بعد ستة أسابيع من القِتال في العاصمة السُّودانية (الخرطوم) – قتلَى وجرحَى .. نزوح ولجوء مئات الآلاف، دمار ونهب المنازل والمؤسَّسات والأسواق

 

الخرطوم: splmn.net

تقرير: شمسون يوحنا

إندلعت الحرب الدائرة حالياً في السُّودان بين القوات المُسلَّحة السُّودانية وقوات الدَّعم السريع في صباح السبت الخامس عشر من أبريل 2023، هذه الحرب التي فاجأت جميع السُّودانين رغم التوقُّعات بإندلاعها في أي وقت نتيجة للشُحنات المتواصلة والتعبئة المُستمِرَّة بين الطرفين. أكثر المُتشائِمين توقَّعوا أن تنتهي بعد إسبوع أو إسبوعين، ولكننا الآن في الأسبوع السادس ولا زالت الإشتباكات مُستمِرَّة رغم توقيع عِدَّة (إتفاقيات هُدنة للأغراض الإنسانية) – آخرها الهُدنة القصيرة الحالية (مدة إسبوع) والتي دخلت حيز التنفيذ منذ الأمس – ولكن لا زالت المعارك مُستمِرَّة. خلَّفت هذه الحرب خسائر مهولة لا يمكن حصرها إلَّا بعد أن تضع أوزارها.

نهب وتدمير المنازل والمؤسَّسات :

شهدت ولاية الخرطوم دمار ونهب وسرقة العشرات من المؤسَّسات والمئات من المنازل منذ بداية القتال، حيث أصبحت معظم الأحياء خالية من السُّكان بسب فرار أصحابها بحثاً عن الأمن والحماية – خاصةً تلك الأحياء القريبة من مواقع المعارك – وكذلك الحال في المؤسَّسات، وقالت وزارة التعليم العالي والبحث العِلمي في بيان لها إن المعارك التي تدور في الخرطوم دمَّرت عدد من مؤسَّسات التعليم العالي بصورة مُمنهجة خلال الأيام الماضية حيث تم حرق مبنَى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإتلاف عدد كبير من المؤسَّساتها الحكومية والأهلية مما جعلها عرضة للسرقة والنهب، حيث طال الحريق مركز البروفيسور/ محمد عمر بشير بجامعة أم درمان الأهلية، وهو مركز يحوي العديد من الكُتب القيمة والبحوث العلمية والوثائق والمراجع.

كسر البنوك ونهبها :

فيما قال إتحاد المصارف السُّودانية: إن العديد من أفرع البنوك في العاصمة السُّودانية بالإضافة إلى بعض الولايات، تعرَّضت لعمليات النهب بعد أن قام مُسلَّحون بكسر أقفالها، حيث بلغت عددها أكثر من (25) فرعاً، وأدان الإتحاد في بيان له هذا العمل ودعا جهات الإختصاص لحماية رئاسات وفروع البنوك بولاية الخرطوم وكل ولايات السُّودان حتى تستمر البنوك في القيام بدورها في خدمة الجمهور والاقتصاد الوطني، وأكَّد البيان إن رؤساء المصارف يسعون لإستعادة الخدمات المصرفية بولاية الخرطوم حال توفُّر الظروف المواتية، وطمأن الإتحاد العُملاء على توفُّر معلوماتهم المالية. كما تم – بحسب بعد المصادر – مُهاجمة ونهب (محاكم الفساد والمال العام) بعدد من المناطق بما في ذلك محاكم يُقال إن بها عدد من قضايا الفساد الكبيرة والمُتَّهمون فيها عناصر من النظام البائد مثل: علي عثمان محمد طه، عبد الرحمن الخضر، وزوجة عمر البشير “وداد بابكر” .. وآخرين.

توقُّف شبكات الإتصال :

