ما بين ديمقراطية الجنرال “حميدتي” وكنكشة الجنرال “البرهان” بكرسي السيادي.

مقبول الأمين (كوكامي).

 

تحية فخر و إعزاز للشعب السوداني الصامد تحت نيران جبروت الأنظمة الحاكمة بمركز السلطة في الخرطوم منذ نشأة الدولة السودانية ولا يزال يعاني من ويلات الحرب والدمار والنزوح والتشرد في مدن الدول المجاورة وشتات الدول الأخرى الإفريقية والأوربية.

القراء الأماجد: تحية طيبة وفرصة جيدة عبركم للغوص وتحليل الوضع السياسي الراهن والمعقد جدآ في الدولة السودانية مما أسفر عن حرب لا رابح فيها إلا أصحاب الإمتيازات، وكما وصفتها من قبل بأنها (حرب عبثية) لأنها لا يجني ثمارها الشعب السوداني المثابر، لذلك علينا أن نتلمس أسباب الحرب الدائرة من قبل الأطراف المتحاربة اذا إفترضنا جدلآ بان الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) رفع السلاح من أجل الإتيان بالديمقراطية للشعب السوداني وهو في الأساس ليس بديمقراطيآ و نعلم خلفيته التاريخية تمامآ، إذآ من اي فضاء ديمقراطي سوف يأتي بالديمقراطية وما هي الآلية المناسبة والتي عبرها سوف يأتي بها بالديمقراطية – هل رفع السلاح، أي الحرب؟ بكل تاكيد تقديرات خاطئة والحرب الدائرة لن تأتي بالديمقراطية بل جلبت المزيد من الدمار والتشرد والنزوح، وحتمآ سوف تفضي لمفاوضات سلام عبرها تتم تسوية قضايا العلاقة بين الجنرالين المتحاربين.

أما الجنرال البرهان ليس لديه أي دوافع موضوعية تقوده للدخول في مثل هذا الصراع أي الحرب الدائرة حاليآ، لكن  بتعنته وكنكشته بكرسي المجلس السيادي أكد بلا شك للشعب السوداني والمجتمع الاقليمي والدولي بأن دوافعه كانت سبب أساسي لقيام الصراع وبكل أمانة  إذا كان هنالك دوافع إيجابية من قيادة الجيش وتم تسليم السلطة للمجلس السيادي المدني المتفق عليه في الوثيقة الدستورية قبل تعديلها والإنقلاب عليها لما كنت قد وصلنا لهذه المرحلة العصيبة التى نحن فيها الآن.

في الختام: يبقى المحك الحقيقي والسؤال الذي يجب الإجابة عليه من قبل كل حريص على بقاء الدولة السودانية:

ماذا نحن فاعلون لإيقاف الحرب الدائرة وسد الفراغ الدستوري والحكومي في الدولة السودانية؟.

على كل القوى السياسية المدنية وقوة الكفاح المسلح وشباب الثورة ولجان المقاومة وضع برامج ومشاريع عاجلة لإيقاف الحرب بين المتحاربين كالمبادرات.  وهنا نثمن الجهود المبذولة من قبل دولة جنوب السودان ومبادرتها وكذلك مبادرة جدة وأسمرا – فجميعها مساعي إقليمية و دولية لإنها الحرب الدائر وكذلك مبادرة وحدة القوى المدنية الديمقراطية باديس أبابا، أكيد مثل هذه المبادرات سوف تسفر عنها حلول لإيقاف الحرب وإستعادة المسار الديمقراطي والسعي لسد الفراغ الدستوري و تشكيل حكومة الفترة الانتقالية(حكومة الأمر الواقع) لمواصلة تحقيق شعار الثورة (حرية – سلام وعدالة).

ولكن الأهم من ذلك هو إنهاء الحروب في السودان بصورة نهائية بمخاطبة جذور أزمات السودان.

القوى السياسية السودانية أضاعت العديد من الفرص من قبل، وأرجو أن يكونوا قد إستوعبوا الدرس بعد حرب 15 أبريل.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.