الحرب في السودان تجارة لا تبور

منال إبراهيم حسين

 

يدخل الحرب عامه الثاني والملايين على بعد خطوة من المجاعة وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حيث يواجه ما يقرب من ١٨ مليون شخص في السودان انعدام الامن الغذائي الحاد نتيجة للحرب الذي تجاوز اسوأ التوقعات مما أدى بالنازحين بمعسكرات النزوح بدارفور لاتخاذ الجراد وجبة اساسية يومية خلال شهر رمضان .

بينما الالاف لا يزالون يعبرون حدود البلاد ٨،٥ مليون سوداني أجبروا على الفرار و كأن الحرب بدأت اليوم. كأعلى مستوى تاريخي للنزوح و اللجوء تواجهها البلاد بلد مبتلئ بفشل صناع القرار من عسكر و مليشيات و ساسة تربى الفشل في عزهم. تتضارب اقوالهم مع أفعالهم يزبد أحدهم بالانتخابات و اخر يخرخر بحكومة تكنوقراط و آخر يفرفر كالمذبوح ويقول إن الجيش لن يكون طرفا في الحكم ، فليعلموا اولا ان السودان احلى بدون عساكر وفليعلموا ثانيا ، انهم ما عادوا يصلحوا للاحاديث اليومية السطحية وانهم مستنزفون و عاجزون على الإجابة عن سؤالا عاديا او روتيني او تجاذب أطراف حديثا طبيعيا . واخيرا إطلاق لاءات ثلاث بلهاء مما يعني إنتاج أزمة فوق الازمات والحرب تجارة لا تبور.

قتل، اغتصاب، جوع، اشلاء جثث تملأ الشوارع، انزلق السودان بهذه الفظائع و غيرها الكثير، إلى حرب مدمرة اندلعت قبل عام في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وتركت نحو ١٥ ألف قتيل او يزيد، و٨ ملايين نازح، و٢٥ مليون شخص في حاجة ماسة لماكل ومشرب و مأوى ثم دواء انمحت معه معالم طرق و اندسرت مدن و قرى و هدمت صوامع و بيع و مساجد يذكر فيه اسم الله و سكتت المأذن و دمرت المطارات و المستشفيات و المنازل و المدارس و انقطع الماء و الكهرباء و التفت الساق بالساق و الي الله المساق انتشر الموت هنا و هناك قتلت أمه قتل السودان قتل آلاف المرضى قتل آلاف المحتاجين قتل الطلاب قتلت الرجولة و المروءة الكرامة و الابتسامة، و أصوات و حناجر و قلوب تلهج مع غسق الفجر و في أطراف الليل و آناء النهار داعية بوقف عبث الذئاب و إتقاء شرهم المستطير و توخي الحذر، فانها لا تبقي و لا تذر حرمو على العباد حلو المقر و سنو دساتيرا جديدة للرحيل و السفر بين البدو و الحضر ، انها مؤامرة متعددة الجهات ظلت تعبث بمقدرات السودان لاكثر من عقدين مضو بما فيها وأد الثورة و تقويض الانتقال المدني و إشعال حرب ١٥ أبريل و الحرب هنا تجارة لا تبور السماء من فوقنا تمور و ازيز طائرات تثور و الأرض تحتنا تدور و تدور و مدادنا الحزين ينسكب بالاوجاع على كل ما ينبض بالحياة، و بكل نرجسيه اقول تمشي السفن كما نشتهي و سلاما على تلك الرياح .
لن ننهزم

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.