جدلية الغُربة والبحث عن معايير الجمال المُختلة في رواية العيون الأكثر زرقة – للكاتبة توني موريسون

 

 الأستاذ خالد خليل.

 

استعراض وقطع مشهدي

العين الاكثر زرقة(The Bluest Eye) للكاتبة الافرو-امريكية توني موريسون هي رواية ذات بعد اجتماعي-ثقافي تُسلط الضوء على مسالة اللون في المجتمعات التي عانت من الاسترقاق و تسيطر عليها عقلية المسترِق حتى ترسخت ذلك في لاوعيها الجمعي لتتحكم في مستقبلها. تعمل الرواية على ابراز للواقع السياسي والثقافي في الولايات المتحدة في حقبة الاربعينيات, كما انها تشابه الواقع السوداني حول مسألة العنصرية واللون كمعيار للجمال. وهي تناقش ايضا مسألة التنزيح الثقافي الذي تعاني منه الاقليات في الدول التي تسيطر عليها ثقافة احادية لا تحترم التنوع. وتسلط الضؤ على العواقب الوخيمة للعنصرية, وكيفية استغلال الطبقة الحاكمة على مؤسسات الدولة والثقافة الشعبية لإعادة انتاج الاقليات غير الحاكمة في حقل ثقافته, وكيفية تاثير مؤسسات التنشئة الإجتماعية على لاوعي الاجيال الناشئة وتفرض عليهم ثقافة ولون الطبقة الحاكمة كمعيارا وحيدا للجمال مما يجعلهم يتحولون الى ضحايا يتوقون للحصول على معايير جمال الثقافة السائدة عبر المساحيق او الاضطرابات النفسية والجنون والهزيان.

الرواية مأخوذة من قصة واقعية لفتاة زاملت الكاتبة في طفولتها بالمدرسة, فتاة سوداء حلمها الاول والاخير ان تتحصل على بشرة بيضاء وعيون زرقاء لتطابق معايير جمال وطنها حتى لتصبح جميلة, تقضي معظم وقتها باحثة عن الجمال, علقت هذه القصة في ذهن الكاتبة مما جعلها تحولها الى قطعة ادبية رائعة تجسد الواقع الاليم في مجتمع متنوع ثقافيا تسيطر عليه ثقافة احادية وتفرض ثقافتها ولونها معيارا للجمال لبقية مكونات المجتمع.

تجري احداث الرواية في مدينة(لورين اوهايو) الامريكية  خلال العام 1941, و نشرت الرواية في العام 1970. وهي تحكي عن قصة فتاة سوداء صغيرة تدعى “بيكولا” تعرضت في صغرها إلى ابشع صنوف التعامل من اسرتها والمجتمع, كان والدها “تشولي بريدلوف” السكير دوما في شجار مستمر بالالفاظ والايدي مع الاسرة وهو  شخص سيئ وغير متزن الاخلاق لايفارق السكر طوال اليوم, حيث قام بحرق المنزل ليتشردوا جميعا.

كانت بيكولا تتعرض للضرب والنعت بالقبح وبابشع العبارات من زميلاتها بالمدرسة والحي مما جعلها تسخر من ذاتها وتتوق للحصول على عيون زرقاء وبشرة بيضاء لتتخلص من سوادها حتى تجد القبول و تتفادى الاساءات من زميلاتها والمجتمع.

اما والدتها فتعمل كخادمة لعائلة بيضاء ثرية وهي تقوم بمساعدها بغسل الاواني.

قضت “بيكولا” جل حياتها وهي تخوض صراعا بين ذاتها و الثقافة السائدة في مجتمعها, فهي لم تصل إلى فكرة امتلاكها للعيون الزرقاء إلا بعد ان نالت منها الثقافة البيضاء السائدة واصبحت ضحية لها.

ترعرعت  في مجتمع امريكي انجلوساكسوني أبيض محاصرة بالثقافة البيضاء منذ صغرها, بالاضافة إلى كونها فتاة وسوداء من اسرة فقيرة مفككة في مجتمع ابيض ذكوري.

تشكل حب “بيكولا” للون الابيض والعيون الزرقاء منذ صغرها من خلال البيئة, حيث  كانت تلعب بدمية فتاة ذو بشرة بيضاء وعينان زرقاويتان وشعر طويل, وتستخدم كوب شيرلي تمبل (Shirley Temple) نجمة هوليوود وممثلة الاطفال ذات الشعبية الكبيرة في ذلك الوقت. وهي تحب الحليب دوما بسبب بياض لونه,  كما روت لها اختها ماروين قصة ابنة رجل ابيض البشرة ترفض والدتها السوداء ثم تبكي في جنازتها. في يوم ما قامت بيكولا بكسر الدمية بحثا عن الجمال الذي يراه الاخرون بداخلها دون ان تدري بان الدمية ليست جميلة في حد ذاتها بل اكتسبت جمالها من المجتمع الذي يمجد اللون الابيض.

