
في تدشين حلم الثورة (المتحدثون:الكتاب توثيق مهم وحفظ للذاكرة)
نيروبي: splmn.net
تصوير : ما نيلا
شهد مطعم كسويتا في نيروبي أمسية الاثنين الموافق العاشر من فبراير 2025م حفل تدشين كتاب الصحفي حسين سعد السودان حلم الثورة وتحديات الانتقال بحضور لفيف من الصحفيين والصحفيات والناشطيين والسياسيين،ووصف المتحدثين في كلماتهم صدور الكتاب في هذا التوقيت بالخطوة المهم، وأنه عبر عن أحلام الثوار،والثائرات السودانيين في تحقيق تطلعات الثورة فضلا عن مناقشة الكتاب لقضايا مهمة تناولت وحدة قوي الثورة ،والمبادرات التي إستبقت سقوط البشير ،والانقلابات العسكرية والانتخابات المبكرة والتنافس الاقليمي والعالمي علي السودان.
حفظ الذاكرة:
وفي كلمته الترحيبية قال الدكتور/ عباس التجاني، المدير التنفيذي لمركز سلاميديا، إنهم في المركز فخورين بطابعة الطبعة الثانية من الكتاب التي تأتي ضمن نوايا المركز للتوثيق وانقاذ ما يمكن انقاذه من المكتبة السودانية، وأضاف الحرب افقدتنا ارشيف يصعب علينا تعويضه وجمعه، لذلك لابد رمي حجر في البركة وأضاف التجاني :هذه واحدة من التجارب المهمة وجزء من إهتماماتنا في التوثيق للثورة السودانية والمساهمة في المحافظة علي عدم إنقطاع سرديتها فضلا عن المساهمة في دعم مجهودات الصحفيين والصحفيات وحفظ الذاكرة.
قضايا متجددة:
ومن جهته قال الدكتور أحمد الصادق في إستعراضه للكتاب الذي يقع في جزأين وستة فصول، تناول قضايا التغيير والتحول الديموقراطي، والثورة في أبعادها التاريخية من الحريات والحقوق المدنية والسياسية وتحقّق العدالة الاجتماعية. انطلاقا من هذه القضايا وبكل تعقيداها، جمع الكاتب مقالات متفرقة نشرت من قبل لكنها تتناول ذات القضايا فيما قبل وأثناء وبعد ثورة ديسمبر المجيدة. وهكذا بدأها برصد المبادرات العديدة التي سعت لرأب صدع المشهد السياسي، وتسارع وتيرة العنف، بكل أشكاله، حتى لحظة اندلاع الثورة وتفوقها وبكل سلميّتها في إزاحة نظام فاشي فاسد طغي وبغي وتكبر. ما كشفه المؤلف هنا أن تلك المبادرات من وثائق ومذكرات تفاهم واتفاقيات، تم نقضها -تماد في نقض العهود والمواثيق- كما جاء كتاب مولانا أبل ألير. إضافة إلى ذلك أذرع قوى إقليمية ودولية ظلت تعيد إنتاج الأزمة وصارت إلى عنصر تعقيد ناشط في تدخلاته في الشأن القومي والمحلي بآليات تهافته على ثروات السودان وموقعه الجيوسياسي وهشاشة وضعه الأمني
وحدة قوي الثورة:
وأضاف الصادق من هنا كان الجزء الثاني من الكتاب الذي تناول قضايا المطامع الخارجية والصراع الدولي والإقليمي حول السودان. من متن الكتاب، إشارات مهمة لضرورة وحدة الصف الوطني أو ما أسماه الكاتب “وحدة قوى الثورة والتغيير”، أي ضرورة التمسك بمنطق ثوري وانتصار لشعارات الثورة التي يكفيها فخراً الانتصار على الخوف كما علّق أحد الباحثين على الثورة المصرية. من ثم تناول الكاتب دور الأجسام المطلبية ولجان المقاومة وتجمع القوى المدنية ومبادرة لا لقهر النساء وتجمع المهنيين واحترام التنوع والتعدد، وهو دور تاريخي، لحل المشكل القومي باعتبار تلك العناصر هي عناصر مكوّنة لحركة اجتماعية وبكل شروط الثورة، الاجتماعية منها والتاريخية، الأمر الذي يعني وعي نسبي في لحظة الثورة وكثير من العفوية كما قال غرامشي. ختم المؤلف كتابه مركزاً على أبعاد الجغرافيا السياسية للإقليم وربطها بالأزمة السودانية وكذلك سيناريوهات محتملة لما سوف يحدث: مخاوف من أن السودان على حافة الهاوية وعقبات عديدة أمام التحول الديموقراطي وعودة الإسلامويين للحكم. و هذا ما حدث ويحدث بالفعل في راهن المشهد السياسي بل إن مآلات تلك السيناريوهات هي اندلاع هذه الحرب اللعينة التي لم تبق ولم تذر
