خط أحمر؟!!

✍🏿: خالد عباس

(عبارة تضج بها الأسافير هذه الأيام) !!

الخطوط اللتي علي الفيس بوك…خيوط

تنسج ثوب خيباتنا السياسية قاتمة الألوان….عودة القبيلة مرة أخري على نحو ما نحا إليه بعض المحللين …أنه طيلة تاريخ السودان السياسي الحديث ظلت القبيلة أداة من أدوات الحزب…فإمتداد الكثير من القوى السياسية التقليدية هو إمتداد عشائري قبلي شرقا كان …أوغربا…شمالا أوجنوبا….منهم يستمدون طاقة الفعل السياسي وعلى مناكبهم يصعدون إلى مركز إتخاذ القرار وصناعة القانون الذي يسعون فيه إلى صياغة توصيف ToR يؤهل القبيلة فعليا لخدمة (بلاط الحزب)…وحتي الكثير من القوى الحديثة لم تنج من هذا الخطل في تسمية قيادتها السياسية والتنظيمية تاريخيا على أساس إثني قبلي جهوي عشائري..ولا أنكر تفهمهم لمحتوي الراهن المتنامي والإستجابة بموضوعية لمحركاته…دفعا للأمام.

الإستخدام الأسوأ للقبيلة في السياسة كان في عهد حكومة الإنقاذ…خلال ثلاثين عاما من ( القمار السياسي على طاولة الدم) إذ إعتمدت الإنقاذ القبيلة وقودا لحروبها لتمكين نظامها وشغل الراي العام والشعب السوداني عن قضاياه الأساسية وتبرير عملية (عسكرة المجمتعات) وخلق مناخ نموذجي لنهب ثروات البلاد.
نظرية التماهي مع المتسلط …وأظنها ليست بغريبة على الكثيرين و لا تحتاج إلي شرح …ببساطة قامت القبيلة اليوم (بقلب الطاولة) وتسعى حثيثا لأن يكون (الحزب السياسي) إحدى أدواتها…على نحو (البادئ أظلم).
الكثيرون لربما يصيبهم إمتعاض مني ومن مثل هذا الحديث لكني علي يقين أنه راهن الحال…فالمتابع للأحداث يستطيع دون شفافية بصر أو بصيرة منه أن يرى ذلك التمحور القبلي السريع للخطاب السياسي الذي إتسم بالمناطقية ومنطق(المفتاح والقفل).
إنتفى المخدر الموضعي للقبلية والعشائرية …ببساطة (البنج فك)…ففتحت جحيمها على الإنسان البسيط قبل السياسي وعلى الزرع والضرع وجميل تقاسيم المكان.
وصنعت هذه الخطوط الحتمية والمسمومة العجيبه:
(فلان خط أحمر)؟!!!

21 أكتوبر 2022
الخرطوم
جنوب الحزام

#خط_أحمر
#أكتوبر_25

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.