القائد جوزيف توكا للموقع الرسمى:
– العملية السياسية صارت مطية لقوى الهبوط الناعم وقوى الثورة المضادة
– قوات درع الشمال وكيان الوطن مسميات جديدة لكتائب الظل، وهى مليشيات عرقية وعنصرية
– من ينتقدون الإعلان السياسي الموقع بين الحركة الشعبية وقحت – الكتلة الديمقراطيةهم نفسهم من وقعوا على الوثيقة الدستورة التي حافظت على قوانين الترابى وشرعنت الجنجويد/قوات الدعم السريع
– هؤلاء غير صادقين وغير مؤهلين أخلاقيا وسياسيا للمزايدة على الحركة الشعبية وقيادتها
* بالرغم من إزدحام جدول أعماله إلا أنه أتاح لنا فرصة إجراء هذا الحوار التاريخى معه في ظل ظروف مفصلية وأوضاع سياسية بالغة التعقيد تمر بها البلاد، الموقع الإلكتروني splmn.net ومن يابوس بإقليم الفونج الجديد – الأراضي المحررة يلتقي بالقائد جوزيف توكا علي النائب الأوللرئيس الحركة الشعبية فى حوار ساخن – فإلى مضابط الحوار *
حوار – أنس آدم
تصوير: ريغان جيمس
فى البدء نرحب بالقائد جوزيف توكا علي – النائب الأول لرئيس الحركة الشعبية، ونائب القائد العام للجيش الشعبى، وسعداء أن نجرى معكم هذا الحوار في ظل التطورات السياسية المتسارعة فى السودان.
مرحبا بكم، أنا سعيد بهذه الإطلالة عبر الموقع الرسمى للحركة الشعبية splmn.net. ونثمن جهود الطاقم الإعلامى للموقع الإلكتروني في إيصال رؤية السودان الجديد للشعب السوداني والتصدي للإعلام المناوئ للحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد. كما أُحي عبركم عضوية وجماهير الحركة الشعبية في كافة أنحاء السودان ودول المهجر.
🛑 ما هي قراءتكم للمشهد السياسي في السودان في ظل العملية السياسية الجارية بتسهيل ورعاية الآلية الثلاثية، وهل ستفضي إلى إنتقال سياسي حقيقي؟
من الواضح أن الأوضاع السياسية صارت أكثر تعقيدا خاصة بعد إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢ والذي قطع الطريق أمام الإنتقال وقاد إلى إنسداد الأفق السياسى لدى الأحزاب والسلطة الإنقلابية التى إتخذت من العملية السياسية التى إنتظمت بتسهيل من الآلية الثلاثية فرصة للمناورة السياسية وكسب الوقت بهدف تكريس قبضتها وهيمنتها على مفاصل الدولة، وفى ذات الوقت تتصارع القوى السياسية التقليدية فيما بينها حول كراسى السلطة، إلا أن هنالك قوى ثورية حية لم تبارح الشارع حتى الآن. فإذا كان الهدف من العملية السياسية وضع حد لمعاناة الشعوب السودانية المهمشة ومعالجة أزمات البلاد المستفحلة فلماذا يتهرب المركز من مواجهة قضايا التغيير الجذرى كعلاقة الدين والدولة وأزمة الهوية الوطنية، وغيرها من أمهات القضايا التى تشكل جذور المشكلة السودانية؟ الشارع السوداني لن يقبل بأي عملية سياسية لن تقود إلى إنتقال سياسى حقيقى وتحقق شعارات الثورة حرية … سلام… وعدالة. فى الواقع وحسب متابعتنا للأوضاع لا توجد رغبة حقيقية في مخاطبة ومعالجة جذور المشكلة السودانية بدليل الإستقطاب الحاد والتجاذبات السياسية هنا وهناك بين الأحزاب وحتى بين قادة الإنقلاب. الدولة الآن تحت قبضة سلطة إنقلابية لا تمتلك الشرعية، فقد صارت العملية السياسية مطية لقوى الهبوط الناعم وقوى الثورة المضادة وأداة لتمرير أهدافها وأجنداتها السياسية. وبهذه الطريقة ستظل الأوضاع المختلة كما هي ما لم تعالج جذور المشكلة. وللأسف أغلب القوى السياسية ترى أن الأزمة السودانية بدأت مع إستيلاء الجبهة الإسلامية القومية على السلطة – فهذا فهم خاطئ ونظرة قاصرة ومشوهة، ومحاولة للهروب من مخاطبة جذور المشكلة ومواجهة الأزمة التى باتت تهدد البلاد بالتلاشي والتشزرم. وبحسب تشخيصنا وتوصيفنا للأزمة فقد بدأت بالتأسيس الخاطئ للدولة السودانية – فما يجرى الآن فى الساحة السياسية لا يعدو كونه إصرار على فرض ثوابت الدولة القديمة وهذا ما يدفعنى للإعتقاد في أن العملية السياسية لن تحقق شعارات الثورة، كما لن تلبي تطلعات الشعوب السودانية التواقة للحرية والسلام والعدالة.