المدرسين, المذيعات في التلفاز, ابطال وبطلات هوليوود عارضات الازياء, الاسر الغنية الذين يعيشون في رفاه, كلهم اصحاب بشرة بيضاء.

لا يتوقف التسويق لتفوق اللون الابيض على وسائل الاعلام الرسمية فقط بل نجد ان الثقافة الشعبية ايضا لها دور خاصة عبر اللغة المستخدمة حتى بواسطة السود دون وعي, فالرواية تحتفى بالمفردات والمصطلحات ذات الدلالات الايجابية المرتبطة باللون الابيض والسلبية المرتبطة بالسواد  مثل ” المطبخ نظيف وبه خزف ابيض, واعمال خشبية بيضاء, الفتاة البيضاء الصغيرة تبدأ في تنظيف البقعة السوداء من فستانها الوردي….الخ”

تعرض لنا الكاتبة حادثة بيكولا والقطة التي تشبهها في سوادها لكنها تمتلك عيون زرقاء عرض الكاتبة لهذه الحادثة ليست مصادفة, هي تريد ان تعيد الآمل لبيكولا لاحتمالية امتلاك العيون الزرقاء وجسدت ذلك عبر القطة رغم لون بشرتها السوداء, على الرغم من التناقض واستحالة ملائمة وتناسق اللون الازرق والاسود حتى في الطبيعة, الا انها محتملة.

تسعى بيكولا لامتلاك العيون الزرقاء لسببين اولا: لتغيير نظرة الاخرين عنها بسبب لونها الاسود المرتبطة بالقبح, ثانيا: لتغير ما تراها  وهي الحياة السيئة البائسة التي تلاحقها منذ طفولتها وهي تعتقد بان ذلك يحدث بسبب لون بشرتها.

تنتهي  الرواية بحوار بيكولا مع صديق خيالي, وهي تنظر على عيونها الزرقاء من خلال المرأة باستمرار, ولا تستطيع التوقف عن الاعجاب بعيونها الزرقاء التي امتلكتها توا. تخبر بيكولا صديقتها انها الان جميلة لأنها امتلكت العيون الزرقاء. وتوضح لها بانها لم تعد تذهب الى المدرسة لان الناس متحيزون ضدها وهي تخشى بان تمتلك شخص في مكان ما عيون اكثر زرقة من عيونها, وهي تتساءل ان كانت عيناها “زرقاوان بدرجة كافية”.

تتجول بيكولا في الشوارع وهي تهز زراعيها وكأنها تحاول الطيران وهي تنظر إلى اعلى. هكذا امتلكت بيكولا العيون الزرقاء واصبحت جميلة وهي تتجول بكل حرية و فخر, لكن بكل اسف بعد ان فقدت عقلها.


 

سارة الجاك

النّحـات

ترتجف خوفاًعند تذكرها لما تعرضت له، تبكي فرحاً عندما تنظر إلىه بجوارها، تبتسم لوالدتها وتبتسم لها وتلمع سنها الذهبية…
يقف العروسان وجميع الحاضرين، يخاطب القسيس العروسين في باحة كنيسة التوحيد؛ أعرق الكنائس: أيها العزيزان، لقد جئتما إلى بيت الله، كي يعطي الرب زواجكما أمام القسيس وأمام الكنيسة طابعًا مقدسًا، إن المسيح يبارك الحب الزوجي، ويُغني المعمدين، ويقويهم بسر مقدس خاص، يحفظون به دومًا الأمانة المتبادلة، ويقوّمون بما يمليه الزواج من واجبات، لذلك إني أطلب الأن منكما أن تجيبا صراحة، أمام جماعة المؤمنين على الأسئلة التإلىة:
يسأل القس العروسين: يا أركماني ويا حورية، هل جئتما هنا لتعقدا الزواج، بحرية تامة ورضًى أكيد وبلا إكراه؟
العروسان: نعم
القس: هل أنتما مستعدان لأن يبادل كل منكما الآخر المحبة والإحترام طيلة أيام حياته؟
العروسان: نعم
القس: هل أنتما مستعدان لأن تقبلا البنين، بحب من يد الله، وأن تربياهم بموجب شريعة المسيح والكنيسة؟
العروسان: نعم
هنا يوعز القس للعروسين بالاعراب عن رضاهما
القس: بما أنكما عازمان أن ترتبطا بعهد الزواج المقدس، ليمسك كل منكما يد الآخر
مسك كل منهما بيمين الآخر.
ليسأل القس العريس: يا أركماني، هل تريد أن تَتَّخذ حورية زوجةً لك، وهل تَعِدُ أن تكون لها أميناً في الضيق والرخاء، في المرض والصحة، فتحبَّها وتُكرِمها طول أيام حياتك؟
فيجيب العريس: نعم أريد
ثم يسأل العروس: يا حورية، هل تريدين أن تتخذي أركماني زوجاً لك، وهل تعدين أن تكوني له أمينة في الضيق والرخاء، في المرض والصحّة، فتُحبيه وتُكرميه، طول أيام حياتك؟
فتجيب العروس: نعم أريد
العريس: أنا أركماني، أقبلك، يا حورية، زوجةً لي، وأُعدك أن أكون لك أميناً في الضيق والرخاء، في المرض والصحة، فأحبك وأكرمك طول أيام حياتي
العروس: ياسيدي القس لقد أكرمني قبل أن يعرفني، ألا يكرمني وأنا زوجته؟
تنظر إلىه وتنهمر دموعها بغزارة: أنا حورية أقبلك يا أركماني، زوجاً لي، وأعدك أن أكون لك أمينةً في الضيق والرخاء، في المرض والصحة، فأحبك وأكرمك طول أيام حياتي
بعد أن يتحقق القس من رضى العروسين، يمد يده عليهما ويقول: فليؤيد الربُّ العطوف رضاكما هذا، الذي أعلنتُماه أمام الكنيسة، ولْيُفِض بركته عليكما. ولا يُفَرِقَنَّ الإنسان
الحاضرون: آميين

