القول بأن مشاركة الحركة فى نيروبي يؤدي إلى تقسيم السودان من بنات افكار دولة الجلابة العنصرية :

✍️🏽 بدرية سعيد الطاهر

 

 

الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال فى سعيها الدؤوب منذ العام 1983م لإيجاد حلول جذرية لمشكلة السودان ،وانطلاقا من حقائق الواقع التاريخي والمعاصر وضعت التنوع التاريخي والتنوع المعاصر كواحدة من المرتكزات الفكرية لرؤية السودان الجديد ، التنوع التاريخي الذي يشمل الممالك النوبية القديمة بالإضافة للسلطنات ،اما المعاصر فهو السودان بشكله الحالى ,( شعوب اصلية ، مهاجرين ، بواقي الاستعمار التركى والانجليزي المصرى ….الخ،)

 

كل ذلك شكل التنوع الذي وظفته دولة الجلابة بشكل سيئ لتستمر فى السيطرة والهيمنة على هذه الشعوب المتنوعة ولتحقيق ذلك تبنت ،( بوتقة الانصهار) القائمة على الأحادية الثقافية الرامية إلى تذويب كل هذه المكونات المختلفة فى مكون واحد وذلك عبر مشروع الأسلمة والاستعراب لكل هذه الشعوب المتنوعة وإدخالها فى قالب واحد (عرب ، مسلمين) مما ادي إلى الحروب المستمرة إلى يومنا هذا .

 

مثلما نظرت دولة الجلابة ذات البنية الاستعمارية إلى هذا التنوع كضعف يجب التخلص منه ،نظرت اليه الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال كثراء يحتاج لإدارة فقط فضمنت فى مشروعها (نظرية الوحدة فى التنوع) التى أثبتت جدواها فى بلدان كثيرة مثل اندونسيا ، غانا ،جنوب افريقيا وغيرها من الدول المتعددة عرقيا والمتنوعة ثقافيا .

 

لأن نظرية الوحدة فى التنوع ترفض نظرية الهوية الأحادية للأوطان وتذهب إلى أن الهوية الوطنية غير قابلة للاختزال فى اى مكون من مكوناتها وانما تشمل كافة المكونات داخل الوطن الواحد.

 

وضح د.جون قرنق دى مبيور ذلك وفقا للواقع السوداني من خلال مفهوم السودانية /السوداناوية Sudanism والتى وصفها بأنها رابطة إجتماعية سياسية سودانية تشمل كل القوميات السودانية وكل الأديان من اسلام ،مسيحية ومعتقدات إفريقية .وتنتفع من الحضارات الأخرى وتستفيد من التطورات الإنسانية .

وتقوم هذه الرابطة على حقائق الواقع التاريخي والمعاصر للدولة السودانية فى ظل نظام جديد يقوم على أسس الحرية والعدالة والمساواة والإختيار الطوعي والإرادة الحرة لشعوب السودان.

هذا ما تصبو اليه الحركة الشعبية منذ تأسيسها لذ عندما وقعت اتفاقية نيفاشا 2005م جاءت بالاستفتاء لكي يصوت شعب جنوب السودان بإرادته الحرة لخيارين ،( الوحدة الطوعية أو الانفصال,) وسعت الحركة الشعبية خلال الفترة الانتقالية لكي تكون الوحدة جاذبة بردم الهوة بين شعب الجنوب والشمال ولكن عنصرية الدولة حالت دون ذلك بتسخير كافة وسائلها الإعلامية لدفع الجنوبيين نحو خيار الانفصال وجريدة الانتباهة خير مثال على ذلك.

 

فالحركة الشعبية ستظل متمسكة بأهدافها ومبادئها

والنضال مستمر والنصر اكيد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.