فى الذكري ٢٢ لوفاة القائد يوسف كوه مكي

النور كوه مكي

باسم الله وباسم الوطن

اترحم علي روح الشهيد القائد / يوسف كوه مكي ورفاقه الشهداء فى كل ساحات النضال الذين بذلوا ارواحهم رخيصة فى سبيل قضايا العدالة الاجتماعية والسياسية لسوداننا الجديد
اتقدم بالشكر والتقدير للجنة التمهيدية للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بالمملكة المتحدة وجمهورية ايرلندا لاتاحتهم لنا الفرصة بالمشاركة فى احياء هذه الذكري .
ف بريطانيا ولندن كانت بؤرة اهتمامه منذ بداية الثورة فهي منارة العلم وملجأ علمائنا ذهب اليهم يستشيرهم ويدعوهم بالمشاركة فى كل مرة يزور فيها اوربا .
أتي هذه المرة وهو مؤمن انه يخطو نحو قبره وان ايامه معدودات فما ضعف ولا وهن .
ذهب رغم الوهن الذي يكسوه الي البرلمان البريطاني يحاورهم عن قضايا الثورة وخاطب السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان وجلس معكم يوصيكم علي الثورة وان تتمسكوا بها فقد اودع عندكم الامانة والوصايا .
اليوم نيابة عن الاسرة نتقدم بالشكر لكل الاهل والرفاق فى لندن وبريطانيا الكبري ، فقد وقفتوا معنا جميعاً منذ بداية مرضه خلال السنين التي سبقت وفاته واخص بالذكر
الكاتبة البريطانية جولي فليت
الاستاذ / كيفن اشيلي
الاستاذ / يوهانس اكول اجاوين وزوجته دوارة
الاستاذ / محمد سلمان وزوجته فاطمة
الاستاذ / محمد مرجان وزوجته رقية
المرحوم الاستاذ/ سلمان رحال
اسرة بطرس شوكاي
الاستاذ / عمر مصطفي شركيان
الاستاذ / مبارك يسن كوكو
الاستاذ / احمد عبد الرحمن سعيد
الاستاذ / احمد رحال
الاستاذ / كمال كمبال
دكتور / شول
الشكر لجميع الرفاق والاخوة والاهل ب بريطانيا الكبري
ابدأ بالبطاقة التعريفية للشهيد يوسف كوه مكي ومن خلالها نقف فى محطات مهمة في حياته
هو الابن البكر لي الجاويش / كوه مكي تية الذي اسقط اسمه هارون من شهادة ميلاده
احد افراد قوة دفاع السودان الذين قدموا ارواحهم ايفاء بالوعد الذي قطعته ملكة بريطانيا بمنح الاستقلال المشروط بتحقيق النصر ضد ايطاليا الفاشية .
قاتل فى كل معارك الحرب العالمية الثانية
بدأً بمعركة كرن فى الحبشة
معركة العلمين فى الصحراء الكبري
معركة طرابلس
معركة الزاوية
واخيراً فلسطين
ولد يوسف كوه بعد عودة والده من هذه المعارك ١٩٤٥م في ميري قرية الاخوال
تلقي تعليمه الابتدائي ب ميري والاسطي ب كسلا وسكنات فى الشرق
عاد والده للقيادة الجنوبية ملكال بعد استعارة الحرب الاهلية هناك .
مدينة ملكال كانت احدي محطات الهامه السياسي وهي تجارب ومأساة الحرب الاهلية .
الثانوي العالي مدرسة التجارة الخرطوم معظم اصدقائه كانوا من مدينة ملكال وتركوا مقاعد الدراسة للالتحاق ب ثورة الاهل فى ملكال وقد سقطوا جميعهم شهداء فى تلك المعارك كان يزين البومه الخاص بصور هؤلاء الشهداء
واعتقد ان تقدمه للكلية الحربية كانت احدي دوافعه الظلم ومآسي الحرب الذي شهدها وزملائه الذين سقطوا شهداء.
