الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بمصر تدشن كتاب الطريق إلى السودان الجديد (1)

القاهرة: splmn.net
تقرير: سمعان محجوب

دشنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال، مكتب مصر، كتاب الطريق إلى السودان الجديد (1) والذي حرره ووثقه الرفيق عادل شالوكا، وذلك مساء أمس الأول السبت الموافق 2 مارس 2024.
وقال شالوكا، في كلمته التي ألقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن “هذا الكتاب يعتبر أحد الكتب التوثيقية المهمة وتنبع أهميته من أهمية القائد يوسف كوة ودوره في التاريخ السوداني المعاصر.”
وأضاف شالوكا “يوسف كوة، أحد الزُعماء والقادة المؤثِّرين الذين تركوا بصماتهم في القارة وفي السُّودان، وسيستمر تأثيره لحِقب عديدة قادمة، فمنذ إتخاذِه قرار الإنضمام إلى الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السُّودان في نوفمبر من العام 1984، لا زالت الحركة الشعبية قوة فاعِلة ومؤثِّرة في السِّياسة السُّودانية ومُستقبل البلاد حتى بعد استقلال جنوب السُّودان في العام 2011.

وتابع شالوكا: “يوسف كوة كان مهموما بمستقبل السُّودان كزعيم وطني وكقائد في الحركة الشعبية لتحرير السُّودان، شمال، ومهموماً بمستقبل ومصير شعب جبال النوبة كقائد لكفاحهم المُسلَّح من أجل إسترداد حقوقهم وتحقيق تطلُّعاتهم.”

وأوضح شالوكا بأنه قد أُتيحت له فرصة للإطلاع على الوثائق الموجودة في مقر رئاسته،فيوسف كوة تمرد مبكرا وهو تلميذ في المرحلة الإبتدائية لأنه لاحظ التمييز في الفصول الدراسية وإكتشف مبكرا سياسات التمييز العنصري في السودان.
وقال إن يوسف كوة، قد كان ينتمي لمدرسة البان أفريكانيزم ولذلك إهتم بقضايا الهوية والثقافات الأصيلة والإعتزاز بالأصل الأفريقي للسودانيين، فلم يكن يفكر كقائد للنوبة فقط بل كقائد في الحركة الشعبية وهذا أكدته مواقفه والمواقع التي شغلها والأنشطة التي قام بها خلال مسيرته النضالية، “طالع النص الكامل لكلمة المؤلف في الموقع الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال”
وقال مستشار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال مكتب مصر الرفيق عوض أمبيا، والذي قرأ كلمة بالإنابة عن رئيس مجلس التحرير بمناطق سيطرة الحكومة الرفيق مصطفى عوض الكريم، بإن الكتاب يمثل إصدارة مهمة من ضمن إصدرات وكتب التنوير الثقافي في الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، ويمثل أيضاً توثيق مهم لجزء هام من حياة ونضال رائد من رواد التغيير والتنوير والتحرير في تاريخ السودان الحديث.

وفي سياق ذي صلة، أوضح عبدالكريم بأن الكتاب يتخذ منهجاً يختلف بعض الشيء عن كتابة السيرة الذاتية ذلك لأنه لا يعتمد على أسلوب السرد وإنما يعتمد على النقل المباشر من ما صدر عن وحول أداء القائد عن طريق المقابلات والإفادات المباشرة. “طالع بقية الكلمة في الموقع الرسمي للحركة.”

وفي كلمة مسجلة قال ممثل الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان – شمال، والناطق الرَّسمي باسم الحركة في المملكة المتحدة وجمهوريَّة أيرلندا الدكتور عمر مصطفى شركيان، إن الكتاب في حدِّ ذاته يمثِّل تكريماً وتخليداً لذكرى أحد قادة النُّوبة الذي يُعتبر الأب الرُّوحي، بل حامل شعلة النِّضال المسلَّح في إقليم جبال النُّوبة، ثم يُعتبر الكتاب – كذلك – تصويراً مكتوباً لسيرته الذاتيَّة، ومسيرته النِّضاليَّة.
وأقر شركيان، بأنَّ الكتاب يُعتبر إضافة معرفيَّة لمكتبة النِّضال الثوري المسلَّح ليس للمهمَّشين في جبال النُّوبة فحسب، بل في السُّودان كافة.

وتابع شركيان، “الأهم في الأمر أنَّ الكتاب يفتح الأبواب على مصاريعها للجيل الحالي، لكيما يدوِّنوا سير ومسيرات قادة النُّوبة خصوصاً، والسُّودان عموماً، ممن رحلوا عن هذه الدنيا إلى مثواهم الأخير، وفي ذلك استشهاداً في سبيل الوطن – وإذ نذكر منهم على سبيل المثال: المك آدم أم دبالو، والفكي علي الميراوي، والسلطان عجبنا، والمك كوبونقو، والملازم عبد الرحمن شامبي نواي، والرقيب أول حماد الأحيمر، والأب فيليب عبَّاس غبوش، والقائد محمد جمعة نايل، وآخرين لا تسعنا وتسعفنا هذه السانحة والصفحة لاستقصائهم وإحصائهم.