من ناحية أُخرى تأثَّرت شبكة الإتصالات بالمعارك والقصف المُتبادل بين طرفي الصراع حيث توقَّفت شبكات الإتصال وأبراج التقوية نسبة لضرب بعضها وإنقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود لتشغيل المولِّدات التي تُغذِّي الأبراج، وتسبَّبت هذه الأعطال في حجب الإتصال عن غالبية المُشتركين وخروج البعض عن الخدمة تماماً سواء خدمة الأنترنت أو الإتصالات، وقد أدَّى ذلك الإنقطاع لحرمان التواصل بين السُّودانيين في الداخل والخارج، وشهدت الأيام الأخيرة عودة تدريجية لخدمة الأنترنت والإتصالات بينما لا زالت متوقِّفة وضعيفة في بعض الولايات. وبتاريخ 22 مايو 2023 نشرت لجنة تكوين نقابة المُهنّدِسين نشرة صحفية قالت فيها: (إن الإشتباكات بين طرفي الصراع في نيالا أثَّرت على مبنَى “سوداتل” الرئيسي المُجاوِر للسوق حيث قضى الحريق على أجهزة الإتصالات والبُرج وعدد من عربات الشركة والمواد البترولية .. وبهذا الحريق تفقد دارفور أهم مُشغِل إتصالات الهاتف الجوال والشبكة الثابتة والتي تربط المؤسَّسات والبنوك بولايات دارفور الخمسة). وأضافت: (إن فرق طواريء سوداتل تُحاول إستعادة الخدمات وصيانة أضرار الشبكة).

إعتداء على الصحفيين والمؤسَّسات الإعلامية :

قالت نقابة الصحفيين السُّودانيين إنه ومنذ إندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي توقَّفت الغالبية العُظمى من وسائل الإعلام ممَّا شرَّد جزء كبير من الصحفيين، وغيَّبت الحقيقة عن المواطنين، فيما يعيش العديد من العاملين في مجال الإعلام في ظروف صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثاً عن الحقيقة وسط القتال، وأشارت النقابة إلى رصدها العديد من الإنتهاكات تجاه الصحفيين والصحفيات ممَّا مثَّل تهديداً لحياتِهم وسلامتهم وتضييقاً على حرية الإعلام.
وأكَّد البيان قصف عدد من مكاتب غرف الأخبار وسط الخرطوم، فيما ظلَّ العشرات من الصحفيين عالقين في أماكن عملهم التي كانت تقع في خطوط النيران إلى أن تم إجلاءهم بواسطة الصليب الأحمر بتاريخ 23 أبريل 2023، ونوَّه إلى تعرُّض بعض الصحفيين لإنتهاكات وقمع أثناء تغطيتهم للإشتباكات، بينما تعرَّض البعض لتهديدات بالتصفية من قبل طرفي النزاع نتيجة لنقلهم الأخبار والمعلومات .
وطالبت النقابة قوات الدعم السريع بالخروج الفوري من مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. وأضافت: (نرفض تحويل المؤسَّسات الإعلامية ميداناً للمعارك العسكرية).
وأدانت النقابة إقتحام إستديوهات إذاعة (هلا – 96) من قبل قوات الدعم السريع، وطالبتها بالإنسحاب الفوري. ووصفت إستهداف المؤسَّسات الإعلامية بأنه إنتهاك صارخ لحرية الصحافة والتعبير في السُّودان.

موت حيوانات نادرة بمتحف التاريخ الطبيعي :

أعلنت الدكتورة/ سارة عبد الله – مُديرة متحف التاريخ الطبيعي بكلية العلوم – جامعة الخرطوم، موت الزواحف والحيوانات البرية النادرة جوعاً وعطشاً في المتحف.
وأكَّدت في صفحتها على الفيسبوك فشل كل الجهود لإنقاذ الحيوانات الحيَّة الموجودة بالمتحف ومن بينها أنواع نادرة لا توجد بالبرية حالياً.

توقُّف خدمات الكهرباء والمياه :

عاشت معظم أحياء الخرطوم ظلاماً دامساً منذ بداية الصراع نتيجة لخروج بعض محطات الكهرباء من الخدمة، حيث إنعكس إنقطاع الكهرباء سلباً على قطاع المياه وتوقَّفت المواسير بصورة نهائية خاصةً في الأحياء التي تعتمد في مصادرها على الآبار الجوفية والتي تعمل بالمولِّدات الكهربائية، وبذل مهنّدسي الكهرباء جُهداً كبيراً في إصلاح الأعطال ممَّا أدَّى إلى عودة الكهرباء في بعض الأحياء، بينما مازالت قاطعة في أحياء أُخرَى.
بينما توقَّفت كل محطات البترول (الطلمبات) وخرجت من الخدمة حتى الآن، وأدَّى ذلك إلى إرتفاع أسعار الوقود (البنزين والجازولين) ووصل سعر جالون البنزين إلى (20,000) جنية، والجازولين (15,000) وزادت أسعار تذاكر السفريات إلى الأضعاف، ممَّا جعل بعض الأسر غير قادرة على مُغادرة الخرطوم، خاصة الأسر الكبيرة.