التحق ك معلم بمدينة الضعين غرب كردفان
ثم نيالا جنوب دار فور
قرر العودة لمقاعد الدراسة بعد سبعة اعوام ك معلم وجلس للشهادة السودانية واستطاع ان يحقق رغبته فى دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية ب جامعة الخرطوم
حياته فى الجامعة
وهي الساحة التي اظهر فيها ب وضوح مواقفه السياسية عندما ترأس رابطة طلاب جنوب كردفان ب جامعة الخرطوم وقد ابرز كل ثقافاتنا وتراثنا الثقافي لدي كافة القبائل في المنطقة
حتي تلك الطقوس التي نخجل منها ونتواري عنها
كان الكجور وبيته حاضراً ومريستنا تقول ياليل .
والشاهد علي نشاطات الرابطة فى ساحة جامعة الخرطوم يدركا انها صورة مبكرة للعمل الثوري المنظم والقلنسوة التي ارتكزت عليها فكرة الكمولو .
هذا العمل لا ينفصل البتة عن النهاية المنطقية لثورة جبال النوبة فى اي مرحلة من مراحلها
جامعة الخرطوم كانت فرصة للالتقاء بكافة ابناء الاقليم من مختلف المناطق وادارة الحوارات فيما يخص المنطقة وقد سيروا اول بعثة ثقافية طلابية لمنطقة كادقلي تراسها عبد العزيز ادم الحلو الذي كان نائباً لرئيس رابطة الطلاب والذي خلفه بعد ان غادر مقاعد الدراسة وورثه فى قيادة الحركة بعد مماته من يعتقد ان ذلك تم صدفة فاليراجع نفسه.
تنقله فى مختلف مناطق السودان ، الشمالية شندي
الشرق كسلا و سينكات
الوسط الجزيرة حاج عبدالله و الحصاحصا
كردفان الابيض وضعين
دارفور نيالا
جبال النوبة كادقلي
فجوانب الحياة المختلفة في كل هذه الاقاليم بتنوعها الثقافي ومظاهر الحياة الاجتماعية كان له الاثر فى تفهم الخصوصية الثقافية للاثنيات المختلفة وخاصة الحياة الاجتماعية فى جبال النوبة بي خصوصيتها التي تجسد التنوعات اللغوية والثقافية المتعددة والانسجام والاحترام الذي يواليه الآخرون للآخرين حتي فيما اختلفوا فيه .
ف انتمائهم الديني ولا ديني ظل محل احترام فى ان تكون ما تكون
التعليم
كان يؤمن ان التعليم هو المفتاح والطريق الذي يجب ان نسلكه للتغيير فظل يناشد ويشجع الاباء والامهات بالاهتمام بالنشأة
وتعليمهم وقد تبني كثر من الطلبة الاذكياء وتكفل بتعليمهم .
فطمث الهوية وسلب الارادة التي نعايشها فى منطقة جبال النوبة لن نستطيع ان نتخطاها الا بالعمل الجماهيري المؤسس فى هذا المجال .
فقد كان يري نفسه حلقة صغيرة من مجموعة حلقات يمكن ان تخلق التغيير الذي نبقيه ونسعي اليه مجتمعين ولن يتم ذلك الا بتبادل الادوار بيننا .
لذلك كان يبحث عن المتعلمين من ابنائنا المتخصصين منهم فى كافة التخصصات لا ان ينضموا للقتال كما يتراء لكثير منا بل ليقدموا لنا نتاج فكرهم كل فى مجاله وفي اي مكان اختاره .
فسألوا الدكتور / عمر مصطفي شركيان
اسألوا دكتور /احمد عبد الرحمن سعيد اسألوا غيرهم ف لكل منهم قصة .
فالقائد هو من يعد ويهيئ للقيادة المستقبلية والاستمرارية التي يتطلبها الصراع والثورة فهذه احدي اسلحة المعركة .
وكما يقول القائد يوسف دائماً الجبال مليئة بالمقاتلين ولكن لنا جبهة اخري مهمة يجب ان نقاتل فيها هي جبهة المعرفة التأليف ، الكتابة
واحدة من قضايا التعليم فى المنطقة هي السياسة المقصودة لابقاء الناس في جهلهم وفقرهم
ولولا السياسة التعليمية فى عهد مايو لبقينا فى جهلنا .