🛑 إلتقت الحركة الشعبية مع الآلية الثلاثية في ديسمبر من العام الماضى، ما هى القضايا التي تمت مناقشتها بينكم والآلية؟
نعم، اللقاء الذي تم بين الحركة الشعبية والآلية الثلاثية ممثلة فى البعثة الأممية – اليونيتامس والإتحاد الافريقي والإيقاد فى ديسمبر الماضي من العام ٢٠٢٢ بمدينة جوبا، جاء بطلب من الآلية الثلاثية. فقد تلقينا تنويرا من الآلية الثلاثية حول العملية السياسية كما إضطلعت الآلية الثلاثية بدورها على موقف الحركة الشعبية من العملية السياسية بإعتبارها قوة رئيسية في المشهد السياسى – ومن جانبنا أوضحنا للآلية الثلاثية رؤيتنا لمعالجة الأزمة السودانية وأكدنا لها تمسكنا بمواقفنا المعلنة المتمثلة فى معالجة أزمة البلاد من جذورها.
🛑 لوحت الحركة الشعبية في الآونة الأخيرة بخيار إستقلال جبال النوبة والفونج، هل تخلت الحركة الشعبية عن رؤيتها في وحدة الدولة السودانية؟
الحركة الشعبية لم ولن تتخلى عن رؤيتها في وحدة الدولة السودانية على أسس جديدة. ليست الوحدة التى تعنيها نخب المركز، فتلك وحدة قسرية وغير عادلة – نعمل لبناء سودان جديد موحد طوعيا يسع الجميع، سودان ليس فيه مواطن درجة ثانية، سودان جديد يجد الكل نفسه فيه. ففي ظل تعنت المركز وغياب الرغبة السياسية فى مخاطبة ومعالجة جذور الأزمة السودانية، فلدينا خيارات كثيرة سنلجأ إليها وسنفصح عنها في وقتها. الحركة الشعبية تجدد مرة أخرى تمسكها برؤية القائد – الشهيد دكتور جون قرنق وهى رؤية السودان الجديد. لذلك نقول – يجب على السودانيين بقواهم السياسية والمدنية إستلهام الدورس والعبر من التاريخ، وتجربة إستقلال جنوب السودان ليست بعيدة. وبسبب الوحدة غير العادلة قرر شعب جنوب السودان الإنفصال والمركز هو التى أرغمت شعب جنوب السودان للجوء إلي خيار الإستقلال – لذا ففي حال إستمرار الدولة المركزية في سياساتها العنصرية وتوجهاتها الإسلاموعروبية الإقصائية حتما سيقرر شعب جبال النوبة والفونج الإستقلال. بالطبع من حقهم أن يقرروا مصيرهم ومن المؤكد ستتجه شعوب شرق السودان ودارفور فى ذات الإتجاه.
