مشاهدات من الإنتهاكات والجرائم بجبال النوبة في الحرب الأولى: (1984-2005).
✍️النور كوة مكي
(الحلقة الأولى)
إعتدت أن أكتب ما رأيته فى المعتقل. وما سمعته بعد ذلك عند خروجي من قوانتانامو الجبال لإكمال الصورة. ولكني هنا واليوم أقدم لكم الرواية الحقيقية من أحد الناجين وهو المك/ضيفان أرنو كبي إبن زعيم أطورو الشيخ/ هابيل أريا يتكلم عن تجربته وقد وصفته فى كتاباتي ب(بعاتي) خور العفن. وهو الخور الذي يتم فيه تنفيذ الإعدامات خارج القانون.
إلى مضابط الحوار:
في يوليو 1988 تمت دعوة العديد من المشايخ والعمد في جبال النوبة لعقد مؤتمر في كادقلي. عندما تم إستدعائنا كنا خائفين. لقد جاء الجيش الشعبي لتحرير السودان بيننا. وكنا نخبئ الجيش الشعبي في منطقتنا. وكان الحاكم عبد الرسول النور قد حذرنا من انه سيتعامل مع أي شخص لديه الجيش الشعبي لتحرير السودان في منطقته. لقد سئمنا بالفعل من معاملة الحكومة لنا وكان بعض المشايخ قد قتلوا بالفعل في ذلك العام.
لقد قتلوا:
الشيخ/ هابيل اريا
الشيخ/ آدم خضر
الشيخ/ أمشير أمباشو
وشيوخ آخرين لا أستطيع تذكر أسمائهم.
ولقد تم حرق قريتين من قرانا (كلبو وشوري).
ذهبنا 36 شيخاً وعمدة ومعلم واحد كانوا من جميع أنحاء جبال النوبة
12 من كادقلي نفسها كنا 7 من أطورو 3 منهم من رشاد ودلامي، 2 من شات الصفية. لم يكن هناك سوي واحد من المورو حيث كان شعب المورو متشككاً للغاية من الدعوة. وكان آخرون من عبري ومناطق أخري.
ذهبت أيضاً ببعض الأموال لشراء بعض السلع لمتجري أثناء وجودي هناك.
ولكن تم القبض علينا جميعاً ونقلنا إلى المعتقل بالحامية. أخذوا مني مبلغ 46 ألف جنيه. والملابس والبطاطين والساعات وغيرها من الأشياء التي إشتريتها لمتجري.
قضيت 59 يوماً بمعتقل الجيش وكان العقيد أحمد خميس هو المسؤول عن إستجوابنا وهنالك أحد المسؤولين الآخرين وهو الشيخ/ إسماعيل جانا – كان شيخ قرية دبي لكنه أصبح مخبراً للحكومة في كادقلي.
أثناء وجودنا فى المعتقل تم إخراج البعض منا ليلاً وقتلهم، ثم أخذت مجموعة أخرى من 17 شخصاً.
مجموعتنا كانت المجموعة الثانية وعددها ستة تم نقلنا إلى مكان بالقرب من كاتشا (خور العفن) فى حوالي الساعة 11 مساء من قبل مجموعة من الجنود.
تم تقييدنا وتقييد أيدينا إلى الخلف وإصطفينا وظهورنا أمام الجنود كانوا قريبين علي بعد حوالي عشرة أمتار وكان أحمد خميس مشرفاً علي العملية.
ثم أطلقوا النار علينا فورا (تا تا تا تا تا تا) بالبنادق الأوتوماتيكية. لقد اصبت هنا (في مؤخرة الرأس) وخرجت الرصاصة من هنا (من خلال الفك) لقد سقطت على وجهي، كان وجهي مليئا بالدماء. لقد سقطت ولكني لم أموت. كنت أعرف إنني اذا قمت بأي تحرك سوف يأتون ويقضون علي.
سمعت العديد من الطلقات وهم يتجولون ويقضون علي الآخرين. كنت أسمع إطلاق النار الأخير تظاهرت بالموت جاء الجنود وركلوني وأمسكت عن التنفس بكل ما إستطيع وتظاهرت بالموت. قال أحدهم هذا لم يمت بعد وقال الآخر دعنا نتركه فقد مات ولم يقتنع زميله الأول وأطلق علي النار من مسدسه. لقد سقطت على وجهي بالجانب الأيسر. الذي أطلق علي النار شخصيا هو أحمد القديل وهو نصف شوابنة ونصف عربي.
نواصل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.