العدالة الآن وليس غداً .!

شمائل النور

 

مع دخول لجنة التحقيق في فض الاعتصام برئاسة نبيل أديب المرحلة المهمة في عملها وهي آخر المراحل؛ إذ بدأت اللجنة استجواب أعضاء المجلس العسكري الانتقالي سابقا، المكون العسكري الحالي في الحكومة تتوجه الأنظار مجدداً لمجزرة فض الاعتصام، وأهمية التحقيق في هذا الملف ليس فقط لأنه الملف الوحيد الذي ينتظر المحاسبة والعدالة بل لأنه يفرض السؤال المتجدد، هل بالإمكان محاسبة شركاء الحكم؟

نقل موقع “دارفور 24” الإخباري شكوى النائب العام داخل اجتماع للأمن والدفاع من تلكوء العسكريين في رفع الحصانات، النائب العام ظل على الدوام لا يشكو أمام الرأي العام كلما طُرح عليه سؤال؛ لماذا تتأخر العدالة، بل يحاول التأكيد على أن لا عراقيل أمام العدالة، غير أن ما نراه من تأخر وتلكوء لا يحتاج إلى طرح أسئلة كثيرة لأن إجابته معلومة للجميع قبل شكوى النائب العام.

الآن أكملت الثورة عامين وأكملت الحكومة الانتقالية عاما ويزيد ولم يحاسب أحد ولم يحاكم أحد من رموز النظام السابق دع عنك شركاء الحكم.

الذي لا شك فيه أن هناك مجموعة داخل منظومة الحكم تعمل بجهد جهيد للوصول لتسوية تطوي ملف مجزرة الاعتصام وهذا طبيعي، طبيعي أن تكون هناك مجموعات تعمل لطي كل ماهو بإمكانه إعادة صياغة المعادلة الحالية، إن كانت نواياها أن تعبر الفترة الانتقالية بسلام أو كانت نواياها تعطيل العدالة لأجل تعطيل العدالة.

لكن على الجميع؛ المتلكؤون والذين ينطلقون من سياسة “باركوها” أن يعلموا جيداً أن هذه البلاد لن تعبر بدون عدالة وأن ملف العدالة لا بد أن يتحقق مهما كان الثمن.

الإفلات المستمر من العقاب وسياسة الصلح والجودية التي تتخطى مبدأ المحاسبة، بل تتخطى حتى الإقرار بالجرائم لم تقدم إلا المزيد من الانتهاكات والجرائم، وظلت هي المحفز الوحيد لاستمرار كل الانتهاكات والجرائم.

خلال تشييع شهيد الكلاكلة؛ بهاء الدين نوري وحينما وصل الموكب منطقة المظلات-الدعم السريع كادت أن تفلت الأمور، عشرات اليافعين حاولوا اقتحام مقر الدعم السريع، ولم تكن مجرد محاولة، كان إصرار وتحدي وبعضهم قفز فوق السور قبل أن يتدخل الكبار ويسيطروا على الوضع.

هذا المشهد وحده كافي للتنبوء بما يمكن أن يحدث حال انعدمت العدالة، كان بالإمكان أن يقتحم هؤلاء الشباب مقر الدعم السريع وللجميع أن يتخيل كيف ستكون النتيجة بعدها.

الإفلات المستمر من العقاب والتلكؤ في تحقيق العدالة، نتيجته واحدة ومعلومة. أن يأخذ كل شخص حقه بيده.

الشارع لن يهدأ ما لم ير العدالة أمام عينيه..هذه البلاد لن تعبر بالتسويات السيئة..العدالة يجب أن تكون الآن حفاظاً على نسيج هذا المجتمع ولحمته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.