*

انتقلت مراسم الزواج من كنيسة التوحيد في فن فينة بالقرب من منبع قيشون، إلى معبد المصورات شرق الروح…
موسيقي هادئة تنساب، في بهو معبد المصورات الصفراء، بعض المدعوين من أصدقائهما، أمها ورهطها…
ينظر في عينيها، يتيه في جمالهما، يمضي بعيداً، وتمضي

*

ترتجف خوفاً، تستحم بعرقها، المدبوغ برائحة الزنجبيل، فُطمت علي شرب القهوة الداكنة السمرة، المنكهة بالزنجبيل الحار، صار عرقها زنجبيلي، تشتم رائحته؛ تعرج بها كبساط ريح إلى ذاكرتها؛ تحج إلى منزلها في فن فينة، تجد والدتها في المنزل، تحت عريشة العنب المتوسطة لدارهم في سفح الجبل الأخضر، بادرته بالتحية قائلةً: صباح الخير
رد الجبل مبتسمًا: صباح الصحة والعافية
أشرقت عليه الشمس؛ أضفت على خُضرته غلالة ذهبية، أوصاها كوني بردًا وسلامًا عليهم، راشقته مياه الوديان تعكس زرقة سماءها؛ ضمها علي خُضرته بحنو، كونت ألوان طيف أبرزها البنفسجي وقال: كوني مغتسلًا باردًا وشراب، أتته الريح تحمل أشواق جبل البركل والإهرامات، قال لها: اقرئيهم مني السلام ولتأتي ببذور الحب والخير، أما ذرات ترابه المتفتتة من صخره بلون آدِم فقال لها: أنا أتعهدك بالعناية والخصوبة، أودعها ورهطها إلى أُمهم، وظل يراقبهم جميعًا عن كثب.
تتطابق ملامحها وأمها، ترتديان الزوريا البيضاء الباردة صيفاً والدافئة شتاءً، خاطت الأم من ذات القماش غطاء شعر، تلبسه دائمًا، الجو هنا معتدل…
جاهلة بالوقت، تصحو على رائحة تحميص البن، استيقظت أمها باكرًا، أنهت مهامها إلىومية الصباحية، وهاهي تُروِّح عن نفسها بشرب البن، انضمت إلى أُمها ورهطها في العريشة، يشربون القهوة، يضحكون، تبتسم الأم، تلمع سنها الذهيبة، تتأكد من سلامتهم، واستعدادهم لاستقبال إلىوم الجديد، يمضون على مباركتها، قهوة أمها ذات نكهة مميزة، وطقوس مختلفة، لسفح الجبل فنجان محدد، يوضع بين الفناجين؛ تصب له من القهوة البكر، يظل في مكانه حتي يستقيم مزاجهم ومزاجه، فهو يشارككهم حياتهم…