إحتلال المُستشفيات وخروج مُعظمها من الخدمة :

أكَّد الدكتور/ محمد إبراهيم عبد الرحمن – الناطق الرسمي للجنة أطباء السُّودان المركزية – في تصريح صحفي – خروج (48) مُسشتفى من الخدمة من جملة (134) مُستشفى خاصة وعامة منذ الأسبوع الأول لاندلاع الحرب، وأكَّد إحتلال (26) مُستشفى بواسطة قوات الدعم السريع والتمركُز فيها، وأضاف تم إحتلال (بنك الدم المركزي، الإمدادات الطبية، والإدارة العامة للإسعاف المركزي).
وقد شهد القطاع الصحي منذ بداية القتال تدهُّوراً كبيراً حسب بيان لجنة الأطباء المركزية، حيث يعمل عدد قليل من المُستشفيات بأقلَّ من نصف طاقتها بسبب النقص الهائل في إمدادات الطاقة والمياه والعجز في المُستلزمات الطبية، وكانت لجنة الأطباء المركزية ووزارة الصحة قد ذكرتا أن قوات الدعم السريع طردت المرضى من المُستشفيات وإحتَّلتها وإستخدمتها كـ(ثكنات) لها وطالبت بإخلاء المُستشفيات فوراً.
وفي آخر بيان لها، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء المركزية إن قوات الدَّعم السريع إعتدت على ثلاث سيارت إسعاف وأعتقلت طبيب وسائقي الإسعاف وأقتادهم إلى جهة غير معلومة.
وقالت وزارة الصحة ولاية الخرطوم إن قوات الدعم السريع إستولت على مصنع الهواء السائِل الذي يمد المؤسَّسات الصحية بالغازات الطبية.

إغلاق المدارس:

وبالطبع تأثَّرت المدارس أيضاً – فقد أغلقت أبوابها حيث نزح مُعظم الطلاب والتلاميذ مع أسرهم، وأصدرت إدارات التعليم في الولايات التي نزحوا إليها قرارات بقبول الطلاب والتلاميذ في المدارس لإكمال العام الدراسي .
الجدير بالذكر أن بعض الطلاب والمُعلِّمين مكثوا داخل المدارس لعِدة أيام عند بداية الحرب خاصة المدارس التي تقع وسط الخرطوم ولم يستطيعوا الخروج إلِّا بعد اليوم الثالث من بداية القتال.
وفي هذا الشان قالت الأستاذة “ذ.م”: (لقد تعرَّضنا للحبس والإقامة الجبرية داخل الفصول نسبة للإشتباكات الدائرة بالقُرب من المدرسة، لم نستطيع الخروج إلَّا في اليوم الثالث .. لقد قطعنا مسافات طويلة سيراً على الأقدام حتى وصلنا منازلنا).

الكنائس تتعرَّض للإحتلال والنهب .. والمساجد تٌقصف :

أدان مجلس الكنائس السُّوداني الإعتداءات المُستمِرَّة التي تقوم بها مليشيات قوات الدعم السريع على كنائس الطوائف المسيحية في الخرطوم .
وأكَّد بيان صادر من مجلس الكنائس إستيلاء الدعم السريع على عدد من الكنائس وقامت بتدميرها وتخريبها وتحويلها كمراكز لادارة عملياتها العسكرية، حيث إستولت على كنيسة (السيدة العزراء) بالخرطوم وإتخذوها مقرَّاً لهم، وهاجمت كنيسة (مارجرجس) في حي المسالمة بأم درمان ونهبت خزينة المُطرانية تحت تهديد السلاح وأطلقت النار على المُتواجدين داخل الكنيسة مما أدَّى لوقوع إصابات بينهم.
وأضاف البيان إن الدعم السريع إحتل (الكنيسة الأسقفية السُّودانية) بالخرطوم – حي العمارت شارع واحد منذ بداية الحرب حيث جعلته مقراً لقواتها، وقامت بكسر ونهب وتخريب مُمتكات الكنيسة.
وذكرالبيان الكنائس التي تضرَّرت من الأحداث – على النحو التالي:

1/ كنيسة مارجرجس بالمسالمة – المطرنية،

2/ كنيسة مارجرجس بحري،

3/ الكنيسة الإنجيلية بحري،

4/ الكنيسة الأسقفية بالخرطوم – العمارت شارع 1،

5/ كنيسة العزراء مريم المطرانية،

وطالب مجلس الكنائس المُنظمات الحقوقية والإنسانية إدانة هذه الإنتهاكات.