🛑 كيف تصفون الصراعات الدامية التي شهدتها مناطق سيطرة الحكومة (لقاوة والدمازين؟ وبرأيكم من يقف ورائها؟
النيل الأزرق لم يعرف فى تاريخه الصراعات القبلية وكل الدلائل تثبت تورط السلطة الإنقلابية وأذايلها من مجموعة سلام جوبا في المواجهات الدامية والمؤسفة التي وقعت في إقليم الفونج. فقد زعمت مجموعة سلام جوبا أن صفقتها ستحقق سلام لكن فى حقيقة الأمر ليس هناك أى سلام على أرض الواقع، بل تفاقمت الأوضاع الأمنية وشهدت مدن وقرى الإقليم تفلتات أمنية بلغت أقصى درجاتها بالمواجهات العرقية الدامية التى أودت بحياة المئات من الأبرياء وتشريد الآلاف من السكان الاصليين مناطقهم وقراهم التاريخية. فهذه الأحداث أكدت بما لا يدع مجالا للشك فشل ما يسمى بإتفاق سلام جوبا في تحقيق الأمن والإستقرار. كما تسبب في أسوأ إقتتال قبلي شهده الإقليم. ومن ناحية أخرى تابعنا الإتهامات الجزافية من قبل مجموعة سلام جوبا ضد الحركة الشعبية بالضلوع في تلك الأحداث المؤسفة ونعتقد أن هذا الإتهام جاء بقصد التغطية على جرائمهم البشعة فى حق شعب الإقليم، ولتشويه صورة الحركة الشعبية وتضليل الرأي العام، إلا أن الحقائق على الأرض تكذب هذه الإتهامات، ونعلم أن السلطة الإنقلابية تستخدم مجموعة عقار التي أيقنت أن شعب الفونج رافض لسلام المحاصصات، وهى من تقف وراء مخططات التغيير الديمغرافي فى الإقليم وتشريد وإزاحة السكان الأصليين من مناطقهم وقراهم الأصلية توطئة لنهب الموارد ومصادرة الأراضي. وكما قال الراحل د. جون قرنق إن حكومات المركز تقوم بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد شعبها ولا ندري فى نهاية المطاف أي شعب سيحكمه وهذا يعنى أن السلطة المركزية تريد الموارد فقط دون الإنسان. فما حدث فى لقاوة لا ننظر إليه بمعزل عن مجازر الفونج، لأن المركز نفسه هو الذي يقف وراء إنتهاكات لقاوة وإستهداف شعب النوبة – وكذلك ما زالت سياسة الأرض المحروقة مستمرة فى دارفور، ما يعنى أن هنالك إستهداف ممنهج ضد الشعوب الأصيلة والمهمشة فى أرضها وهويتها ومواردها – لذلك قال دكتور جون قرنق إن مشكلة السودان في الخرطوم، وشدد على ضرورة قطع رأس الأفعى.
🛑 تكونت جيوش في الفترة الماضية وظهرت بإسم قوات درع الشمال وكيان الوطن، كيف تنظرون لهذه التطورات؟
لا شك أن تعدد الجيوش سيقود إلى إنهيار الدولة، ولذلك ظللننا ننادى بضرورة بناء جيش وطني واحد. قوات درع الشمال وكيان الوطن هى مسميات جديدة لكتائب الظل ومعلوم أنها مليشيات عرقية وعنصرية صنعها النظام البائد، وقد برزت إلى السطح مجددا لتحقيق مشروع دولة النهر والبحر. تؤكد كل المؤشرات أن هذه القوات مدعومة رئيس مجلس السيادة وقبادات نافذة فى القوات المسلحة ما زالوا في الخدمة، بالإضافة إلى ضباط في المعاش، وحديث البرهان في نهر النيل ليس ببعيد، بل يؤكد ما أقوله الآن أن هنالك خطر يحدق بالسودان لذلك قلنا مرارا وتكرارا إنه لا توجد رغبة لمعالجة أزمات البلاد، وإلا، فلماذا يتهرب العسكر من إستحقاقات إصلاح القطاع الأمني وبناء جيش وطنى واحد؟ بل يرى البرهان أن الجيش ملك له شخصيا حسبما ورد في حديثه بنهر النيل – فهو بهذا الجيش يتشبث بالسلطة ويحتكر أدوات العنف. وهو ما دفعه لتكوين جيوش ومليشيات أخرى تحت مسميات قوات درع الشمال وكيان الوطن. لهذه الأسباب دعت الحركة الشعبية في مفاوضات جوبا إلى إصلاح القطاع الأمني كشرط ومدخل ضرورى للترتيبات الأمنية وتكوين جيش وطني واحد. وفيما عدا ذلك يبقى الحديث عن السلام والتحول الديمقرطي والإنتقال السياسي محض أكذوبة وفهلوة سياسية.
