إعلان المجاعة في إقليمي جبال النوبة والفونج الجديدة
السُلطة المدنية للسُّودان الجديد
تعميم صحفي
إعلان المجاعة في إقليمي جبال النوبة والفونج الجديدة
مقدمة:
تقع منطقة جبال النُّوبة حالياً في جنوب السُّودان بعد إنفصال الجنوب في 2011، وتُغطِّي حوالي (138,000 كلم مربع) في منطقة سافنا مطيرة صيفاً، وتُحَد بولاية شمال كُردفان من الجهة الشَّمالية والنيل الأبيض شرقاً، وولاية أعالي النيل من الجهة الجنوبية الشرقية، ولاية واراب والوحدة وروينق جنوباً، ولاية جنوب دارفور من الجهة الغربية. وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الإقليم حوالي (15 %) من جملة الأراضي الزراعية في السُّودان. وحسب الإحصاء السكاني لعام 2010، فقد بلغ عدد سكانها (2.508,268) نسمة. ويبلغ عدد السُّكان في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال في الإقليمين (3,000,000) نسمة بسبب النازحين الفارين من الحرب في الولايات الأخرى.
وتقع منطقة الفونج الجديدة جنوب شرق السُّودان وتحِدُّها من الشمال الشرقي ولاية سنار، وفي الجنوب الشرقي دولة أثيوبيا، وولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان من الغرب، وتبلغ مساحتها (83,500) كيلو متر مربع، قُدِّر سُكانها بحوالي (800,000) نسمة في تعداد 2010. حاليا سكان الإقليم يبلغ تعدادهم (903،526) نسمة بعد نزوح (115،000) نسمة بسبب حرب 15 أبريل 2023.
الإقليمين عانا من التهميش: الثقافي، السياسي، الاقتصادي والتنموي المستمر منذ العام 1956. في البدء اتبع السُّكان منهج المقاومة السلمية بتقديم المطالب المشروعة للحكومات المركزية، ولكن كل هذه الجهود قوبلت بالرفض مما أدَّى إلى الحروب المستمرة بعد تأسيس حركة الكفاح المسلح (الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – SPLM/A) وانتظام سكان الإقليمين في الحركة. أدَّى ذلك إلى تدمير البنية التحتية الضعيفة الموجودة بواسطة الحكومات المركزية وإضعاف وسائل وسبل كسب العيش. وقد ساهمت حرب 6 يونيو 2011 وحرب 15 أبريل 2023 من تفاقُم الأزمة في الإقليمين وحدوث المجاعة الحالية.
وفقا لمعايير الأمم المتحدة فإعلان المجاعة تتطلب الآتي:
1/ ألَّا يقل عدد الأسر التي تُعاني من نقص في الغذاء عن 20%.
2/ إنتشار سوء التغذية وسط الأطفال بنسبة تتجاوز 30%.
3/ عند تجاوز معدل الوفيات شخصين في اليوم لكل (10,000) شخص.
التقارير الأممية:
خبراء الأمم المتحدة: بحسب آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة فإن 25 مليون مواطن سوداني (من بينهم 14 مليون طفل) بما فيهم 3 مليون طفل دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد.
مكتب الأمم المتحدة التنسيقي للشؤون الإنسانية –OCHA : وصَّى بضرورة الاستجابة الفورية فيما يتعلَّق بالأمن الغذائي في إقليم جبال النوبة لفقدان الإقليم لمقوِّمات ووسائل الإنتاج في الوقت الذي استقبل فيه أعداد كبيرة من النازحين من مناطق الحرب حيث شاركوا المواطنين المُستقِرِّين فيما يمتلكون من غذاء يكفي حاجتهم فقط. كما طالب المكتب التنسيقي بالإستفادة من جميع الخيارات المتاحة طالما الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال على إستعداد لتوصيل المساعدات الإنسانية للمُتضرِّرين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وفي هذا الشأن سعت OCHA لتأسيس مكتب لها في جنوب السودان ومكتب آخر في مناطق سيطرة الحركة الشعبية – شمال.