من جهة أُخرى أدانت الجمعية الوطنية للحُرِّيات تعدِّي قوات الدعم السريع على دور العبادة، وفي بيان لها وصفت ما يحدُث بإنتهاك للمباديء الأساسية للحُرِّيات الدينية والتعايُش السِّلمي، وأعلنت تضامُنِها مع جميع المُتضرِّرين.

فيما كشفت الجبهة الديمقراطية للمُحامين في بيان لها عن تعرُّض أحد المساجد بمدينة الأزهري للقصف، كما قُصف مسجد (بُري الدرايسة) وأسفر ذلك عن مقتل أحد المُصلِّين.

ووصفت الجبهة الهجوم على دورالعبادة بالإنتهاك لكافة القوانين الدولية والأعراف الراسخة وإنتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
قتلَى وإصابات .. ونزوح ولجوء بحثاً عن الأمان :
قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السُّودان – في بيان لها “سابق” – إن عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الإشتباكات إرتفع إلى (850) حالة وفاة، و(3,394) حالة إصابة. وأشار البيان إلى وجود العديد والكثير من الوفيات والإصابات غير مشمولة في هذا الحصر لصعوبة التنقُّل والوصول إلى المُستشفيات .

كما قال: (ماثيو سولتمارس) المُتحدِّث الرسمي بإسم المفوضية السامية للأمم المُتَّحِدة في تصريح صحفي يوم الجمعة 19 مايو 2023، إن أكثر من مليون شخص نزحوا حتى الأن بسبب القتال الدائر في السُّودان من بينهم ربع مليون لأجيء.
وأضاف (سولتمارس) بان هذا الرقم يشمل حوالي (843,000) نازح داخلياً، ونحو (250,000) فرَّوا إلى البلدان المُجاورة.
ومن بين الفارين (450,000) طفل، منهم (368,000) نزحوا داخليا و(83,000) لجأوا إلى دول الجوار، وفقاً لمُنظمة الأمم المُتَّحِدة للطفولة (يونسيف) .

وتدفَّق اللاجئون إلى دول الجوار منها: (مصر، تشاد، أثيوبيا، وجنوب السُّودان).
وقال مكتب (أوتشا) إن القتال المُستمِر يُهدِّد موسم الزراعة الذي سيبدأ في نهاية مايو الجاري.

إرتفاع أسعار السلع .. وضعف القوة الشرائية:

سبَّبت الحرب شللاً كاملاً في الحركة التجارية من خلال إغلاق الجسور التي تربط العاصمة القومية، حيث أُغلقت مُعظم الأسواق وتوقَّفت المؤسَّسات المُنتِجة (المصانع والشركات)، ممَّا أدَّى إلى نُدرة المواد الإستهلاكية وإرتفاع أسعارها.

وإشتكَى المواطنون من صعوبة الحصول على أموالهم بسبب إنقطاع الأنترنت والكهرباء وتعطُّل تطبيق بنكك، ووصفوا زيادة التُجَّار للأسعار بغير المنطقية، وقال أحد المواطنين: (الآن نفذ ما لدينا من المواد الأستهلاكية ولا نستطيع توفير الإحتياجات اليومية لعدم توفُّر الكاش).

وتعرَّضت أسواق: (أم درمان، سوق ليبيا، الشعبي الخرطوم، سوق بحري، جزء من سوق 6 الحاج يوسف) لعمليات حريق وسلب ونهب المخازن والدكاكين بواسطة مجموعات مُتلِّفتة حسب تصريحات صحفية سابقة.

قال التاجر بسوق ستة الحاج يوسف (محي الدين إسماعيل) – للموقع الإلكتروني الرَّسمي للحركة الشعبية – شمال: (هنالك إرتفاع في أسعار المواد الإستهلاكية الأساسية مثل: السُكر، الدقيق، الزيت، الذرة). وأشار لوجود شُح في البقوليات: (الفاصوليا، العدس، والأرز) وتخوًّف (إسماعيل) من نفاذ المخزون الإستراتيجي للمواد الإستهلاكية في حالة إستمرار الحرب، ونوَّه لضعف القوة الشرائية نسبة لعدم توفُّر الكاش.

وقد إتَّفق معه التاجر (ممدوح أحمد) بضعف القوة الشرائية حيث قال: (المواطن أصبح يشتري الإحتياجات الضرورية فقط).

من جهتِه قال (إبراهيم تميم) – رئيس لجنة الخدمات بسوق 6 : (بعد إندلاع الحرب إنخفضت القوة الشرائية إلى 10 % فقط في مُعاملات البيع والشراء اليومي). وأقرَّ بتعرُّض السوق للنهب والسرقة خاصة الدكاكين التي تقع في الناحية الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للسوق.