*

داكنة السمرة؛ تبعد شعرها الغزير المبعثر المتناثر عن وجهها، لم تمشطه منذ اختطافها، زادها ذلك شراسة علي شراستها، التي زادت بها عن نفسها، لما هوجمت في أثينا وقبيل اختطافها، تبعهم من هناك، مؤانهم الجوية والبحرية والبرية..
تنظر إلىه، تتوقع هجومه في هذة اللحظة، تفصل بينهما مسافة سنتمترية، تجلس علي الأرض، متكورة ضامة ركبتيها، يخفي الورم عينيها الواسعتين العسليتين، يسيل المخاط من أنفها الأشم، تزكمه رائحة الأرض بعفونتها، تردد كلمات مبهمة، تتحرك شفتاها القرنفليتين، إذ لا صوت يخرج من حنجرتها، تغلبها بعض هنهنات البكاء، يسمعها ولا يلقِ لها بالاً، يرقد مستقيمًا، ساقيه أمامه، عيناه صغيرتان، يحك أنفه بطرفه الأمامي، حكات متتإلىات متوترات، يشتم رائحة خوفها؛ مختلطة برائحة عرينه العطنة، يحول حاجز ما بينه وبينها، يحس اتجاهها بالإلفة، أكل كل اللواتي أُهدين له في أوقات الوجبات، قطّع لحمهن؛ رمى عظامهن؛ لعق دمهن بلسانه؛ منظفًا فمه وأسنانه، الطقس هنا إستوائي حار…

تثاءبت عظام نائمة بجوارها، أزعجتها رجفة الوافدة الجديدة، تململت، دغدغها شعر الضحية السابقة المعجون بالدم فسألته: أمازلت هنا؟ ألم تعدك الأرض إلى مكوناتك؟
قالت الأرض بصوت فخيم: هو ليس مني، يحتاج لبعض الوقت لإعادته

العظام المتراكمة المتراكبة: كم نحنُ للأوبة؟
تبتسم الأرض إبتسامة رزينة وتقول: ستعودون بلا شك
قالت عظمة مشاكسة: يمضي العالم إلى الأمام وأنتن تردن الأوبة، أنتن عظمات خرفات
ردت الأرض بذات ابتسامتها: وإن تقدمن إلى الأمام فهن عائدات
ينتظر مختطفوها لحظة انقضاضه عليها،هم قوم يبحثون عن رسولتهم التي بعثها إلآههم، في الهضبة الأولى البعيدة، ووصفها كالآتي:
عمرها ثمانية عشر عامًا، لا تزيد يومًا ولا تنقص، عذراء لم يمسسها رجل، منحوت على رسغها الأيسر؛ رمز العنخ منذ الولادة، عند لقائهم بها، أمرهم أن تُمتحن أصعب الامتحانات، عندما تتجاوزتها؛ يقلونها إلى هضبتهم الثانية، يُدخِلونها معه، فإن لم يلتهمها يُخرِجونها، ينصّبوها ملكة عليهم، انطبقت عليها جميع مواصفات الرسولة، لم يبق إلّا الشرط الأخير….

*

تحيط بصحن معبد الخراف، حجرات كثيرة ومتسعة، يقيم كل كاهن في مكانه المحدد، حسب ترتيبه العقائدي ووظيفته التي يؤديها، من أكبرهم حتى أصغرهم، شربت أرض آمون رع من دم القربان المقدم له ماشربت، كان الناذرون التائبون يقدمون له القرابين في المعبد…
دعا كبير الكهنة إلى لقاء عاجل، تحادرت الخطى تقصد قاعة الاجتماعات، قطعت أجسام معتمة؛ رحلة أنوار القمر الممتدة؛ مما لفت انتباهه، فسأل الروح عما يجري قائلًا
القمر: نعمت مساءً ياصديق
الروح: نعمت مساءً لا أدري عما تسأل
القمر: هناك حركة مريبة بجوارك
الروح: لنسال أرض المعبد
القمر والروح لأرض المعبد: نعمت مساءً
أرض المعبد: نعمتما مساءً
القمر والروح : ما الذي يجري بأرضك
أرض المعبد: لاشيء بعض خطوات حادرة، تتجه إلى قاعة الاجتماعات
تقدمهم كبيرهم، كان وجهه شاحبًا ومتغضن، نجح في ارتداء قناع الحزن، له عدة أقنعة يرتدي منهم مايناسب مهمته المُقدم عليها، عيناه ثعلبيتين، أنفه عريض وشفتاه سميكتين، أمرد.
تسلل الهواء البارد إلى القاعة، راقص شمعات حوائطها، أضافت بظلالها لمحة أسى على وجه كبيرهم، توجس البقية، يترقبون أمراً جللًا، حملت النسمات بنات الهواء، عطر بخور القاعة إلىه…

*

أقرأ آخر كتاب صدر في أثينا، وصلني لتوه عصر إلىوم، أدون بعض ملاحظاتي على ورقة واحتفظ بها داخل الكتاب، الكتاب الذي بين يدي شيق وجميل وكُتِب بلغة جزلة…
أتخفف من كل أحمإلى عندما أقرأ، الزي الملكي، التاج والصولجان، عندما تقرأ يجب أن تكون تلميذًا تطلب العلم والمعرفة، القصة التي بين يدي تروي حكاية عروس البحر…

