بيان حول أزمة شرق السودان
ما أعتي غبنك يا بلد
وأعدل قضيتك وأعظما
عميق الأسف لتطور الأحداث في شرق السودان والبلاد تشهد موجات من الضنك وضيق العيش والإنفلات الأمني تطل علينا أزمة الشرق والتي ظلت قنبلة موقوتة عمقها إعتماد المسارات في إتفاق سلام جوبا الذي فتح الباب علي مصراعيه لأصحاب الغرض والأجندة وأضحت قضية السلام عرضة للإبتزاز والمساومات نتيجة لتقاعس وإهمال الحكومة الإنتقالية وحاضنتها السياسية لهذا الملف .
• لا يخفي علي الجميع وضع شرق السودان المتردي والتهميش الذي تعرض له كسائر بقية أجزاء البلاد في التنمية والخدمات إضافة لوضع وموقع الإقليم الخاص باعتباره منطقة حدودية ذات طابع أمني استراتيجي الشيء الذي جعله عرضة لاطماع خارجية تستهدف الإقليم وموارده وموقعه الجغرافي مستفيدة من ضعف وهشاشة التماسك الداخلي لحكومة الانتقال واستغلال هذه الظروف في بث الفتن وتأجيج الصراع بين المكونات القبلية والاثنية في الاقليم.
ونؤكد أن الطرق السلمية للتعبير في الأنظمة الديمقراطية مفتوحة دائماً للتحاور والنقاش دون دون اللجوء لاعاقة الموارد الاستراتيجية و التي تشكل عصب حياة مواطني الاقليم والوطن والتي يجب ان يسعي الجميع لتطويرها. ونناشد المحتجين لفتح الطريق القومي لصالح خدمة ابناء وبنات شعبنا والوطن.
• وعليه ندعو في تجمع القوي المدنية الحكومة الإنتقالية بشقيها المدني والعسكري أن يستمعوا لجميع المكونات بشرق السودان بأفق مفتوح للوصول لحل سياسي شامل يخاطب إنسان المنطقة وتطلعاته وحقه في الإستقرار والعيش الكريم.
وفي هذه الايام يصبح لزاما علي كل مكونات الثورة توحيد الارادة السياسية والالتفاف حول القضايا المصيرية التي تهدد الإنتقال وتعصف به. وبكل تأكيد تقف قضية السلام على رأس هذه القضايا، كما ندعو قوى الثورة الحريصة علي الفترة الانتقالية بكل مكوناتها لتوحيد الرؤية وإعادة صياغة أهداف وآليات الإنتقال السلس وإستعادة زمام المبادرة وثقة الجماهير بتبنيها لقضية شرق السودان بمصفوفة حلول جدية استلهاماً من شعارات الثورة ( حرية ..سلام ..عدالة..)
وننبه المجلس الأعلي للسلام بإعتباره الآلية التي ساهمت في اختطاف عملية السلام، ننبهه ان يكف من إصدار مواقف وتصريحات تساهم في تأزيم المواقف وتأجيج الصراع.
ونذكر بموقفنا منذ بداية عملية سلام جوبا أن منهج المسارات لا يسهم في عملية السلام الشامل والعادل والمستدام بل يؤجج النزاعات والنعرات القبلية، وان اسلوب المحاصصات لجهات سياسية بعينها في عمليات قسمة السلطة والثروة غير سليم، وما يحدث الآن نتيجة لذلك المنهج.
ولإحداث إختراق حقيقي في عملية سلام الشرق. يجب الغاء مسار الشرق والدخول فوراً في حوارات محلية وقاعدية تبدأ من الوحدات الادارية بالمحليات في شرق السودان بالاستماع لمطالب إنسان الشرق تتوج بمؤتمر لقضاياه و يشمل الحوار جميع مكونات الشرق السياسية والإجتماعية والمجتمع المدني والقبلية بدون إقصاء بهدف الوصول لإستراتيجية السلام و نظام الحكم وللتنمية بشرق السودان ويتم من خلاله الإتفاق حول آليه أو مفوضية لمتابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية تحت إشراف ممثلي وقادة شرق السودان.
ويجب على جميع الأطراف الوضع في الاعتبار انه لا مكان للحلول الأمنية أو العسكرية بل طريق الحوار هو الذي يقود لنتائج إيجابية تدفع مسيرة الوطن نحو الانتقال، وذلك يتطلب أطرافاً مدركة لنوعية القضايا وخصوصيتها.
وأخيرا ندعو الجميع لتحكيم صوت العقل والحكمة وإدارة حوار بعقل مفتوح ورغبة صادقة للوصول للحلول التي تتطلب توافر حسن النية بين الأطراف في تنفيذ مايتم الاتفاق عليه دون تجاهل.
تجمع القوى المدنية
19 _ سبتمبر 2021م