حوار مع سكرتير الشؤون السياسية والتنظيمية بالسكرتارية العامة للحركة الشعبية
ندعو المنظمات الدولية لإنقاذ المواطنين من خطر المجاعة.
بورتسودان تستخدم الغذاء كسلاح فى الحرب ضد المواطنين.
قصف الطيران لـ”يابوس” حادثة كانت صادمه للمنظمات الإنسانية الدولية.
ندعو المجتمع الدولي للإطلاع بدوره في حماية المدنيين.
بالرغم من إزدحام جدول أعماله بالمهام الثورية والتنظيمية إلا أنه أفرد مساحه كافيه لإجراء هذا الحوار المهم من “شالي” بالفونج الجديدة. القيادي سيلا موسى كنجي – سكرتير الشؤون السياسية والتنظيمية على منصة الموقع الإلكتروني splmn.net فإلى تفاصيل الحوار
شالي الفيل: splmn.net
حاوره: شرف يس
كاميرا: ريغان جيمس
● هل بإمكانك أن تعطي القراء والمتابعين صوره عامه عن الأوضاع الإنسانية بالفونج الجديدة/النيل الأزرق خاصة بعد إعلان المجاعة؟
في البدء نتقدم بالشكر للطاقم الإعلامى للموقع الإلكتروني للحركة الشعبية للإهتمام بقضايا الساحه خاصة الوضع الإنساني، وعبركم أقدم التهنئه للشعب السوداني خاصة عضوية وجماهير الحركة الشعبية بالأراضي المحررة فى جبال النوبه والفونج الجديدة ومعسكرات اللاجئين ودول المهجر بمناسبة عيد الميلاد المجيد. كما نترحم على شهداء القصف الجوى على “يابوس” ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى. فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية كما تعلمون أن شعب الإقليم ظل محاصراً منذ العام 2011 وحُرم من حقه فى الحياة والعيش الكريم إلى أن تفاقمت الأوضاع الإنسانية في أعقاب حرب 15 أبريل 2023، مما دفع السلطة المدنية للسودان الجديد في مناطق سيطرتنا لإعلان المجاعه في الإقليمين بتاريخ 13 أغسطس 2024 وذلك بعد وصول آلاف النازحين الفارين من الحرب إلى مناطق سيطرة الحركة الشعبية، وهذا الوضع شكل تحدياً كبيراً لنا من حيث توفير الخدمات الأساسية، صحة، غذاء، وتعليم. إذ يعاني الإقليم الآن من قلة المستشفيات المؤهله وإنعدام الأدوية والمعدات الطبية إلى جانب شح المواد الغذائية وتفشي الأمراض خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن. فالأوضاع الإنسانية كارثية بكل المقاييس، ومن هنا أدعو المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لإنقاذ المواطنين من خطر المجاعة، كما أحث المجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغط على بورتسودان للسماح للمنظمات الإنسانية بالتدخل وإنقاذ المتضررين. وكما أشرنا سابقاً فإن المجاعة ناتجة من الحروب العنصرية على شعب الإقليم، وبالطبع تلك الحروب كانت سبباً رئيسياً فى تدهور الوضع الإنساني، مما إنعكس على أنشطة الزراعة والتجارة وغيرها وكذلك التغييرات المناخية لها دور في إفشال الموسم الزراعي، كلها عوامل مجتمعه أفرزت المجاعة بالإضافة إلى العامل الأساسي، وهو الحروب التي شنتها الأنظمة على شعب الإقليم.
● ما هي الجهود التي بذلتموها من طرفكم لمجابهة المجاعة؟
من جانبنا بذلنا جهوداً وقمنا بأدوار كبيرة بالتنسيق مع السلطة المدنية وأجهزتها على سبيل المثال وليس الحصر الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير بالإقليم (SRRA) للتصدى للمجاعة، وهنالك لجان قامت برصد وتسجيل أعداد النازحين الفارين من حرب 15 أبريل 2023 وتم تنظيم العديد من الإجتماعات مع المنظمات الإنسانية العاملة في الإقليم لتنسيق الجهود وتبادل الأراء حول كيفية إنقاذ المواطنين. فإستطاعت السلطة المدينة للسودان الجديد بالإقليم من تأسيس معسكرات لإستضافة وإيواء النازحين، الفارين من مناطق الحرب في (7) معسكرات بالأراضي المحررة في بيامات ودكة، شالي ويابوس والكيلي في مقاطعة الكرمك، وفي بالدقو بمقاطعة السلك، وبيام أمورات بمقاطعة قيسان. هذه المعسكرات تستقبل على مدار اليوم المواطنين الفارين من الحرب. وتمكنا من التواصل مع المنظمات الدولية الإنسانية للتدخل، ولأن حكومة بورتسودان تستخدم الغذاء والدواء كسلاح فى الحرب ضد المواطنين قامت بوضع العراقيل أمام مبادرات وجهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفونج الجديده وهذا يُعد إنتهاكاً للقوانين الدولية. ولنضع القارئ فى الصورة فقد تفاقمت حالات الإصابة بسوء التغذية إلى أن بلغت (1223) حالة وإرتفعت أعداد الوفيات إلى (422) حالة وفاة في أكتوبر الماضي نتيجة لتفشي الأمراض وإنعدام المستشفيات الموجهزة. وهنا أنبه إلى أن الأزمة الإنسانية في تفاقم مستمر لأن معدلات الأمطار في هذا الموسم كانت عالية مما أدى إلى فشل الموسم الزراعي.