*

علمت بمروري بمعبد الخراف، بحياكة خيانة ما، لم أتبيّن ماهيتها، حملت عطر البخور المميز، دخلت عليه، لم أجد الملك أركماني، وجدت فيلسوفًا ومثقفًا، يعكف علي قصة، يقرأها ويحللها، استنشقني اشتم عطري، شاغلت حدسه، أغلق الكتاب، خرج إلى مجلسه؛ نادي الحاجب، أمره بأن ينادي أحدهم ليتقصى أمر المعبد، نجحت في مهمتي، لفت إنتباهه لما يدور بعيداً، وددت لو أكملت معه، قصته الشيقة، أسطورة عروس البحر…
سمعت القصة من جدتي ذات ليل، كنت في المهد، أنام على حكاياتها، وها أنذا أجدها عند آخرين باختلاف طفيف في التفاصيل، عروسهم بيضاء كقطعة ثلج، ذات شعر أشقر طويل تسرحه وهي تجلس علي الشاطئ، عروسنا سوداء كلؤلؤة نادرة، ذات شعر قوي كثيف ومبعثر،تجلس في صخور الشلالات، هي صعبة المنال، عروساتهن غضبت عليهن أمهاتهن فأهدوهن للبحر، عروساتنا رضيت عليهن آلهتهن وأُهدين للروح، أتمنى لو أحظى بإحداهن…

*

علم بما يحاك بالمعبد، تغاضي وفي نفسه أمر، يجلس علي عرشه بين حاشيته، أتته الرسالة الكهنوتية التي تنص على:

(أنا الإله أمون رع

آمرك بأن تقدم روحك قربانًا لي، عبر تقليد الاغتيال الطقوسي، فإن أجدادك يحتاجونك، لفض بعض الأمور الشائكات هناك، وقد رأينا أن صلاح مملكتنا في أن تكون بينهم

دمت ذخراً لنا ولمملكتك في الحياة وبعدها)
رسم ملامح التوتر على وجهه بإتقان، التقليد انتحار محض، بتجرع سم معين، يقوم كبيرهم بتحضيره، يُخلط بقهوة الزنجبيل داكنة السمرة، تعدها القربانة المنتظرة، وعلى الملك الأستسلام التام، لأمر رع وسم كهنته وقهوة قربانتهم…

*

ترتجف خوفاً، تستحم بعرقها، المدبوغ برائحة الزنجبيل، فُطمت علي شرب القهوة، المنكهة بالزنجبيل الحار، صار عرقها زنجبيلي، تشتم رائحته؛ تعرج بها كبساط ريح إلى ذاكرتها؛ تحج إلى المعبد…
تجد كبيرهم في غرفة الاغتيال الطقوسي، المتوسطة للمعبد أعلى جبل البركل
بادرته بالتحية قائلة: مساء الخير
الكاهن: هذه آخر ليلة لك في الحياة
القربانة: أعلم ياسيدي، علمت أن آخر واجباتي، إعداد قهوة موت الملك

*

يقتلني حزني عليها فهي في ريعان شبابها، غدًا ستكمل الثامنة عشرة عامًا، وهي مباركة مولودة ورمز بيا العظيم منحوت علي رسغها، تمنيت تزويجها بأحد نبلاء المملكة، تمنيت حمل أحفادي ألاعبهم وأسهم في تربيتهم، لكن الكهنة سيقدموها غدًا قربانة وعروس بحر لآمون رع…

غلبها النعاس؛ قلبها مفطور على ابنتها، تختلف المسميات والموت واحد، رأته في منامها يقف بكل شموخه وعزته، ورأت رهطها معها، في غابة كثيفة، بجانب منابع الروح، والشمس تحيي الأرض معلنة حضورها، كانوا يرتدون الزوريا البيضاء، الدافئة شتاءً، الباردة صيفًا، يرقصون رقصة طقوسية، لم تعرفها من قبل، كانوا صفاً، مكون من خمسة نساء ورجلين، ابنتها في منتصف الصف، ترقص وتضحك وترمي الشبال، بشعرها يمنة ويسرة، كانوا يمدون أياديهم أمامهم، يلاقون بها سيقانهم، كمن يركض، يعيدونها مرتين وفي الثالثة يرفقون الشبال، ويبرز نحت بيا العظيم في رسغ ابنتها عروس البحر، يرددون نشيده بكلماته القوية…

ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺴﺠﺪﻧﺎ ﻟﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﻬﺘﻒ ﻟﻨﺎ

ﻓﻨﺤﻦ ﺍلأﻭﺍﺋﻞ ﻓﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ أﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪﻧﺎ

ﻓﻴﺎ ﻣﺠﺪ ﻛﻮﺵ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓﻤﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻳﻚ ﻣﺜﻠﻨﺎ

