مشاهدات من الإنتهاكات والجرائم بجبال النوبة في الحرب الأولى: (1984-2005).
بقلم: النور كوة مكي
(الحلقة الثالثة)
(نحن كادقلي).
في الحقيقة نقلت تجربتي الشخصية عما جرى طيلة فترة إعتقالي سنة كاملة داخل حامية كادقلي وبالتأكيد هنالك آلاف الجرائم التي أرتكبت هنا وهناك أطال الله عمري وأجل مماتي رغم أنف المتعطشين لسحقها.
كنت أتساءل ما الذي أبقاني حيا وأنا أتوسط آلاف الضحايا. ما الذي أبقاني حياً وسيئي السمعة يعتبون علي أرجلي كل صباح وكل ليلة.
العبرة نجدها في فتية أهل الكهف. (نحن نقص عليك نبأهم بالحق، إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).
والله هو القاصي على نبيه ولو إنهم إستمروا في نومهم لم يحصل الإطلاع على شيئ من قصتهم.
هذه هي سنة الحياة، إن لكل تاريخ قاص مهما حرص القتلة وقسوا وأبادوا – هناك ناجي وهنالك قاص.
ماذا قال الآخرون عن (نحن كادقلي). الناجون والهاربون وهنا أنقل حوارات الناجين في ذلك الزمان :
Facing Genocide The Nuba Of Sudan.
هارون إدريس كافي – أحد أعضاء البرلمان القومي ممثلا لدائرة كادقلي – زار دائرته في أغسطس 1988 للتحقيق في شكاوي تتعلق بالإعتقالات والإختفاءات الغامضة. تم إعتقاله و (38) آخرين من النوبة المتعلمين بما في ذلك موظفين حكوميين ومسؤولين وممرضين ولاعبي كرة قدم.
الحكومة لم تقل أي شيء في مواجهة تلك الإتهامات رغم تمتع النائب هارون إدريس كافي بالحصانة البرلمانية.
وعندما تحدى إتحاد الأحزاب السودانية الأفريقية (يوساب) رئيس الوزراء الصادق المهدي – كان الرد إن النائب البرلماني (هارون إدريس) متورط في أعمال تخريب ضد الدولة.
وإستمر التحقيق عشرة أشهر ولم يتوقف إلا بعد الإطاحة برئيس الوزراء. الحصانة البرلمانية تم رفعها بعد شهرين من إعتقاله، وقضى معظم فترة إعتقالهم بالمقر العسكري (حامية كادقلي).
نواصل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.