الموقع الإليكتروني الرَّسمي للحركة الشعبية – يُجري حوارأً مع حاكم إقليم جبال النوبة – القائد/ سعيد كجو كومي

 

حاورته من (كاودا) : ساجدة فضل

تصوير: أحمد خاطر SPLMN.NET

القائد/ سعيد كجو كومي – حاكم إقليم جبال النوبة – أحد القادة التَّاريخيين والبارزين في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السُّودان – شمال. إلتقينا به في مكتبهِ بالأمانة العامة للسُّلطة المدنية للسُّودان الجديد – إقليم جبال النوبة – (كاودا ) – لإجراء هذا الحوار الذي هو الأول معه منذ تكليفه بهذه المُهمَّة التي وصفها بقولِه: (نحن في مأمورية). وقد تم تكليفه مؤخَّراً حاكماً للإقليم خلفاً للرفيق القائد/ النور صالح البادِل. والقائد/ سعيد كجو من قُدامَى المُحاربين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السُّودان حتى وصل رتبة (القائد)، ولقد أُوكلت إليه من قبل العديد من المهام الإستراتيجية، وهو رجل يمتاز بالحِكمة ورجاحَة العقل .. لا يتحدَّث كثيراً عملاً بمبدأ (خير الكلام ما قلَّ ودلَّ) – ولكنه نشط ويُحب العمل، ولعل تكليفه حاكماً للإقليم في هذا الوقت العصيب ينبُع من ثِقَّة القيادة فيه وفي قدرتهِ لقيادة الإقليم في هذه المرحلة الحَرِجة. إستقبلنا في مكتبه بكل تواضُع وإحترام وبساطة الحُكماء وبروح المسؤولية المعهودة فيه.

حاورناه في كافة القضايا، وردَّ علينا بكل وضوح وبداخله رؤية عميقة .. وربما ذاكرة بعيده أرجعته سنيناً طوال للماضي البعيد والقريب – وللتَّاريخ. أحسَسنا إنه كان يتذكَّر رفاقه الذين سقطوا في طريق النضال الطويل، وإنه كان يسأل نفسه من أجل ماذا قدَّموا أرواحهم – وماذا نحن فاعلون وفاءًا لهم ومن أجل مُستقبل شعبنا وللأجيال من بعدنا.

رد على أسئلتنا بكل هدوء وثقة في النفس ونظرة مُستقبلية ثاقبة وبلا تردُّد – فإلى مضابط الحوار :

 

 

القائد/ سعيد كجو – تم تكليفك حاكماً لإقليم جبال النوبة خلفاً للقائد/ النور صالح البادل – هل يُمكِن أن تصف لنا الأوضاع العامة في الإقليم – في الوقت الراهن ؟.

الأوضاع الأمنية مُستقِّرة حتى الآن، ولكن نتوقَّع نزوح المواطنين من مناطق سيطرة الحكومة إلى الأراضي المُحرَّرة من جرَّاء الحرب الدائرة في الخرطوم والولايات الأخرَى، وقد وضعنا كل الترتيبات وحدَّدنا أماكن لإستقبال النازحين وإيوائِهم.

 

ما هي أهم التحدِّيات التي تواجه حكومتكم ؟.

أهم التحدِّيات التي تواجه الحكومة: تتمثَّل في إيواء النازحين وتوفير مُستلزمات الحياة لهم من المواد الغذائية والدواء والمياه والإسكان، ولمواجهة كل هذه التحدِّيات قُمنا بتشكيل لجان للإتصال مع المُنظَّمات الإنسانية لتقديم كل المُساعدات الضرورية للنازحين لإحتواء الموقف.

 

أصدرت قرارات مؤخَّراً بتشكيل حكومة جديدة في الإقليم (سكرتيرين / مُحافظين / ومُدراء عامين) – ما هي أهم أهداف وأولويات الحكومة الجديدة ؟.

من أهم أولويات الحكومة الجديدة هي الإكتفاء الذاتي بزيادة الإنتاج والتوسُّع الزراعي على المستوى الحكومي والشَّعبي ووجَّهنا كل المُحافظين والإدارات الأهلية لفتح مشاريع زراعية وتقديم التسهيلات اللازمة للزراعة والإنتاج. فشعبنا بطبيعته شعب مُنتج وفقط تنقُصه آليات ووسائل الإنتاج وإذا تم توفيرها لهم فلن تكون هنالك مُشكلة غذاء وسنُحقِّق الإكتفاء الذاتي.

 

كيف تنظرون إلى الحرب الدائرة في الخرطوم – وهل لها أي تأثيرات على الأوضاع في المناطق المُحرَّرة ؟.