ﻭﻛﻨﺪﺍﻛﺔ ﺗﻨﺴﺞ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﺑﺔ ﻋﺰًﺍ ﻭﻓﺨﺮًﺍ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ

يرقصون بالقوة ذاتها، استيقظت وهي تدعوه بأن يحفظ عروس البحر، وأن يختار فدية تقدمها له بدلًا عن ابنتها، تيقنت من حدوث ذلك، بعثت في قلبها الأمل، ابتسمت لمعت سنها الذهبية…

*

منكب علي منحوتتي، عليّ أن أكملها فيما تبقي من اليوم، أزيل بعض الزوائد بحوافها، أبتعد عنها، أنظر إليها أفخر بها، تمثالي يحاكي التمثال الأصلي لأباداماك، مستأنس به كمن نحته قبل اليوم…
أتخفف من كل أحمالي عندما أنحت، الزي الملكي، التاج والصولجان، عندما تبدع يجب أن تكون ناسكًا ينتظر الوحي والإلهام، التمثال الذي بين يديّ يحكي مجد أمة…
علمت بمتابعتي لهم في شوارع أثينا، بأن جريمة ما تتم، ضحيتها الفتاة داكنة السمرة، حملت رائحة عرقها الزنجبيلي المميز، دخلت عليه في أستديو النحت، لم أجد النحات العالمي المشهور، وجدت فيلسوفًا ومثقفًا، يعكف على منحوتته، يعمل إزميله عليها ويزيل الشوائب، استنشقني أشتم عطرها، شاغلت حدسه، وضع الإزميل، خرج إلى باحة المعمل؛ نادي احدهم، طلب منه ترتيب شأن غيابه، نجحت في مهمتي، لفت إنتباهه لما يدور بعيداً، وددت لو أكملت معه، نحت تحفته الفنية، تحفته الأسطورية…
*

تهيأ معبد الخراف، لاستقبال أركماني الملك، الذي سيأتي لتنفيذ أمر آمون رع، الناص على أن يقتل نفسه بتجرع السم، المخلوط بقهوة الزنجبيل…

تهيأ قصر المصورات الجديد، لوداع أركماني الملك، الذي سيذهب لينهي أمر آمون رع، الناص على أن يقتل نفسه، بتجرع السم المخلوط بقهوة الزنجبيل…

تهيأت لأن تُرمي بقلب الروح قربانة وعروس بحر لآمون رع، وأنه سيأكلها بعد أن يجوع …
تهيأوا للبحث عن آلهة أخرى، إذا ما إلتهم هذة التي في عرينه، كما تهيأوا لتنصيبها ملكة أيضاً إذا لم يفعل…
تهيأت الأم لاستقبال ابنتها، المرهقة مما عانته، ثم ترآت لها…
جاهلة بالوقت، تصحو علي رائحة تحميص البن، استيقظت أمها باكرًا، أنهت مهامها اليومية الصباحية، وهاهي تُروِّح عن نفسها بشرب البن، انضمت إلى أمها ورهطها في العريشة؛ يشربون القهوة، يضحكون؛ تبتسم الأم؛ تلمع سنها الذهيبة، تتأكد من سلامتهم؛ استعدادهم لاستقبال اليوم الجديد، يمضون على مباركتها، قهوة أمها ذات نكهة مميزة، وطقوس مختلفة، لسفح الجبل فنجان محدد، يوضع بين الفناجين؛ تصب له من القهوة البكر، يظل في مكانه حتي يستقيم مزاجهم ومزاجه، فهو يشارككهم حياتهم…

أشرقت عليه الشمس، أضفت على خضرته غلالة ذهبية، أوصاها كوني بردًا وسلامًا عليهم، راشقته مياه الوديان تعكس زرقة سمائها؛ ضمها على خضرته بحنو،كونت ألوان طيف أبرزها البنفسجي وقال: كوني مغتسلًا باردًا وشراب، أتته الريح تحمل أشواق جبل البركل والإهرامات، قال لها: إقرئيهم مني السلام ولتأتي ببذور الحب والخير
أما ذرات ترابه المتفتتة من صخره بلون آدِم فقال لها: أنا أتعهدك بالعناية والخصوبة …
أودعها ورهطها إلى أمهم، وظل يراقبهم جميعا عن كثب

*

تحرك جيش أركماني العظيم من المصورات الصفراء قاصداً معبد الخراف في قمة جبل البركل المنحدر على الروح، ليُنهي أمر آمون رع القاضي بموته، كان ذلك قبل بزوغ الفجر بقليل…