تفاصيل دقيقة:
وفي الاثناء قالت الدكتورة عزة مصطفي استاذة العلوم السياسية بالجامعات السودانية ان إختيار عنوان الكتاب حلم الثورة لفتة بارعة عبرت عن احلام وتطلعات جميع السودانيين والسودانيات والتغلب علي التحديات والصعوبات، وتحويلها الي حقيقة حتي تصبح ثورة مكتملة الأركان، والتغلب علي نقاط الضعف وتحويلها الي نقاط قوة، وأوضحت مصطفي ان الكتاب شمل تفاصيل دقيقة، ومهمة عبر تسلسل واضح أبان الثورة، وبعدها ،وتابعت(هذا التوثيق كان دقيقاً بالتاريخ واليوم والشهر والسنة) وفي المقابل سرد الصحفي نصر الدين عبد القادر الذي قام بكتابة مقدمة الكتاب سرد ظروف وملابسات تجميع مقالات الكتاب وتحريره وتصويبه عبر الصحفي محمد الخير أكليل وأوضح عبد القادر ان الكتابة عن الثورة هي الطريقة الأفضل لخلودها، وزاد:هذا الكتاب توثيق جميل يضاف للمكتبة السودانية وهو مجموعة مقالات كتبت في فترة سابقة ابان الحكومة الانتقالية والتحديات التي أعاقتها.
إنقسام قوي الثورة:
الجدير بالذكر ان الصحفي ادريس عبد الله قدم فعالية تدشين الكتاب الصادر من دار الأجنحة للطباعة والنشر والتوزيع يشمل٢١٠ صفحة ،بينما طبعت سلاميديا الطبعة الثانية من الكتاب ،وقسم الكاتب كتابه الي ستة فصول تناولت خلفية للمبادرات التي إستبقت سقوط المعزول والتقلبات الداخلية والاقليمية،والمطامع الخارجية والصراع علي الداخل السوداني،اما الفصل الثاني فقد خصصه الكاتب لقوى الحرية والتغيير ومستقبل الثورة وشرح الكاتب من خلال تحليل رصين لمستقبلها وتجاذباتها والمستقبل الي أين من خلال معرفة الفاعليين الرئيسين وتتبع مسارات مكوناتها،وطبيعة تلك التحديات التي تتصاعد يوماً بعد يوم وتتزايد معها نقاط الخلافات التي باتت خطيرة للغاية.
النقابات:
كما تناول الكتاب صراع المحاور وخطر الإنتخابات المبكرة وقضية تسيس النقابات المهنية مشيرا الي إن كل تغيير سياسي حدث بالسودان كانت النقابات أولي ضحاياه حلا او تجميدا شأنها شان الأحزاب السياسية ،أيضا تناول الكتاب قضية مهمة وهي التدخلات العسكرية في السياسة السودان ومراحلها منذ الفترة الأولي قبل انشاء قوة دفاع السودان والمرحلة الثانية ما قبل الاستقلال والمرحلة الثالثة وهي الحكم العسكري الأول والمرحلة الرابعة في العام ١٩٨٥م والمرحلة الخامسة في العام ١٩٨٦م والمرحلة السادسة عقب انقلاب الجبهة الاسلامية في العام ١٩٨٩م،،كما استعرض الكتاب دبلوماسية الموانئ، وإنعكاسات ذلك علي القرن الأفريقي، والأهمية الجيوستراتيجية لهذه المنطقة،وذيل الكاتب كتابه بخاتمة قال فيها إن السودان يعيش متغيرات شديدة السيولة في الأحداث السياسية بل إن هذه التغييرات الديمغرافية والصراعات الاثنية والمشكلات قد لا تكون مسبوقة وتفتح الأبواب علي جملة من التحديات وتتطلب هذه المتغيرات السريعة التعاون علي تحديث خارطة الواقع للتعامل معه وتحديد مجموعة المبادرات لان واقع بلادنا في هذه اللحظة التاريخية يستدعي وعيا بطبيعة الأحداث المتعددة الأبعاد فتعقيد المشهد السياسي وغموضه يجب أن يكون دافعا لشعور كل القوي السياسية لأهمية تحمل المسؤولية وتجاوز الاختلافات ،والتجاذبات والحسابات الي ما يجمع وما يساعد علي إنقاذ البلاد والشروع في إصلاح الأوضاع وتحقيق الإنجازات والمشاريع الكفيلة بإنجاح الانتقال التنموي والاقتصادي والاجتماعي المطلوب فمسؤولية قوي الحرية والتغيير كبيرة وتاريخية في هذه اللحظة.