(في الحزن المطير).. عندما يأتي الموت من “نيروبي”. وداعا حزينا.. “دينق قوج”.

✍️🏽عادل شالوكا.

 

 

صحيت الصباح بدري وفتحت التلفون، وياريت كان ما فتحتو أصلا. أول حاجة لقيتها كان كلام كتييير كاتبو “عمار نجم الدين”. عيني وقعت على عبارة (إلى روح أخي ورفيقي المناضل الكبير “دينق قوج”..). قلت لنفسي “عمار” ده ما نصيح ولا شنو، الجاب “الروح” هنا شنو هسي ؟؟!!.

 

وبعد داك قريت باقي الكلام وما مصدق، قلت أحسن أطلع من صفحة “عمار” دي. فعلا طلعت منها سريع. لكن لقيت الفيسبوك كلللو نعي. قلت كان أخير لي صفحة “عمار”. وما قدرت أرجع ليها تاني.

 

إنه “اليوم الحزين” رحيل فاجع في وقت غير مناسب. أسوأ المتشائمين كان متوقع الشفاء العاجل، وليس الرحيل المؤلم.

 

رحل رجل بمواصفات غير متوفرة في عالمنا هذا كما قال إفلاطون: (الخير لا يسكن في هذه الدنيا).

 

ذهبت إلى نيروبي 5 مرات في حياتي ولكنني لم أحبها إطلاقا.. لا أدري لماذا ؟؟.

 

الرحلة – التي لا أنساها – إلى “نيروبي” كانت بمناسبة توقيع إتفاق السلام الشامل في يناير من العام 2005. ذهبنا مع الراحل “دينق قوج” إلى إستاد “جومو كينياتا”. ثم عدنا إلى الخرطوم.

 

وبعدها لم أحس بأي خير.. ما قاله الراحل “قرنق” في ذلك الإستاد جعلني أحس بأن أمثال هؤلاء القادة لن يعيشوا طويلا (قرنق، نكروما، لوممبا، سنكارا، كينياتا،.إلخ). وبالأمس رحل “دينق قوج”. الرجل الإستثنائي الذي نعاهو “السودانيين” قبل “الجنوب سودانيين”. لأنه كان “يجمع ولا يفرق .. وبين الناس بساوي .. ومن جيبو بداوي”.

 

دائما يذهب الأخيار ..

 

كان “ودود الإبتسامة” لا تفارقه بتاتا. هو “الغمامة” لما تنزل لا “بتحكي” ولا “بتشكي”. فتح دياره في “الرنك” للجميع عند هجرة الطيور من “أوطانها”. وما ضاق الوطن، بس كبرت “الزنزانة”.

 

ويادي البلاد الكلما طايبتها، فتحت على جرحك جرح .. دي البلاد اللا بتفوت فيك وقت.

 

رحيلك “شلهت الدنيا، ورتب العالم بهناك”.

 

بتخلي الناس يشتاقوا إنهم يكونوا في عالمكم الجديد يا “دينق قوج”. وسلم عليهم كلهم حتى اللسه قبل “الخلق والتكوين”.

 

لو كان الأمر في يدك .. كنت حأقول ليك “دي بالغت فيها”.

 

فلترقد روحك في سلام.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.