النساء في قلب الصراع _ اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس

منال إبراهيم حسين

 

توطئة:

بدايات يوم المرأة العالمي

في فبراير 1909م، تم وضع أسس يوم المرأة العالمي في شكل يوم المرأة، نظرًا للإضراب الكبير الذي نفذه عمال ملابس مدينة نيويورك من أجل الحصول على أجور أفضل وساعات عمل أقل وظروف عمل محسنة وحقوق الاقتراع.

كان يومًا وطنيًا محددًا في الولايات المتحدة في الأصل، ثم تحولت الفكرة بسرعة إلى النطاق الدولي. تم اعتمادها لأول مرة من قبل الدول الأوروبية بعدما اقترحت الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكين فكرة وجود يوم دائم في التقويم السنوي يمكن للنساء خلاله أن يعبرن عن آرائهن. تم الاحتفال باليوم الدولي الأول في عام 1911م، على الرغم من أن تاريخ 8 مارس الذي نعرفه اليوم لم يتم تحديده إلا أثناء الحرب العالمية الأولى. احتفل بها وشكلها الأمم المتحدة رسميًا في عام 1975م، حيث تعتمد الأمم المتحدة الآن كل عام موضوعًا للتسليط على قضية معينة وتركيز الاهتمام عليها.

يعد يوم المرأة العالمي عطلة رسمية في العديد من الأماكن ويُلاحظ على نطاق واسع في الكثير من الأماكن الأخرى. تتراوح الاحتفالات اعتمادًا على مكان وجودك من إعطاء واستقبال الهدايا إلى التظاهرات السياسية السلمية والاحتجاجات. فضلا عن احتفالات الأمم المتحدة بالاجتماعات او حملات التوعية. و الدعوات إلى التغيير الجذري في سياسات البلدان تجاه قضايا النساء.

“الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم”، هو الشعار للعام ٢٠٢٤م و قد أصبح تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي اكثر إلحاحا من أي وقتا مضى أن ضمان حقوق النساء و الفتيات في شتى نواحي الحياة هو السبيل الوحيد لبناء اقتصاد مزدهر و عادلة لكن في الأغلب تظل الشعارات هي كلمة او مجموعة كلمات او عبارة تستعمل لاغراضا سياسية او دينية او اقتصادية او للدلالة على فكرة او غاية مع اختلاف الأشكال و الأنماط فقد تكون مكتوبة او مرئية لكنها تتشابه في الدلالات و المضامين مع الاختلاف ايضا في الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة في كافة البلدان بحسب الاحوال التي تعيشها المرأة.

ففي السودان و مع تزايد وتيرة الحرب لا تزال المرأة تقاوم واقعا يصعب التعايش معه بينما تتصدر السودانيات اولى قوائم ضحايا النزاعات السياسية و القبلية مما يجعلها في قلب صراع (لا إيد لها فيه ولا رجل) بل الدافعة الوحيدة لفاتورة صراعات الحمقى و هم يستثمرون أجساد حرائر السودان بكل ما اوتو من فوران طاقة الحقد و الغباء يكتسحون رداء العفاف ، ليس لهم كفوا أحد في استباحة عرض الحرائر في اراضيهن و ليس فيهم عذبا فرات فقط ملحا اجاج، فعشب الحقد و الغبن لا ينمو إلا على النفس الخائنة، و شبح الاغتصاب و الخطف ما زال يعربد و يهدد نساء و فتيات السودان فكيف بالله عليكم أن نحي وطن على شفا حفرة لشتل آخر بذور الموت إما جوعا او تحت زخات الرصاص و كلاهما لا تحدهم جغرافيا او زمان، و لون الحزن يقيم في كل مكان بل تتدرج ملامح و الوان الحزن في كيميائها بين الهزيمة و الانكسار. فبعض الهزائم انتصارات فلكي عزيزتي اقول” أملئي في داخلك آمالا عراض و فجريها، نكسي رايات الخوف و هزي إليك جزع السلام يتساقط لكي رطب الأمان الذي تستحقين، اضحكي أظهري بياض فواطرك فمد القهر مقطوعا مقطوع ، كوني بركان و اطفئ نيران البراكين لا تتركي طرفك أن يلين كوني سمكة تغرق في يم الحقيقة و أكثرهم للحق كارهون، لا تحربي إلى صحاري العاجزين فالمرء لا يولد مرتين نضالاتك و صمودك بألف روح لا يموت ابدا فلا تصدقي افتراءات اليائسين. لا تدفني وجهك بين راحتيك كوني إمرأة لا يربكها الثناء و لا يعجبها الرياء كوني إمرأه من نور و من طين و ماء، تعرف ما الغرور و ما الكبرياء بل كوني عدالة من رب السماء يتساوى في وجده الفقراء و الأثرياء و بكي يضحى الناس سواء، كوني اول تصاريف القدر اوحتى كوني سدرة المنتهى. فكما ينبت العشب بين مفارق الصخور تنبت احلام السودانيات بوطن أفضل رغم اضطراب ماضينا و اختناق حاضرنا إلا اننا نسلك الطريق السليم دوما لننال ما نطلب مخلصين للقيم الوطنية التي نحملها نحن النساء مؤمنات بقدرتا على قهر المستحيل مهما تراكمت الحواجز بيننا و بين ما نطلب نمضي إلى قدرنا لننتصر و ما كان اختيار العالم لليوم الثامن من آذار مارس إعتباطا ليكون يوم عابرا فحسب بل هو الطود الممرد لنعبر الي محراب الحرية التي هي ليست بالحجاب الذي يرمى ولا هي دينا ليشتم ولا هي اخلاق تخلع بل هي رقي ثم فكر ثم احترام عقل و بناء مستقبل جميل و عقيدة نتمسك و نعتز بها.

كل عام انتن و الخير و القوة و الملاذ و السطوة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.