ويتبعُهُ اللظى والسخامْ
إن لم تَفِ حالةُ الزَّمْجَرَةْ

( المثلث )
____

المثلثُ
مِعصرةُ القصبِ السُّكَريِّ
في الليلْ
والرجلُ مغلوبٌ على أمرِهِ
وسرجٌ لفارسةٍ تمتطي شبقًا
وتلكزُ ..
تلكزُ ..
تلكزْ ..
والرجلُ مقلوبٌ على ظهرِهِ
ودلتا خصيبةٌ
تُلَحِّنُ النبتَةَ بينَ فراتينْ
وتُغني المثلثُ
نافذةٌ على الماءِ
ورأسٌ لحرابِ الأعالي

( الدائرة )
____

الدائرةُ (خاتِمُ) الحُبِّ
ما قامَ أورقَ
من حمائمِ البَرِّ
يستديرُ حول أنثاهُ
حتى يكلزَ
على ظهرِهَا
ورقصُ الحِسانِ
على نعشِ أوسَمِ العَابرينْ
الذينَ
دانتْ لهُمْ ضفائرهُنَّ
بالحُلْمِ الشتائيِّ الطويلْ
لكنَهُ ماتَ قبلُ…
وهُنَّ اجتمعنَ
في ماتمِ ريفٍ طقوسي
يودِعْنَهُ
ودارتِ الدائرةُ
دارتِ الدائرةْ
لغةُ الحربِ
والدائرةُ لغةُ التواصلِ
بلا انقطاعْ
والدائرةُ
عقدةُ الحبلِ
أعلى الشراعْ
ومركزٌ
صارتْ
مواثيقُهُ عدمًا
وشعبٌ
يحيطُ باحلامِهِ
له قُطْرُهُ
وَلِهٌ بالصِّراعْ
أنها صورةُ الثورةِ القادمةْ !

( المربع )
____
المربعُ
يعيشُ توازنهُ
في تساوي أضلاعِه
وفي اقتسامِ المقاديرِ
بالقسطِ
بالملميترْ
وفي الثرواتِ
إذا اتسعتْ مساحتُهُ
اتَّسَعَتْ بالتساوي في الحقِّ
وإن ضاقَتْ بأوجاعِهِ
لا يتذمرُ ضلعٌ على آخرٍ
أو جصُّ على آجِرٍ
والمربعُ
نافذةُ القطارِ على المرجْ
والصورُ المتحركةُ
رغمَ أنفِ الحَديدْ
تستحثُّ الأقاليمَ
بالنَّبْتِ والآدميينَ
نحو أفقٍ بعيدْ

( المستطيل )
____

يستطيلُ على الطاولةِ
(بالطول والعرض) !
ويستقرُّ على الأرضِ
بلا قلقٍ في الزَّوايا
قِيلَ كان أصلاً
مُرَبَّعْ
لكِنَّهُ شبَّ بأمشاطِهِ
كي يَرى
أغوارَ الحُزنِ فيَّ
دونَ أن يواجهَني
فاعترتْهُ لعنةُ الرُّوحِ
وصار يواجهُنَا
بالزجاجِ الأماميِّ (للحافِلةْ)
مُنْبَرِيًا كأنَّهُ سيِّدُ القافِلةْ
ولَهُ مَا وشَمَتْهُ الجَمَاهِيرُ
بالثورَاتِ
وشمُ الحَجَرْ !

( المعين )
___

اسمُ المفعولِ
يُعْرَبُ
على بطشِ سيِّدِهِ
الفاعلُ
الملكُ
المرفوعُ !
عرشُهُ
الهيكلُ
الآدميُّ
والشكلُ (المعين)
زخرَفَةُ الجصُّ
بالخزفِ
المرويِّ
القديمْ
كبصمةِ فلاحةٍ
في مزارعِ كُوشْ
تشتهي أن تُعِدَّ الطعامَ
في الإناءِ المُذَهَّبْ
وليس لها
في الطعامِ المُذَهَّبْ !
المعادنُ
كُلُّهَا أصدقاءُ الملوكِ
إلا حديدَ السُّيوفْ
ضلعُ المعينِ
راحةُ العُنُقِ
والمعينُ
حاجبُ القصرِ
ووصيفةُ الملكةْ
ونوطُ الجَسارةِ
والنصرِ
غيرَ أنَّ المُحِبَّ
نديمي
قال:
المعينُ شكلُ العشيقةِ !
إن تُوِّجَ القلبْ
لكنك صوَّرْتَهُ
في حالةِ الحربْ

( المنشور )
___

هو اللفظُ المُهجَّسُ
بالاتقاء
ورائحةُ القلمِ الحُكُوميِّ
والمسألة
(المنشور)!
وهو الشكلُ المراوحُ اوجُهَهُ
والمشيُ للضوءِ
كالمِقصَلَهْ
إذ تشي
بِأجداثِ من حملوا لفظَهُ
كالبنود
هاجسَنا جُلَّنا
غير أن المضى سيعود
جلنارًا تَكَسَّرَ في مراياه


ايمان ادم خالد

 

عَوْد رٌوحّْ

إيمان آدم

آهِ لو أن بقلبي بَعضُ منية
لترفقتُ بحالي ولأمليتُ سؤالي
وحيَ دنيا
أنا ما عدت أرجي يا صديقي
عودَ روحْ

فلقد غابت نجومي
ولقد غطتْ غيومي .. في سماء القلب
آلافَ الجروحِ
ها هو الطوفانُ لا لنْ ينجو نوحْ
فهو لمْ يقدِر على صُنعِ السفينةْ
ها هي النفسُ سجينة..
ها هي الأمنيَّةُ .. الرهقُ .. الحزينة
فاسقني يا صاحِ مِنْ هذى الصبوح
أنا ما عدت أرجي يا صديقي
عودَ روح

واهناً قد عدت احتضن المنايا
لافحاً رهقي .. ومنتعلاً أسايا
جاثماً حذني على القلبِ وفي ..
كل الحنايا
غارساً في الروح .. يا للروح .. للأشجان راية
فمتى أهرب من نفسي .. إلى نفسي
متى هذا النزوح ؟؟
أنا ما عدت أرجي يا صديقي
عود روح

ها هي الفكرةُ قد طارتْ و في القلبِ وجيبْ
ها هو النملُ على جسدي .. وللنملِ دبيب
قارصٌ بردي .. فردي .. لا مُجيبْ
صامتٌ شجني .. وفي الصمتِ نحيب
عارفٌ سري فقمْ .. أي يا حبيب
وليكن صمتي نَزِقاً .. فَيضَ بَوْح
أنا ما عدتُ أُرجي يا صديقي
عَودَ روحْ

ها هي الأوطان حُبلى بالدمن
ها هي الحرية الثكلى من الذُّلِ تُجن
ها هي الفكرةُ تُشرى .. باهظاً كان الثمن
إذ غَدى النبلُ كما الخبل
كذا الحق كما الخطل يُظن
ها هي الروح وللروح كفن
أينما وليت وجهك .. تلتقي هذى القروح
أنا ما عدتُ أرجي يا صديقي
عود روح

داخلاً في النفس .. تبحث وتجوس
خارجاً بالحق في كل النفوس
جاعلاً بينك بين الزيف مجزرة ضروس
ثائراً .. أو سائراً .. للحب للأمل العروس
صانعاً فرحتك الكبرى بآلاف الطقوس
مشعلاً حولك بالدفء ملايين الشموس
ها هي الجنة ريحان وروح
ها أنا عدت أرجيِّ
يا صديقي عود روح

يوليو 97

ايمان ادم خالد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.