أسباب المجاعة في السودان:
تقلَّصت المساحات المزروعة في السودان بسبب الحرب إلى (60%) مما جعل أكثر من (80%) من القوى العاملة في الزراعة يغادرون مناطق الإنتاج وأصبحوا لاجئين ونازحين. الوضع الزراعي الحالي بالنسبة لمحصول الذرة (الذي يعتمد عليه غالبية السكان) يُشير إلى خروج (70%) من المساحات الصالحة لزراعة الذرة من دائرة الإنتاج بسبب الحرب ممَّا يؤدِّي إلى فقدان (72 %) من الإنتاج المتوقَّع.
لقد تفاقمت الأوضاع إلى الحد الكارثي بإتساع الحرب لتشمل معظم ولايات السودان حيث خرجت 13 ولاية من قائمة الولايات المنتجة (ولايات دارفور الخمس، ولايات كردفان الثلاث، ولايتي النيل الأزرق والنيل الأبيض، الجزيرة، الخرطوم، سنار).
حدثت المجاعة الأولى في جبال النوبة وإقليم الفونج الجديدة في العام 1984 بسبب الجفاف والتصُّحر مما أدَّى إلى وفاة آلاف الأشخاص. والمرة الثانية كانت مجاعة عام 1991 في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان بإقليم جبال النوبة والفونج الجديدة كذلك بسبب إستخدام الحكومة آنذاك الغذاء كسلاح لمواجهة المدنيين مما أدَّى إلى وفاة أكثر من عشرة ألاف شخص معظمهم من الأطفال وكبار السن. وقد هاجر أكثر من (500,000) من السكان إلى مناطق الحكومة، حيث تم إستيعابهم في معسكرات مخصَّصة لإعادة إنتاجهم داخل حقل الثقافة (الإسلاموعروبية) عبر سياسات الأسلمة والتعريب.
المجاعة الحالية 2024 سببها هو فشل الموسم الزراعي السابق وعدم توفر التقاوي والوقود وقطع الغيار نتيجة لإغلاق الطرق كنتاج للحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى إنتشار آفة (الجراد) لقلة الأمطار. وقد قضت هذه الآفة على المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها السكان بإعتبارها الوسيلة الرئيسية للعيش والإستمرار في الحياة. وأيضا تفشِّي وباء (الحصبة) في إقليم الفونج الجديدة والقصف الجوي من قبل طيران القوات المُسلَّحة في الإقليمين مما حال دون مزاولة النشاط الزراعي في الموسم السابق. وقد زاد الأمر سوءاً بيع حكومة بورتسودان حصة إقليم جبال النوبة وإقليم الفونج الجديدة من المُساعدات الإنسانية بحجة قفل الطرق بواسطة قوات الدعم السريع. بالإضافة إلى تدفُّق أعداد كبيرة من النازحين من مناطق الحرب إلى مناطق سيطرة الحركة الشعبية – شمال ومُشاركتهم المخزون الإستراتيجي للغذاء مع الأسر المُستقِرَّة. وقد ساهم في ذلك أيضاء إستهداف قرَى المدنيين في الإقليمين عبر سياسة (الأرض المحروقة) وحرق المحاصيل والمنازل وتشريدهم إلى معسكرات نزوح في المناطق الآمنة وإغلاق الطرق بواسطة الحكومة وصعوبة الحصول على السلع الضرورية. إن الأزمة الإنسانية الحالية في الإقليمين هي الأكبر بالمُقارنة مع الولايات الأخرى.
الوضع الراهن في الإقليمين:
الآن تُعاني أكثر من (20%) من الأسر في الإقليمين من نقص حاد في الغذاء، وما يفوق نسبة الـ(30%) من الأطفال يعانون من سوء التغذية.
مُناشدة:
تُناشد السلطة المدنية للسُّودان الجديد جميع المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، وكافة المؤسَّسات العاملة في مجال العمل الإنساني، للإستجابة العاجلة لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية لإنقاذ أرواح المواطنين في المناطق المذكورة. كما ندعو لزيارة مناطق السودان الجديد (مناطق سيطرة الحركة الشعبية – شمال) للوقوف على حجم المُعاناة. ويمكن الحصول على بقية المعلومات بالتفصيل لاحقاً.
القائد/ أرنو نقوتلو لودي
سكرتير أول السلطة المدنية للسودان الجديد