محو تاريخ الهند الإسلامى
هاشم بدرالدين
العالم يسخر وعقلاء الهند يتحسرون على الإنحدار الثقافى والفكري الذى اوصل إليه التطرف الديني الهند.
رئيس الوزراء ناريندرا مودى وحزبه براتيا جناتا الهندوسي المتطرف يقدمون على خطوة غير مسبوقة بمحو تاريخ الهند الاسلامى من الكتب المدرسية وتاريخ الممالك والامبراطوريات الإسلامية التى سادت فى الهند منذ فجر الاسلام وحتى القرن الثامن عشر. كذلك حذف معارضة المهاتما غاندي للنزعة الوطنية الهندية والتطرف الهندوسي وأن محاولاته للوحدة بين الهندوس والمسلمين هى التى أثارت عليه نقمة الهندوس المتطرفين الذين حاولوا اغتياله عدة مرات إلى أن نجحوا فى بيلرا هاوس نيودلهي فى ٣٠ يناير ١٩٤٨.
عندما يبدأ ملايين التلاميذ فى الهند عامهم الدراسي الحالي سيجدون كتب التاريخ المقررة عليهم فى المدارس قد تم تنقيحها وحذف منها تاريخ الهند الاسلامي وتاريخ امبراطوريات المغول الإسلامية التى حكمت الهند لقرون. ربما سيعرف بعضهم التاج محل أحد عجائب الدنيا السبع إذا زاره أو قرأ عنه باجتهاده الخاص لكن لن يدرس فى المدارس بعد اليوم من هو الذي بناه ولأي غرض وفى اى فترة زمنية كما لن يدرس عن المعمار الاسلامى الهندى الفريد الذى خلدته آلاف المعالم الأثرية المنتشرة فى طول الهند وعرضها من قصور ومساجد وقباب وحصون وقلاع هى جزء من التراث الإنساني.
إن تحريف التاريخ وتشويهه بالحذف والإضافة خدمة لأهداف سياسية ودينية وعرقية ظاهرة منتشرة فى كل المجتمعات، لكن محاولة محو قرون من تاريخ دولة ما خدمة لأجندة دينية متطرفة هى خطوة جريئة تكشف عن عقلية مفرطة فى الشذوذ.
٧ ابريل ٢٠٢٣