مليشيات الجنجويد تحتجز الشباب بمنطقة (لادار).
إحتجزت قوات الدعم السريع في الإسبوع الماضي مجموعة من المواطنين الأبرياء في منطقتي: (لادار وألبان جديد) بولاية غرب دارفور – الجنينة. جاء ذلك عقب المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة (أردمتا) بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، والأحداث التي تلتها بعد ذلك.
إستهدفت مليشيا الدعم السريع المدنيين العزل بدواعي أثنية وعرقية طالبوا فيها بدفع مبالغ مالية ضخمة مقابل إطلاق سراحهم.
بالطبع أن هؤلاء الرهائن كانوا من ضمن الفارين من الصراع الدائر في مدينة الجنينة بسبب المعارك بين القوات المسلحة والدعم السريع للبحث عن ملاذ آمن. لكن الأمر حال دون ذلك، تم القبض عليهم وزجهم في سجون (السرية) بطريقة وحشية – يبلغ عددهم (25) شخص حسب معلومات أحد مصادرنا – حيث قال: (هؤلاء المحتجزين من بينهم أطفال ونساء وسبعة مصابين بجروح خطيرة جراء تلك الأحداث ويعيشون في حالات صحية حرجة دون أي علاج، ويعاملون معاملة قاسية ويواجهون البطش والتعذيب والإهانة وإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان). ومع كل ذلك فإن الجنجويد يطالبون بمبالغ مالية تعجيزية من أسر الرهائن مقابل إطلاق سراحهم.
هذه الممارسات الفظيعة ظلت تطبق على إنسان دارفور المغلوب علي أمره لكونه يخلتف عنهم إثنياً وثقافيا .. إلخ .. فقط لا أكثر بهدف تدمير كرامته وإنسانيته التي خلقه الله عليها كسائر البشر، ثم تحويله كسلعة متبادلة تباع وتشترى بين الجنجويد وأسر الأسري وهذه العمليات لم تكون وليدة الصدفة، بل إنفاذاً لما تم تخطيطه من قبل وما تنطق به أفواه الجنجويد من أحاديث وشتائم عنصرية نتنة (نواب، نوبة، أمباي، وعبيد.. إلخ). هذا ما يفسر أفعالهم الشنيعة تجاه المواطنين الأبرياء العزل.
ما يحدث من جرائم بشعة في أقليم دارفور – وبصمت تام – هي أحدى الشواهد الدامغة. لقد ترك الإقليم وكأنه خارج السودان، وخارج نطاق القوانين الدولية. أعني بذلك (لا حاسب ولا محسوب).حيث صارت العلاقة بين الجنجويد والمواطن الدارفوري علاقة ملكية. أي بشر يمتلك بشر كمورد له يباع ويشتري.
نحن اليوم نشعر كأنما رجعنا للعصور المظلمة عصر العبودية (عصر تجارة الرقيق والإسترقاق) الذي شهده التاريخ السوداني.
إن ما يجري في إقليم دارفور ولاسيما في ولاية غرب دارفور – مشهد لم يسبق له مثيل على الإطلاق.