ثورة الزنج و علاقتها بمستعربي السودان من الشمال حتى دارفور و كردفان ١-٣
بقلم / عمار نجم الدين
قام العرب خلال حضارتهم باسترقاق ما يقرب من العشرون مليون من البشر يزيد او يقل وفق المؤرخون في عهد الدولة العباسية و الاموية تم خطف المواطنين الافارقة من دول وسط وشرق افريقيا السودان و اثيوبيا و ارتريا وكينيا و يوغندا و تنزانيا و الصومال ليعملوا في أراضي الدولة العربية الاسلامية الواسعة في رعي الابل و المواشي و جُلب عشرات الالاف منهم ليعملوا في العراق في منطقة البصرة و الاهواز و غرب الفرات في ظروف لا إنسانية لنظافة الأراضي و تجهيزها للزراعة و إزالة السباخ ( الملح) من على وجه الأرض و أيضا فرز الملح من الاوساخ لبيعه لصالح أصحاب الأرض .
و طيلة سنوات ظل هولاء العبيد الذين يطلق عليهم الزنج يعيشون في ظروف لا إنسانية معزولين من المجتمع باعتبارهم عبيد وكانوا لا يجيدون اللغة العربية نسبة للعزلة و انهاكهم بالاعمال الشاقة تحت وكلاء لا يرحمون ولم يكن لهم أي دخل من هذا العمل الشاق الا قليل من التمر و قبضة من الدخن في اليوم الواحد .استمر هذا الوضع السيئ لعقود حتى عهد الخليفة . العباسي المعتضد .
قائد ثورة الزِنج
قام رجل ينتسب الى سيدنا على ابن ابي طالب اسمه محمد بن على وكان محمد بليغا في اللغة العربية و الشعر و علم الفلك و الفلسفة و كان شاعرا في بلاط الخليفة ولكن عندما تقرب من هولاء تاثر بحياتهم و ما هم فيه من سؤ عيش و ظلم فاصبح يخاطبهم و يتحدث معهم حتي استطاع ان ان يجعلهم ينتظمون في ثورة ضد الظلم و العبودية كان هو قائدها ضد الدولة العباسية استمرت هذه الثورة منذ العام ٢٥٥ هـ حتى العام٢٧٠ هـ استطاعت الثورة ان تنتصر بقيادة محمد بن على ومعه الزنج و كونوا دولتهم و كانت مدينة ( المختارة) جنوب البصرة عاصمتها وحدودها جنوب البصرة على طول ساحل الخليج العربي قد شملت دولة الكويت و البحرين حاليا والأحساء والقطيف ودولة قطر و استقطبت تلك الدولة الثورية عدد كبير جدا من الزنج و فقراء العراق في كل تلك المنطقة الشاسعة ولم يستطع الخليفة العباسي المعتمد هزيمتها لسنوات وكانت اكبر ثورة اجتماعية في ابان الدولة العباسية بل هددت عاصمتهم بغداد وطرقت على أبوابها مما جعل الخليفة يخاف على ملكه ان يذهب و ينقرض فهم لم يهزموا و لو في معركة و اقتسموا معه الدنيا وكانوا مقاتلين اشداء نسبة لقساوة حياتهم السابقة سواء في الزراعة في جنوب العراق او رعي الابل في صحراء الخليج العربي و استطاعوا هزيمة اخ الخليفة الموفق .
النهاية استعان الخليفة بقائد مملوكي من ابن طولون في مصر يسمى لولؤة وهو أيضا من الزنوج المماليك ينتمي الى النوبيين) استطاع هذا القائد هزيمتهم وضربهم بقوة وقتل قائدهم على بن محمد و ابنه انكلاي سليمان و تم هزيمتهم بعد ثورة استمرة لعشرون عاما منها ١٤ عاما في دولة مستقرة و يقول المؤرخون ان عدد القتلى في تلك الحرب تجاوز النصف مليون قتيل و قد سيق الاحياء من الزنج الي مصر و تم ارجاعهم الى افريقيا شرق و وسط افريقيا السودان وتنزانيا و كينيا واغندا و رجعوا هذه المرة و هم فقط يعرفون اللغة العربية و سكنوا في بلادهم مرة اخرى ورجعوا الي مساكنهم في شرق ووسط القارة و هولاء هم عرب السودان في شمال السودان منهم خلق كثير و عرب دارفور و كردفان فنحن نري ان حافظوا علي سحناتهم الافريقية التي لا تشبه اي من العرب وايضا فقدوا لغاتهم الاصلية مع احتفاظهم باللغة العربية الهجين و قد ذكر الصادق المهدي في قناة الجزيرة قبل عدة أعوام انهم جاءوا السودان في عهد الدولة العباسية بعد ان غضب عليهم هارون الرشيد و لكن عودة اجداد الصادق المهدي نعتقد انها كانت فعلا في العهد العباسي و لكن بعد ثورة الزنج وسكن اجداده في المناطق النوبية وذلك لان بعد قيادات الزنج كانت اصولهم نوبية فقد استقروا بتلك النواحي من دنقلا واستقر اخرين في دارفور ( عرب دارفور و كردفان ) وكان ذلك بعد هزيمة ثورة الزنج في عهد الدولة العباسية فهم افارقة وليسلوا من العرب شيء الا لغة عربية لغة اهل السودان و لعله للقهر الذي حدث لهم من قبل العرب و الاضطهاد جعلهم يحاولوا ينتسبوا الى القاهر و يحاولون الانتماء الى العروبة عبر انساب ليست حقيقية وينسبون انفسهم مرة الى العباس و مرة الى الفضل ومرة الى علي بن ابي طالب ومره البرامكة وما هم الا بنائنا الافارقة تم خطفهم منا ورجعوا بعد ثورة شجاعة وقوية ضد من خطفهم من العرب الذين لا يشبهون ابنائنا في شئ من ملامحهم هولاء .
ارجاع الامريكان الى افريقيا
هنالك مثال حدث في تسعينيات القرن الماضي عندما قام المواطنيين السود الامريكيين الذين رجعوا من الولايات المتحدة الى ليبريا موطنهم الأصلي نعم فقدوا لغاتهم وجزء من ثقافتهم ولكن عادوا الي أحضان قارتهم الفتية أحرارا شجعان و كذلك عرب كردفان و دارفور وكثير من عرب شمال
السودان هذا المقال لا ينفي وجود هجرات عربية الى السودان ولكنها كانت قليلة عبر التجارة و ليس هجرات استعمار استيطاني و يعترف