الفصل العنصري في السودان.

كوكندي كالو شالوكا

 

ما تعرض له لاعب المنتخب السوداني لكرة القدم، جون مانو في مباراة (السودان – النيجر) التي اقيمت في جوبا عاصمة جنوب السودان، يعكس الاستعلاء العرقي والديني والثقافي التي أدت إلى اندلاع الحروب والخلل التنموي والتخلف والجهل والمرض والإنهيار السياسي والاجتماعي والإقتصادي والامني وإنفصال الجنوب والآن السودان في مفترق الطرق.

إن إرتداء الصليب أو السبحة وإحياء الشعائر الدينية المختلفة بما في ذالك المعتقدات الأفريقية الكريمة يؤكد بأن السودان من أكثر الدولة الإفريقية تعددا في اللغات والديانات والثقافات.

ما قام به مصور المنتخب عندما طلب من اللاعب جون مانو نزع الصليب الذى كان يرتديه كما يرتدي الآخرون السبحة أو الحجاب، يبين لنا عقلية الفصل العنصري في السودان بتمييز المواطنين السودانين على أساس اللون والدين والعرق. ما قام به المصور هو ما تم تلقينه في المنهج السودانى بأن السودان بلد عربى ومسلم، إما الآخرون هم كفار وأهل الذمة وعملاء وطابور خامس وأعداء الدين، ولذالك يجب الجهاد ضدهم. وعلى هذا الأساس تم ارتكاب أبشع جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في جنوب السودان وجبال النوبة والفونج ودارفور.

لقد إرتبطت الدولة الإسلاموعروبية بالقهر ومصادرة الحريات الدينية والثقافية واللغوية والتفرقة العنصرية والعرقية وقمع ثقافات وهوية الشعوب الأصيلة وفرض تصورهم الإسلاموعروبي بقوة السلاح والمناهج التربوية.

لقد قاوم الشعب السوداني وما زال يقاوم من أجل تحقيق الدولة السودانية الحديثة التي ترتكز على قيم العدالة والمساواة وسيادة حكم القانون وإحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعيش بكرامة.

يجب مخاطبة القضايا المصيرية التي تمثل جذور الأزمة السودانية وخاصة مسألة الهوية الوطنية وعلاقة الدين بالدولة، ونظام الحكم الذى يناسب تركيبة الدولة السودانية، وبنا جيش موحد وطني ومهني وبعقيدة قتالية جديدة تراعي حماية المواطن وحماية حدود البلاد، ومحاربة الفساد بأنواعه المختلفة وتأسيس خدمة مدنية بمعايير الكفاءة والمواطنة وليس الإنتماءات الحزبية أو الدينية.

على الشعب السوداني الإلتفاف حول رؤية السودان الجديد التي تمثل الخلاص والأمل الأخير في الحفاظ على سودان موحد ومستقر ومتطور، ويضمن لنا ولأطفالنا مستقبل زاهر.

في حالة الفشل في مخاطبة جذور الأزمة السودانية، فلنا الحق في تقرير المصير.

النضال مستمر والنصر أكيد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.