المنتدى الاعلامي السوداني وانعدام اخلاقيات المهنة ||
رانيا بابكر ونزا
طالعنا عبر الاسافير بيان مشترك لما يسمي بمنتدى الاعلام السودانى صادر في الخامس عشر من ابريل حمل عنوان (عام من الإظلام الشامل والإنتهاكات) بمناسبة مرور عام عل القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، هذا القتال الذي وصفه البيان بالحرب التي مر عليها عام فى السودان، وواضح أن هذه الحرب (حرب البرهان & حميدتي) هي الحرب الوحيدة التي سمع بها أصحاب البيان ، لذلك أصدروا بيانهم وحصروا إنتهاكاتهم وتعرفوا علي ظلمات هذه الحرب.
هنا نسأل أصحاب البيان ماذا تسمي التي كان تدور فى دارفور منذ العام ٢٠٠٣م وجبال النوبة منذ العام ١٩٨٤م والنيل الازرق منذ العام ١٩٨٧م، لماذا لم يذكرها البيان ، علما بأن بعض المنصات الاعلامية التي وقعت في البيان ومنها موقع الراكوبة وعاين وسودنايل)، قاموا بتغطية بعض أحداث الحرب الدائرة في جبال النوبة ، ولكن واضح أن القائمين علي أمر المنتدي الاعلامي السوداني لديهم تعريف اخر للحرب ، و الحرب في قاموسهم تسمي حربا عندما تدور أحداثها في مثلث ( حمدي ) ويكون ضحاياها هم أهل الخرطوم ، حينها تكون هي الحرب وتحسب أيامها ويفزع من انتهاكاتها الجميع، أما تلك التي كانت تدور في الهامش السوداني ، فهي مناورات عسكرية بين جيشهم الوطني الباسل والمتمردين عليه.
بيان المنتدي الاعلامي السوداني عزل اقاليم دارفور ، كردفان ، جبال النوبة والنيل الازرق ) من تغطيته الصحفية واختزل الحرب على ما يدور فى الخرطوم والشمال النيلى
وده الخطاب الرسمى للمركز الاسلاموعروبي الذي تصوغه مؤسسسات الاعلام ، الأمر الذي يؤكد حالة انقسام الوجدانى للسوداني حتي في الوسط الإعلامي وبهذا الخطاب ، فإن الجهات الصادرة للبيان لها معايير للحرب خلاف عن ما نعرفه ، أو تمارس تضليلا إعلاميا وبشكل ممنهج اتجاه أقاليم محددة.
الكل يعلم ماحدث فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق من انتهاكات وتشريد وتنزيح وابادة ، سكت عنها بيان المنتدي الاعلامي السوداني ، إذا اين اخلاقيات المهنة وقواعد وقيم الصحافة.
وما هي قيمكم الأخلاقية ، وما هو الفرق بينكم وبين القوات المسلحة والدعم السريع ، هم يقتلوا ويغتصبوا وينهبوا ويشردوا وانتم تمارسون التضليل الاعلامى والتفرقة بين الضحايا وتخدعون المجتمع الدولي والإقليمي ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا الآخرين ( لا تنهي عن مكر وتأتي بمثله ، عار عليك ان فعلت عظيم) .
اخيرا نقول إن المؤسسات الإعلامية المملوكة للحكومة والمعارضة كلها منحازة وتعبر عن أقاليم بعينها وغير ملتزمة بقواعد المهنة ، وبيان المنتدي الاعلامي السوداني يمثل ضربة للمهنية والمصداقية.
رانيا بابكر ونزا
كاودا – ٣ مايو ٢٠٢٤م