الطبول تدق، تقدمته فرقة موسيقى الجيش، أوقفهم ليردد نشيد بعانخي العظيم

إنني لا أكذب

لا أعتدي على ملكية غيري

لا أرتكب الخطيئة

قلبي ينفطر لمعاناة الفقراء

لا أقتل شخصًا دون جرم يستحق القتل

لا أقبل الرشوة لأداء عمل غير شرعي

لا أدفع بخادم استجار بي إلى صاحبه

لا أعاشر إمراة متزوجة

لا أنطق بحكم دون سند

لا أنصب الشراك للطيور المقدسة

أقدم الخبز للجياع

الماء للعطشى

الملبس للعرى

أفعل هذا في الحياة الدنيا

أسير في طريق الخالق

مبتعدًا عن كل مايغضب المعبود

لكي أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي

في هذة الدنيا والذين يخلفونهم وإلى الأبد
سمعت والدتها كلمات في صحوها، تماثل ذلك النشيد في منامها، قامت ورهطها تقدموا الجيش راقصين رقصة الهايبو، تلك الرقصه التي رأتها في منامها، لكن عروس البحر لم تكن بينهم، كانوا كالمنومين تمامًا…

*

كان جسيمًا ذو هيبة تعلم فنون القتال منذ صغره في الغابة، هناك التقاه، كان متألمًا وجريحًا، لم يتوقع أن ينقذه، توقع أن يُجهز عليه ويقتله خوفًا ورهبة ، أو أن يذهب إلى شأنه إستصغارًا وإستضعافًا..
لم أُلبي توقعاته، ولبيت ندائي الداخلي، بأن كل روح يجب أن تحيا، كان شبلًا عندها، انغرز سهم صياد ماهر أسفل عنقه، كان جرحه غائرًا ودمه فائرًا، كان عليّ أن أتحلى بالقوة والجلد والقسوة لإخراج السهم، كان أنينه خافتاً يغالب ألمه…
حملني رغم ثقل وزني، فهو فتيّ وقويّ، أسند رأسي علي دبة من الأرض، رفع رأسي إزداد الألم، تأوهت بصوت عالي…

استجمعت ما أوتيت من قوة، أمسكت بالسهم بكلتا يدي، سحبته خرج من أسفل عنقه مسببًا جرحًا غائرًا، اندفع الدم وغاب عن الوعي…

لم يكتفِ بذلك، بل أخذ من ثمرة شجرة القرض، التي ترميها القرود على مرتادي الغابة لملاعبتهم…
طحنتها كما حكت لي جدتي في إحدى قصصها التي أنام عليها، أن ثمرة القرض الصغيرة المرة تبرئ الجرح، ولها فوائد أخرى، صنعت منها عجينة بأن صببت فيها قطرات من ماء الروح، ووضعتها على جرحه الغائر…
كان يعيد تطبيبي يوميًا قبل أن يبدأ تدريبه، وبعد أن ينهيه، استمر ذلك لأسبوع كاملن بعدها مضى إلى قلب الغابة وكنا نتقابل لِمامًا.

*

كان جسيمًا ذو حظوة، لامع السواد، أنفه عريض، عيناه حادتان، شفتاه ممتلئتان، شعره كثيف، قوي خشن، رأسه كبير، يتناسب وقامته، يضع عليه تاج الذهب المطعم باللآلئ السوداء النادرة، يحمل صولجانه بذات اليد التي طبب بها الأسد، يغطي صدره العريض، درع الحرب الموروث عن بيا العظيم، سيفه في غمده، وقوسه وسهامه في كنانتها، يركب حصانه القوي المتين، الذي يحبه ويخلص له.
موكبه مهيب، مؤيدوه ومحبوه على جانبيّ الطريق، الأم ورهطها يرقصون أمامه، رقصة تحاكي ركض صديقه الحميم، عندما يريد اصطياد فريسته، جيشه خلفه، تصحبه دعوات جدته التي لا تحب الخراف، هو من عل يتراءى في الأفق كلوحة مرسومة من خطوط نور ذهبية، مضى علي بركة كل هؤلاء، تنتظره عروس البحر…

وصل نبأ الموكب إلى الكهنة، في معبد الخراف، لم يعلموا أن للملك، نية غير التي عرفوها، أعدت عروس البحر قهوة بالزنجيبل، حتي تخلط مع السم..

