السكرتير العام للحركة الشعبية يخاطب ختام فعاليات (مؤتمر) تقدم

أديس اببا: splmn.net

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال SPLM-N.

وفد الحركة الشعبية المراقب لمؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”
كلمة رئيس الوفد في الجلسة الإفتتاحية لأعمال المؤتمر.

التاريخ: 30 مايو 2024.

السيد/ الدكتور/ عبدالله آدم حمدوك -رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية؛

السادة/ رؤوساء وممثلي التنظيمات السياسية والمدنية؛

السادة/ المؤتمرين؛

الحضور الكريم
السلام عليكم؛

أسمحوا لي أن أحيَ عبركم كل شهداء النضال المدني والكفاح المسلح من السوانيين والسودانيات الذين سقطوا في مسيرتنا النضالية الطويلة من أجل سودان موحد يسعنا جميعاً.

الحضور الكريم:

رغم الظرف العصيب الذي يمر به الوطن والمهددات التي تنذر بزواله من الخارطة العالمية، إلا أنه مازال التحدي الأكبر الذي يواجه القوى السياسية والمدنية السودانية هو سؤال الوحدة، كل ذلك بسبب غياب الإتفاق على مشروع وطني متجاوز لعوامل الخلاف العديدة.

نحن نرى أن إنعقاد مؤتمركم هذا يشكل فرصة جيدة للبحث عن المشتركات التي توحد السودانين وتوقف القتال الدائر منذ 15 ابريل أولاً وتضع حداً للحروب المستمرة منذ خروج المستعمر.

إن سياسة الإستئثار بالسلطة والثروة من قبل مجموعة عرقية ودينية وثقافية ولغوية محددة والإصرار على فرض الأحادية الثقافية التي تمثلها تلك المجموعة، والتكاسل المتعمد عن رفض سياسات الإقصاء والإستبعاد للمجموعات السودانية الأخرى، سوف لن يساعدنا على معالجة إشكال الهوية الوطنية، والتهميش، فلابد أن نعترف بتنوعنا ونحسن إدارته بعدالة ومساواة ونقر بهويتنا السودانوية في ظل الوحدة الطوعية.

كما أن إصرار النخب العسكرية وبعض التنظيمات السياسية والمدنية على خلط الدين بالدولة وتسييس الدين قد أزم المشكلة السودانية وجعل من الدين طرف أساسي في الصراع السياسي في السودان، لذا تم إعلان الجهاد ضد شعوب جبال النوبة والفونج وجنوب السودان سابقاً، وشرعت قوانين وصممت مناهج تعليمية تتماشى مع دين وثقافة الدولة الإسلامية والعربية وبالتالي إنعدمت المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان في ظل تلك الدولة الدينية والعرقية. ومن أجل التأسيس الصحيح للدولة السودانية لا بد أن تكون الدولة علمانية في طبيعتها وغير منحازة لأي مجموعة بسبب العرق او الدين او اللون او اللغة او الثقافة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأديان والملل والطوائف الدينية، بإعتبار أن الدولة مجال عام والدين مجال خاص.

السادة المؤتمرون:

إن إنعقاد مؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” اليوم يشكل الأساس والنهج الصحيح في ترسيخ مبادئ الديمقراطية التي تجعلها تقف على أرضية صلبة مع غيرها من القوى الثورية والديمقراطية التي تسعى لإنجاز التحول الديمقراطي الذي يحترم إرادة الشعوب وسيادتها، ويحل المشاكل التي تقود للحروب المستمرة وتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام ويلغي مشروعية العنف والغلبة ويقر مشروعية العقد الإجتماعي الذي يقود لصناعة دستور دائم يرتكز على مبادئ فوق دستورية تضع إطار ثابت لنظام الدولة يجاوب على أسئلة من نحن؟ وكيف يحكم السودان؟.

إننا في الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال نؤكد إلتزامنا التام بما إتفقنا عليه مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” في إعلان نيروبي بتاريخ 18 مايو 2024م وسنعمل معاً لمواجهة كل المخاطر التي تهدد السودان وإيجاد الحلول المستدامة التي لا تسمح بإستمرار اوعودة دولة التمييز العرقي والديني.

كما نؤكد إلتزامنا بالقانون الدولى الانسانى ونجدد موقفنا الثابت بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كل أقاليم السودان دون تمييز، وسنعمل بمسئولية من أجل إزالة كافة المعوقات امام العون الانسانى والسماح به عبر دول الجوار وعبر خطوط المواجهة وتوفير الحماية لكل العاملين في الحقل الانسانى من منظمات دولية ومحلية،
إن المبادئ المتفق عليها في الإعلان تعبر عن إرادة جماهير الحركة الشعبية والشعوب المهمشة في الغرب والجنوب والشرق والشمال والوسط ووجدت إشادة وقبول عريض من المواطن السوداني البسيط الذي يتطلع للعيش بكرامة في وطنه، وهذا يضعنا معاً أمام مسؤولية تاريخية لإنجاز تطلعاته من خلال هذا المؤتمر الذي نأمل ان يشكل منصة للإنطلاق نحو التأسيس الصحيح للدولة السودانية.

وفي الختام، نجدد شكرنا لقيادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لدعوتنا لحضور فعاليات هذا المؤتمر والذي بالتأكيد سيخرج بمخرجات تعالج قضايا التأسيس وتقدم أولوية الوحدة الطوعية في دولة علمانية ديمقراطية تعددية لامركزية قائمة على الحرية والعدالة والمساواة.

النضال مستمر والنصر أكيد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.