كيف نقضي على فيروس الثقافة الإستعلائية؟.

بقلم✍️/موسى بشرى محمود

 

مما لاشك فيه أن فيروس الثقافة الإستعلائية المؤسسة على الإستعلاء «العرقي،الديني،التعصب اللغوي،الإنتماء الجغرافي،التمايز الطبقي،النظرة الإستعلائية للآخر، الإيمان بفلسفة الأنا وعدم المصالحة مع الذات وأليات المحاصصات التي تستخدم لتسلق وظائف القطاع العام والخاص وإختزالها في حيز جغرافي معين! بدون إتباع معايير وظيفية محددة…الخ» وغيرها من الأدوات الممارسة من قبل المجموعة النخبوية ذات الثقافة الاحادية والعقلية المتحجرة«fixed mindset» من بيدها «ملكوت السلطة والثروة»التي سخرتها وإختزلتها لمحو الآخر من الوجود وعدم الإعتراف بأحقيته في الحياة بسياسات موضوعة سلفا في أروقة «حكومة الظل» التي تعمل «بالخفاءمن وراء حجاب» ليل نهار لتصنيف وتحديد درجات إستحقاق المواطنة السودانية «citizenship classification»

لترفع وتعلي شأن من تشاء وتحد من كرامة ودرجة من تشاء – تشكل مشكلات السودان المتجذرة.

 

والحمدلله أننا عشنا ورأينا بأم أعيننا هذه الممارسات عمليا حتى لا يكون “تاريخا” نحكيه لنشير في الآخر إلى مصدر تلك المعلومة التي قد تكون عرضة لعوامل التحريف كالتزييف، الحذف، الإضافة – أو أي أداة أخرى!.

 

ما أوردته يمثل فقط قطرة ماء في محيط«المسكوت عنه» ودائما ما نهرب إلى الأمام ونغض الطرف عن مواجهة الحقائق ونحاول دفن رؤوسنا في الرمال التي لاتجدي نفعا، بل تجعلنا في حالة من السكون والجمود اللا-منتهي!.

 

مشكلة السودان كبيرة وليست وليدة اللحظة لذلك هو مرض عضال ربما يحتاج إلى بتر بعض أجزاء السرطان الخبيث فيه ليتعافى باقي الجسم، لذلك المخرج المنطقي يكمن في التشخيص السليم لإجراء العملية الجراحية الناجحة بقيادة كوكبة من الإستشاريين على درجة عالية من التطور المعرفي والخبراتي في دنيا الطب ليعطونا وصفة طبية مع المزيد من المتابعة الدورية حتى التأكد من التعافي«recovery» وعندها نبدأ حياة صحية بنشاط جديد وإلا فالمرض سيستحوذ على كافة أجزاء الجسم ويصبح علاجه الوحيد هو الموت وبذلك ينتفي غرض الإنتفاع من الحياة!

 

رسالة أخيرة!

 

هذه رسالة للعاقلين والتواقين لبناء سودان جديد لا يستثنى فيه أحد والكل يرى نفسه في مرآته ويتحقق فيه مدلولات رائعة شاعر الشعب محجوب شريف التىي تغنى بها العملاق/محمد عثمان حسن وردي:

 

وطن ﺑﺎﻟﻔﻴﻬﻮ ﻧﺘﺴﺎﻭﻯ

ﻧﺤﻠﻢ ﻧﻘﺮﺍأ ﻧﺘﺪﺍﻭﻯ

ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻛﻬﺮﺑﺎء ﻭﻣﻮية

ﺗﺤﺘﻨﺎ الظلمة ﺗﺘﻬﺎﻭﻯ

ﻧﺨﺖّ ﺍﻟﻔﺠﺮِ ﻃﺎﻗﻴّﺔ

ﻭﺗﻄﻠﻊ ﺷﻤﺲ ﻣﻘﻬﻮﺭة

ﺑﺨﻂ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻤﻬﻮﺭة

ﺗﺨﻠﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺒﻬﻮﺭة

ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺷﻌﺒﻴّﺔ

 

«نواصل في حلقات قادمة»

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.