فجر جديد في السودان: رحلة نحو جيش جديد بعد اتفاق الحلو وعبد الواحد”

بقلم عمار نجم الدين.

 

في لحظة تاريخية مفصلية، تم توقيع اتفاق الحلو وعبد الواحد، وهو خطوة جريئة وحاسمة نحو تأسيس جيش جديد ومنظومة أمنية جديدة في السودان. هذا الاتفاق يمثل نهاية لحقبة من الظلم والقهر التي مر بها الشعب السوداني لسنوات طويلة، وبداية لصفحة جديدة تحمل في طياتها الأمل والتغيير.
لقد كان جيش السودان، المعروف سابقا بـ”قوة دفاع السودان”، ثم قوات الشعب المسلحة عاملاً رئيسياً في تثبيت نظام قمعي وعنصري، يشبه بشكل مروع أنظمة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. تحت حكمه، تعرض الشعب السوداني خاصة في الهامش لأبشع أنواع الانتهاكات والجرائم، من قتل وتعذيب إلى اغتصاب النساء وحرق البيوت وأصحابها أحياء فيها. وكان هذا الجيش، بدلا من حماية الناس والدفاع عن البلاد، يستخدم سلاحه ضد شعبه بلا رحمة، في آخر خمسة وثلاثين عاما من توحش الجيش السوداني ودولته التي يحرسها ولم يوجّه الجيش السوداني أي جيش الدولة المركزية يوما سلاحه ضد عدو خارجي أو مستعمر لأراضيه التي تتآكل من أطرافها، بل ظل يوجّه دائما آلاته العسكرية إلى صدور المواطنين السودانيين، وأثبتت مؤسسة الجيش فشلها، وأنها كما ظللنا نوصفها دائماً.
مؤسسة مجرمة عنصرية، وفاشلة حتى في استعمال أسلحتها، ووضح جليا ذلك بعد انهيارها أمام صنيعتها قوات الدعم السريع وفرار ضباطها أمام منظومة هم الذين أنشأوها فخرجت عليهم، وأخرجت ٧٠٪ ؜ من أياديهم المساحة التي كانوا يسيطرون عليها، وأخرجت موارد الدولة الأساسية من أيديهم النفط والصمغ العربي والزراعة، وأصبحت تحبسها عنهم منظومة الدعم السريع التي خرجت من رحمهم.
ومع إعلان اتفاق الحلو وعبد الواحد في كينيا، يشرق فجر جديد على السودان. فهذا الاتفاق يعلن نهاية لهيمنة القمع والتوحش، ويفتح الباب أمام بناء جيش جديد يكون حامياً للشعب والوطن، ويعتبر شريكاً في بناء مستقبل مزدهر للسودان.
إن توقيع هذا الاتفاق يعني أنهم قد توصلوا إلى فهم مشترك بأن إصلاح النظام القديم الفاسد لا يمكن أن يكون كافياً، وأنه من الضروري بناء نظام جديد يستند إلى مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. يجب علينا جميعاً دعم هذا الاتفاق والعمل معًا من أجل تحقيق التغيير الحقيقي والبناء الشامل لمستقبل أفضل للسودان.
إنه وقت التفاؤل والتصديق بأن السودان يمر بتحول تاريخي مهم، وأن الشعب السوداني يستحق العيش في حرية وكرامة. إذا تمكننا من تحويل هذه اللحظة إلى نقطة تحول حقيقية، سنرى بالتأكيد نتائج إيجابية.
لنتذكر دائمًا أن القوة الحقيقية لأي دولة تكمن في شعبها، وأن الوحدة والتضامن هما السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
إن اتفاق الحلو وعبد الواحد هو بداية النهاية لعهد الظلم والقمع للسودانيين جميعاً ، وهو بداية لفجر جديد ونهاية دولة الظلم التاريخيّ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.