صهل حصانه وصلهم صوته زئيراً، تداخلت أحاسيس من كانوا في المعبد، سمعت القربانة صوت غناء أمها من بين الجموع، ابتسمت؛ لمع سن والدتها الذهبية، خطفت خطوط الشمس تلك اللمعة ظناً من أنها جزء منها، رسمت الخطوط صورته في أفق جبل البركل، ظل يتراءى له، يتبعه، وكلما اقترب منه صهل حصانه وعلا صوته زئيرًا مجلجلًا، هز أرجاء المعبد وزلزلها على من فيها
قالت: اقترب خلاصي

*

يسمعها ولا يلق لها بالاً، يرقد مستقيماً، ساقيه أمامه، عيناه صغيرتان، يحك أنفه بطرفه الأمامي، حكات متتاليات متوترات، يشتم رائحة خوفها؛ مختلطة برائحة عرينه العطنة، يحول حاجز ما بينه وبينها، يحس اتجاهها بالإلفة، يترك لها عرينه ويخرج…
يصفق الشعب البدائي الذي كان ينتظر انقضاضه عليها، يبكون يهنئون بعضهم، فعناءهم لم يذهب هباءً، وفقهم إلههم في العثور علي رسولتهم ومليكتهم…
هو مندس بينهم لم يلقوا له بالاً في غمرة فرحهم…

*

كان جسيما ذو حظوة، لامع السواد، أنفه عريض، عيناه حادتان، شفتاه ممتلئتان، شعره كثيف، قوي خشن، رأسه كبير، يتناسب وقامته…
ترتجف خوفاً من تلك العجوز الشمطاء، التي أتت لاصطحابها، لإكمال مراسم تنصيبها كملكة …
أنا لا أعرف لغتهم وماذا سيفعلون بي؟
من هم؟ ماذا يريدون مني؟
كنت في طريقي لإكمال دراسة الفنون الجميلة في أثينا، لكنهم اختطفوني، قطعنا المطارات والمؤانئ سرنا راجلين لأيام عدة، لم يقدموا لي فيها الطعام فقط بعض الماء، في هذة الغابة الكثيفة الأشجار، وعرة المسالك، اتوا بي إلى قلبها، أدخولني معه في عرينه وعلمت من حديث العظمات والأرض، أنهم قدموا له الكثير من الفتيات قبلي، أكلهن بلا تردد، لم يأكلني تركني وذهب، أتتني هذه العجوز وخوفي منها أكبر من خوفي منه…
سأخلصها من بين يدي هؤلاء الجهلة، وسأخطفها كما فعلوا، سأعيدها إلى ديارها، ثم أعرف منها حقيقة ماتعرضت له، هي تشبه منحوتتي التي تركتها في المتحف..
لكن لماذا تركها ومضي خارج عرينه؟
لا يعنيني أمره، مايهمني الآن هو تخليصها من حارستها العجوز الشمطاء، التي تدخن باستمرار وتضع علامة حمراء علي جبينها…
سمعت من أحدهم القصة، عن الملكة وكانوا يعننوها، تكلم ذلك الرجل بإنجليزية فقيرة عبر هاتفه النقال، كان يشرح لمحدثه أهمية الحدث بالنسبة لشعبهم وضرورة أن تأتي القنوات التلفزيونية، الإذاعات والصحف لتغطيته، لم يكن يعلم أنني خطفتها، وانهم لايملكون مليكة ولا رسولة لتنصيبها…

*

دكت خيول الملك أركماني، جبل البركل، زُلزلت أرض معبد الخراف، الكهنة الخراف ركضوا إلى الروح ارتموا بين موجاته هربا من بطشه، أغرقتهم موجاته، جزاءً لغدرهم بمليكهم المحبوب، زغردت عروس البحر، احتضنتها والدتها وقفت في منتصف صف الراقصين، واستانفوا الرقصة مكتملي العدد، تحقق حلم الأم…
رأها اركماني خلبت لبه، ربما تحقق حلمه بالزواج من حورية من حوريات البحر، منحوت علي رسغها الأيسر مفتاح الحياة، لها ولأحفادها القادمين…
انتهى عهد آمون رع وبدأ عهد أباداماك، رسمه لهم بخطوط ذهبية كما رآه، نحتوه بقلوب تحيا بحب أركماني وحب أباداماك، كتب الشعر في حبه تلي هذا النشيد في مدخل المصورات رحا بنصره…

لك الشكر يا أباداماك… رب النقعة …

الإله العظيم … رب المصورات

الإله الضخم … أسد الجنوب القوي اليد

الإله العظيم… الإله الذي يأتي لمن يستدعيه

الإله العظيم الذي يحمل السر الخفي في وجوده

السر الذي لا تراه العيون

هو رفيق الرجال والنساء

لا يعوقه معوق في السماء أو على الأرض

في اسمه يمكن الإزدهار للبشر

ينفث اللهيب علي أعدائه باسمه العظيم ذي القوة يقتل العدو

هو الإله الذي يعاقب من أجرم في ذاته

ويهيئ مكانًا عليًا للذين يهبون أنفسهم لخدمته

ويعطي من ينادي في حضرته بالإله السيد العظيم

ويرد عليه قائلاً:

إني أعطيكم كل شئ يخرج بالليل وكل شئ يحدث بالنهار

أعطيكم بسرور سنوات الشمس والأشهر القمرية

هكذا يقول رب المصورات الصفراء، الذي يعطي الحياة كإله الشمس إلى الأبد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.