🛑ما هي دلالات زيارة البرهان إلى إقليم الفونج وإقامة مهرجان الرماية السنوية بالإقليم هذا العام؟
لا شك أن زيارة البرهان حملت أجندة خطيرة ضد شعبنا المهمش. وتنظيم مهرجان الرماية هذا العام في النيل الأزرق هو محاولة لتخويف شعب الفونج بإستخدام الآلة العسكرية، وإلا فما المغزى من زيارة البرهان إلى منطقة أولو بالرغم من أنها خالية من السكان وفي المقابل تهرب البرهان نفسه من لقاء الجماهير في مدينتي الروصيرص والدمازين؟ …. إذاً زيارة البرهان إلى منطقة أولو تحمل نوايا سيئة وفيها رسائل وأجندة حربية. نحن نتابع ونرصد كل التحركات عن قرب، ومع ذلك نؤكد للشعب السوداني أننا مع السلام العادل والشامل وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيقه. الصراع القائم الآن مع المركز وليس مجموعة معينة.
🔴 برزت أصوات كثيرة ناقدة للإعلان السياسي الذي وقعه رئيس الحركة الشعبية مع رئيس الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية، ما تفسيركم لهذه الإنتقادات؟
كل من يقرأ الذى وقعناه مع الكتلة الديمقراطية قراءة موضوعية لا بد أن يتأكد من حقيقتين:
أولا: نحن لم ننضم إلى الكتلة الديمقراطية ولم نوقع على مواثيقها، وإنما أقنعنا الكتلة الديمقراطية بالتوقيع على موقف الحركة الشعبية وشروط السودان الجديد.
ثانيا: من ينتقدون الإعلان السياسي الموقع بين الحركة الشعبية وقحت – الكتلة الديمقراطية هم نفسهم من وقعوا الوثيقة الدستورية التي حافظت على قوانين الترابى وشرعنت الجنجويد/قوات الدعم السريع سيئة السمعة، وأصروا على تكرار ذلك فى الإتفاق الإطاري والإعلان السياسي السرى الذي وقعته قحت المركزى وهو إعلان معيب ولم يعالج أيا من جذور الأزمة – فهؤلاء غير صادقين وغير مؤهلين أخلاقيا وسياسيا للمزايدة على الحركة الشعبية وقيادتها.
لقاء مهم جدا ومن خلال الأسئلة المطروحة وضحت رؤية الحركة في كثيرًا من المواضيع المهمة والتي كانت عالقًا في ذهنية أعضاء الحركة وخصوصًا الذين في الأراضي التي تقع تحت سيطرة النظام السودانى الحالي وكذلك الذين في المهجر وبقية الشعب السوداني المتابعون لمجريات الأمور السياسية في السودان عن كثب وأيضاً المجتمع الخارجي بالشكل عام ، وهذا اللقاء يؤكد موقف الحركة الثابتة وعدم جرها مستنقع الجري وراء السلطة الزائفة في الخرطوم والاستماع الي دول خارجية تدعي انها حريصة على حل الأزمة السياسية السودانية في حين انها حريصة على مصالحها فقط ، وعلية نحن نشيد بمواقف الحركة الثابتة لوحدة السودان وعلى المبادئ والأسس الجديدة ، سودان يسعى الى الجميع.
حرية سلام وعدالة
هذه اللقاء في غاية الأهمية من خلال توضيحات رؤية الحركة ، في المواضيع التي لم يكن يعلم الذين في الدولة المنكوبة (السودان)
وأكد لنا الحركة موقفه بثباتته واصراره في حل الأزمات .