وأوصى شركيان، أجيال اليوم بأن ينحتوا في صخور جبال النُّوبة أسماء هؤلاء الأبطال الصناديد الشهداء، وأن تُسمَّى الشوارع والطرق، والميادين العامة، والصروح التعليمية، وقاعات المحاضرات والندوات، والبنى التحتيَّة الأخرى بأسمائهم، حتى تظل ذكراهم خالدة في عقول الأجيال القادمة، وذلك لما قدَّموا من تضحيات وتفاني في سبيل الحريَّة والعدالة والمساواة والسَّلام.

وأوصى أيضاً بأن يُجمع كلَّ ما كُتِب، أو قيل عن القائد الشهيد يوسف كوَّة مكِّي في الاحتفاءات، ويتمُّ تضمينها في الطبعة الجديدة المنقَّحة. كذلك ينبغي إجراء لقاءات إضافيَّة في شكل استبيان مفتوح مع مَنْ عرفوا الشهيد يوسف كوَّة مكِّي عن كثب من تلاميذه الذين تمدرسوا على يديه، ونالوا قسطاً من علمه، وقد عمل يوسف أستاذاً في مدينتي الضعين وكادقلي. كذلك يستوجب الاستكثار والتزيُّد في استنطاق الذين رافقوا المعلِّم يوسف كوَّة مكِّي في المجال التربوي، والناشط السياسي يوسف كوَّة مكِّي في المجلس الإقليمي (البرلمان المصغَّر)، والقائد العسكري يوسف كوَّة مكِّي في النِّضال المسلَّح في جبال النُّوبة، وأبيي، وجنوب السُّودان، والنيل الأزرق، فما زال كثرٌ منهم على قيد الحياة، وليس إلى الشك من سبيل في أنَّهم يحتفظون بذكريات وسجالات عن قضايا سياسيَّة واجتماعيَّة جمعتهم مع الشهيد يوسف كوَّة مكِّي في الحياة العامة، أو في طريق النِّضال.

وفي سياق متصل أوضح السكرتير السياسي والتنفيذي للحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، مكتب فرنسا الرفيق، اسماعيل سليمان محمود، بأن الكتاب في أبوابه الثلاثة وفصوله التسعة أخذنا في رحلة عميقة للتعرف عن قرب من القائد العظيم يوسف كوة مكي.
ويتابع محمود في كلمته، لقد عرفنا الكتاب على يوسف كوة مكي المولد والنشأة كما عرفنا على شخصية يوسف كوة مكي الشاعر والسياسي، الإداري والمفكر ولكن أعظم شخصية عرفنا لها الكتاب هي يوسف كوة المعلم العظيم، فهو المعلم الحقيقي هو الشخص الديمقراطي بطبعه أكثر من ذلك هو ثوري لا يتحمل الفروق الطبقية (المعرفية) فيسعى إلى تحطيمها بكل ما أوتي من قوة.

وأضاف، يعتبر هذا الكتاب بما يحويه من وثائق مصدر مرجعي للباحثين والدارسين لتاريخ الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان بل هو مصدر تاريخي للحركة السياسية في السودان، “طالع النص الكامل للكلمة في الموقع الرسمي للحركة.”
في ذات السياق أشاد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بالولايات المتحدة الأمريكية، الرفيق نحميا شالوكا، بالإصدارة التي وصفها بالمهمة وأثنى على محرر الكتاب وموثقه الرفيق عادل شالوكا، وقال إن أهمية الكتاب تأتي في ثلاث نقاط، أولها أن المكتبة السودانية لم تعطي القائد يوسف كوة مكي حقه في التناول بحجم المساهمات الكبير التي قدمها في السياسة السودانية وفي الثورة التحررية في السودان، وثانيها أن الكاتب تحصل على وثائق مهمة موجودة في مقر رئاسة القائد يوسف كوة مكي، وهي حق على الأجيال الحالية والقادمة وكل داعمي مشروع التحرر والسودان الجديد معرفتها والإطلاع عليها، عبر هذا الكتاب، ثالثها أن الكاتب نجح في عكس المساهمات التي قام بها القائد عبر النضال الثوري من خلال الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.
ودعا شالوكا، الباحثين والكتاب في مواصلة مشروع الكتاب لخلق وعي جمعي للأجيال، ومواجهة التشويه المتعمد من أنظمة السودان القديم، من مدعي الثقافة ومحاولتهم طمس الحقائق وتقديم أشياء غير صادقة، وهذا النضال يتم في اطار معرفي يستند على الوعي ومقارعة الحُجة بالحُجة، وأن كتاب السودان قادرون على ردع الزيف واسقاط الإدعاءات الزائفة، وكل ما أبرز في الإعلام السوداني من أشياء مضللة لفترات طويلة، وقطع أن المسألة قد جاءت للنهاية ولا يمكن خداع الناس، ودعا أيضاً كل المهتمين بالسودان الجديد بضرورة الحصول على هذا الكتاب المهم.
الجدير بالذكر بأن الكتاب يقع في ثلاثة أبواب وعدة فصول تحكي تجربته المميزة والمتفردة، وسيقوم الموقع الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان بنشر كلمة المؤلف وكلمات الرفاق المشاركين من دول المهجر بإمكان القراء الإطلاع عليها في الموقع الرسمي للحركة.
(يتبع)

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.