● قام الطيران الحربي لنظام بورتسودان بقصف منطقة “يابوس” هل بإمكانك أن تعطي صورة للحادثة ولماذا قامت بورتسودان بذلك في هذا التوقيت؟
قصف الطيران على “يابوس” وتدمير مكاتب برنامج الأغذية العالمي، حادثه كانت صادمة للمنظمات الدولية خاصة أن المنطقة مأهولة بالسُكان وتوجد فيها المنظمات الإنسانية، فهي ليست منطقة عسكرية حتى يتم إستهدافها. فالقصف الجوي أودى بحياة موظف دولي في منظمة (WFP) وبالإضافة إلى سقوط جرحى بين المدنيين. وهذا يؤكد إستهداف بورتسودان للمنظمات الإنسانية الدولية والمواطنين العُزل. كما طالت الغارة الجوية سوق يابوس والمحال التجارية وميدان كرة قدم الذي كان يحتضن مباراة قدم يتابعها المئات من الجماهير مما عرض حياتهم للخطر. فلا يوجد أي مبرر لإستهداف المنطقة سوى إصرار بورتسودان على مواصلة حربها ضد الشعوب المهمشة وقطع الطريق أمام جهود إيصال المساعدات الإنسانية بالرغم من وجود تفاهمات سابقه بين بورتسودان ودولة جنوب السودان ومنظمة (SP) لإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية.
● ما هي الآثار الناجمه عن القصف الجوي؟
كما أشرتُ إن القصف الجوي تسبب في تدمير منظمة (WFP ) ووفاة مدير المنظمة حالاً، كما ألحق الضرر بمنظمة (NCDO ) من تدمير للمكاتب إلى جانب الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها الدكاكين وإتلاف السلع وفرار أعداد مقدرة من مواطني يابوس إلى الغابات والوديان بحثاً عن ملجأ لحماية أنفسهم.
● بحسب متابعاتنا للأوضاع بالاراضي المحررة، هنالك تقارير تقول أن الطيران قصف أيضا مناطق أخري بالفونج الجديدة، ما مدى صحة هذه التقارير وإن كانت صحيحة هل هنالك وفيات؟
بالتأكيد هذه تقارير صحيحه، واصل الطيران القصف الجوي صبيحة اليوم التالي 20 ديسمبر 2024 على مناطق (مفو، بالدقو، مغجة وبليلة) بالأراضي المحررة -الفونج الجديدة وأسفر القصف الجوي على منطقة “بليلة” عن وفاة إمرأة ونفوق حمار.
● كيف تقراء وتفسر إستهدف الجيش السوداني لمناطق سيطرة الحركه الشعبية؟
إستهداف الجيش لمناطق سيطرة الحركه الشعبية يمكن قراءته في سياق مواصلة الإسلاميين لسياسية الأرض المحروقة لإفساح المجال لمشروعها العنصري ومن جهة أخرى فإن البرهان يريد ذج الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان –شمال في الحرب الدائرة الآن.
● كقيادي بارز في الحركة الشعبية ما هي الرسائل التي تريد توصيلها للمجتمع الدولي بعد قصف وتدمير مقر مكتب برنامج الغذاء العالمي بيابوس؟
على المجتمع الدولي القيام بدوره في حماية المدنيين والمنظمات الإنسانية في السودان خاصة في جبال النوبة والفونج الجديدة، السودانيون عانوا كثيراً من الجرائم البشعه بحقهم والأمم المتحدة نفسها لديها تقارير موثقه تثبت تلك الجرائم، لذلك ندعو مرة أخرى المنظمات الإنسانية الدولية والوكالات الأممية للتدخل العاجل لتوفير الغذاء والدواء للمواطنين وإنقاذ الآلاف من الأطفال من خطر المجاعة، كما نحث الأمم المتحدة بالتصدى لمخططات بورتسودان الرامية لعرقلة وصول المواد الغذائية إلى الفونج الجديدة/ النيل الأزرق.
● هل يمكن أن تذكر لنا المنظمات الأخرى التي تضررت جراء القصف الجوي وماهي طبيعة عمل هذه المنظمات؟
نعم، بالإضافة إلى (WFP) و(NCDO ) هنالك منظمات إنسانية متخوفه من هذا الوضع الذي يشكل تهديداً مباشراً لوجودها ولأنشطتها بالأراضي المحررة. أما طبيعة عملها، فجميعها تعمل في المجال الإنساني من صحة، تعليم، مياه وتقديم الغذاء.
● بماذا تخاطب المجتع الدولي والمنظمات الحقوقية الإنسانية الدولية؟
المجتمع الدولى له دور مهم في الضغط على بورتسودان للتخلي عن نهجها في إستهداف المدنيين كما تقع على المجتمع الدولي مسؤولية تحقيق العدالة الدولية وإنصاف الضحايا. أما المنظمات الحقوقية يجب أن تقوم برصد وتوثيق الإنتهاكات التي طالت الشعوب السودانية.
● رسالة للمواطنين في الأراضي المحررة _الفونج الجديدة
أولاً، نحث الشعوب السودانية بالتمسك برؤية السودان الجديد لأنه المخرج الوحيد لمعالجة جذور المشكلة السودانية، ثانياً نقول للمواطنين بالأراضي المحررة، إستمروا على نهجكم في الصبر والعزيمة وتعزيز الوحدة والتمسك بالقضية العادلة – وندعو شعب الفونج في الدمازين بعدم الإستجابة لإستنفار الإسلاميين لأنهم من أشعلوا الحروب العنصرية في السودان، وجيش البرهان ما هو إلا صورة للسودان القديم الذي دمر السودان وتسبب في اللجوء وتشريد وتنزيح السودانيين، فلا مفر من آزمات البلاد المستفحلة، إلا بالتخلص من نظام بورتسودان ومليشيات البرهان العنصرية.