وكان مبعوث الأمم المُتَّحدة للشؤون الإنسانية قد ذكر في تصريح سابق أن العاصمة السُّودانية لا تزال واحدة من أخطر الأماكن في العالم للعاملين في المجال الإنساني.

ظهور حالات إغتصاب في مناطق مُختلفة:

أعلنت وحدة مُكافحة العُنف ضد المرأة إرتفاع حالات العُنف الجنسي في فترة النزاع الدائر حالياً، وقالت في بيان لها إنها إستقبلت خمس حالات جديدة تعرَّضت لإعتداءت جنسية في مناطق مُختلفة من ولاية الخرطوم ليرتفع عدد الحالات التي سجَّلتها الوحدة إلى (10) حالات. وأوضحت إن (7) حالات من الحالات الـ(10) أُرتكبت بواسطة جُناة كانوا يرتدون زي قوات الدعم السريع – حسب البيان – وأشارت إلى وجود حالات أخرَى قيد التوثيق.

وقالت لجان أحياء بحري إنها رصدت حالة إغتصاب لقاصرة تبلغ من العمر (15) سنة بواسطة قوات الدعم السريع، وذكرت في بيان لها بتاريخ 16 مايو 2023 أنها وثَّقت تلك الحالة التي حدثت في الشارع العام بحي كافوري مربع (4).

في سياق ذات صلة قالت غُرفة طواريء أم درمان القديمة أن قوة من الدعم السريع إقتحمت يوم السبت الموافق 13 مايو 2023 جامعة الأحفاد للبنات والسكن الداخلي لهيئة التدريس حيث يُقيم ذوات الجنسيات الأجنبية، وأغتصبت فتاتين، حيث أُغتصِبت الأولى والتي تبلُغ من العمر (25) عاماً بواسطة فردين من الدعم السريع، بينما أُغتصبت الثانية والتي يبلغ عمرها (22) عاماً بواسطة خمسة من أفراد الدَّعم السريع.

الإعتداء على البعثات الدبلوماسية :

لم يُراعي طرفي النزاع البعثات الدبلوماسية والإتفاقيات الخاصة بحمياتهم من أي إعتداء حيث تقع مسؤولية حمايتهم على الدولة حسب ماورد في إتفاقية (فيِينا) للعلاقات الدبلوماسية والتي تنُص على تمتُّع البِعثات الدبلوماسية وأفرادها في إطار قواعد القانون الدولي بحماية مزدوجة، في أوقات السلم والحرب، ففي نطاق قواعد القانون الدبلوماسي تضمن الحماية اللازمة لأفراد البعثات الدبلوماسية من أجل تسهيل أداء الوظائف والمهام المُكلفين بها.

أدانت دولة قطر إقتحام مبنَى سفارتِها في العاصمة السُّودانية الخرطوم وقالت الخارجية القطرية في بيانها: (إن قوة مُسلَّحة أقتحمت مبنَى السفارة وخرَّبتها). وأضافت: (تم إجلاء طاقم السفارة ولم يتعرَّض أي من الدبوماسيين أو موظَّفي السفارة لسوء).

وإتَّهمت وزارة الخارجية السُّودانية قوات الدعم السريع بالإعتداء على السفارة القطرية وتعريضها للخراب وسرقة محتوياتها، وقالت القوات المُسلَّحة أن الدعم السريع إعتدت كذلك على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المُتَّجِه إلى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقَّالة، كذلك إعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ممَّا أدَّى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإجلاء، فيما ذكر بيان الناطق الرَّسمي للقوات المُسلَّحة سرقة العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوّقِه بعد إنزاله من السيارة وهروبهم بها.

وفي ذات السياق قالت الخارجية السُّودانية إن قوات الدعم السريع إعتدت يوم الأحد الموافق 14 مايو 2023 على سفارات (الأردن، جنوب السُّودان، والصومال، ويوغندا) .. وكذلك المُلحقية العسكرية لكل من (السعودية والكويت).

فيما قال سفير الصومال لدى السُّودان: (محمد شيخ إسحاق) في تصريح لبي بي سي الصومالية: (إن جيران السفارة أكَّدوا له دخول المُسلَّحين إلى مبنَى السفارة ونهب مُمتلكاتِها).

وكانت سيارة السفير التُركي قد تعرَّضت أيضاً لإطلاق النار مِمَّا جعل السفارة التُركية تُقدِّم طلباً لنقل سفارتها إلى مدينة بورتسودان موقتاً.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.