الحروب بطبيعتها لها الكثير من الإفرازات السالبة، وهذه الحرب لها تداعيات على السُّودان بصفة عامة والمناطِق المُحرَّرة بالطبع جزء من البلاد وستتاثَّر كذلك. ونحن الآن نستقبل الفاريِّن من الخرطوم لأنهم سودانيين وأبناء السُّودان .. وهم جزء منَّا. والإنسانية لا تُميز بين الناس وفقاً لخلفياتهم وإنتماءاتهم.

 

 هل إستقبلتم أي نازحين من مناطق سيطرة الحكومة ؟.

هنالك معلومات أولية من المُقاطعات تُشير إلى وصول أعداد كبيرة من النازحين من مناطق الحرب إلى مناطق سيطرة الحركة الشعبية وهنالك لجان مُرتكِزة في نقاط تم تحديدها لتسجيل النازحين، سيتم حصرهم وتسجيلهم ثم تُرفع بعد ذلك التقارير.

 

ما هي خُطّتكم لإحتواء آثار وإفرازات هذا التدفُّق والنزوح من مناطق سيطرة الحكومة إلى الإقليم؟.

قمنا بتكوين لجان مُتخصِّصة لرصد ومُتابعة هذا الأمر والإستعداد لمواجهة التحدِّيات المُحتملة.

 

حدِّثنا عن طبيعة العلاقات بين المُكوِّنات الإجتماعية في الإقليم – هل هي في حالة تعايُش وإستقرار؟

حكومة السُّودان الجديد التي تقودها الحركة الشعبية هي بالطبع حريصة على إرساء التعايُش السِّلمي وفقاً لرؤية ومشروع السُّودان الجديد الذي يرتكِز على التنوُّع، وتسعَى بجِدِّية لتوحيد كل المجموعات القبلية والعِرقية للعيش معاً، وهي مُستعدة لمُعالجة كافة المشاكل التي يُمكن أن تحدُّث بين المُكوِّنات الإجتماعية المُختلِفة .. لضمان التعايُش والإستقرار.

 

كيف تبدو الأوضاع الأمنية في المناطق المُحرَّرة بعد إندلاع الحرب في الخرطوم ؟.

الأوضاع في المناطق المُحرَّرة عادية .. ولا توجد أي مُشكلات أمنية .. فقط تدفُّقات النازحين إلى المناطق المُحرَّرة هو الأمر الذي يشغِلُنا حالياً.

 

هل لديكم أي تفاهُمات أو تواصل مع أبناء الإقليم خارج المناطق المُحرَّرة (مناطق سيطرة الحكومة – دول المهجر) ؟.

لدينا إتصالات مع أبناء الإقليم في أي مكان بالطبع – وهذا الأمر ليس بجديد، لقد ظللنا نتواصل معهم بإستمرار منذ تأسيس الحركة الشعبية – من أجل تحقيق مشروع السُّودان الجديد.

 

بعد إندلاع الحرب بين الجيش والدعم السَّريع بهذه الصورة – ماذا تتوقَّعون لمستقبل السُّودان ؟ وما هي أفضل الخيارات لشعوب الأقاليم المُهمَّشة (جبال النوبة، الفونج، ودارفور) ؟.

نتوقَّع إنقسام السُّودان إلى عِدة دويلات، والحركة الشعبية لديها خيارات مطروحة من قبل على طاولة المفاوضات بتقرير مصير شعبنا في إقليمي جبال النوبة والفونج، وهذا الخيار يشمل شعب دارفور أيضاً.

 

ما هي أهم القضايا التي يتفِّق سُكان إقليم جبال النوبة حولها ومن المُفترض أن تُطرَح كقضايا لحل المشكلة السُّودانية كشرط لبقاء السُّودان موحَّداً؟.

من أهم القضايا بالطبع، هي طبيعة ونظام الحكم في السُّودان. ونحن خِيارُنا هو إقامة نظام حكم: (علماني، ديمقراطي تعدُّدي، لا مركزي .. وأن تكون الوِحدة طوعية) .. وهذا النظام يجب أن يرتكز على (الحرِّية .. العَدالة .. والمُساواة)، ويجب كذلك الإعتراف بالتنوُّع التَّاريخي والتَّنوُّع المُعاصِر كأساس لبناء هويَّة وطنية ودولة موحَّدة قابلة للحياة. هذه هي القضايا الرئيسية، وبقية القضايا مطروحة عبر وفد الحركة الشعبية المُفاوِض.

 

أخيراً: ما هي رسالتك للشعب السُّوداني، الشعوب المُهمَّشة، ولشعب جبال النوبة ؟.

رسالتي هي التمسُّك بوحدة السُّودان على أسس جديدة لتفويت الفرصة على أعداء البلاد .