وقد شهدتم الحملات الموجه ضد المتعلمين من ابناء الجبال فى العهود التي تلت عهد مايو
فحملات التطهير العلمي والعرقي التي تبنته
حكومات ما سمي بالعهد الديمقراطي واحزاب الطوائف الدينية والعرقية
ضد ابناء جلدتنا من المعلمين هي سياسة مقصودة لنزع المعرفة وتجهيل المجتمع ليبقوا سادة لنا ابد الدهر .
فقد قتلوا وقبروا المعلمين منا وقد نفوا اكثرهم خارج الولاية ونفوا فى مختلف مناطق الشدة والصحراء كل هؤلاء قد ماتوا اسرع مما ينبغي.
ولا ذالت حتي يومنا هذا يعسكر العسكر فى المدارس الابتدائية والمتوسطة والعليا والمؤسسات التعلمية الاخري فى جنوب كردفان كادقلي الي يومنا هذا .
هذه سياسة الدولة .
كما لاذالوا يوفدوا لنا من يحكمنا من الخرطوم .
وهو ما ظل يردده القائد يوسف كوه مكي
(( نحن لا نعني ان يقسم السودان الي ٢٦ ولاية او اقليم نحن نعني ان يكون لنا الحق فى اختيار من يحكمنا فى منطقتنا لاننا نعرف من الذي يصلح ))
(( نحن لا نوافق بتاتاً بان يأتينا ممثلاً من قبل الخرطوم ليكون مسئولاً هنا ))
(( نحن نكرر ان اردنا نهاية الحرب ووحدة السودان يجب علينا ان يكون لنا حق تقرير المصير حتي نقف ونضع خطوط عريضة نتفق عليها جميعاً . ومن ثم يكون لكل جهة ذاتيتها وكينونتها التي تحدد تطلعاتها وطموحاتها هذه هي مواقف الحركة الشعبية علي امتداد تاريخها وللذين يحاولون لي عنف الحقيقة نقول لهم هذه هي مواقف الحركة فادعوا شهدائكم ان كنتم صادقين .
العمل السياسي
بعد تخرجه من جامعة الخرطوم ذهب الي جنوب كردفان كادقلي وعمل معلماً بمدرسة تلو الثانوية العليا.
وهنا بدأ بتنظيم العمل السياسي فدعي كل المتعلمين من ابناء جبال النوبة كدأبه دائماً لاجتماع وخاصة المعلمين والمتعلمين لم يستثني احد حتي ابناء الادارات الاهلية فى المنطقة والذين تتنافي مصالحهم مع اغلبية قواعدهم والتي اسست لخدمة مصالح الجلابة .
هذا الاجتماع كان اول اجتماع لتنظيم الكمولو الذي عقد بي ( حي كلبا ) وكان ذلك بداية العمل السياسي المنظم والذي حضرته مجموعات مختلفة من كافة المدن السودانية الاخري فيما عرف بتنظيم الشباب لدي العامة وكمولو لدي الخاصة
انشأت اللجان فى كل الاحياء ومن خلال هذه اللجان كانت تدار الاجتماعات ب استقلالية تامة وتنصب مقررات الاجتماعات عند اللجنة العليا ومقرها بيت الاخ/ يوسف كوه مكي وكنت اخدم المجتمعين من تجهيزات وشرب واكل
والحضور المتواصل الي ان اقلق وجودي الحاضرين فتم تجنيدي لضمان السرية المعلومات .
عند انتخابات مجلس الشعب الاقليمي اجمعوا المجموعة علي اختيار يوسف كوه مرشح مجموعة الشباب وشكلت لجان عليا كان يقودها كبار السن من المعلمين ( اسماعيل زكريا ) الذي وافقت توجهاتهم توجهات الشباب وكان تنظيم الكمولو يدير حملة الانتخابات من خلف الكواليس وتوزعوا فى مختلف الدوائر المعلنة ووهبو نفسهم لخدمة التنظيم كل فيما يستطيع ان يقدمه من مال وجهد وتضحية بالوقت.
المعلمين فى مختلف الدوائر كانوا الاقرب للمواطنين والناخبين و تدركون الهالة التي يتمتع بها المعلمين في ذلك الوقت ( كاد ان يكون رسولا )
وقد كانت المرأة الشعلة التي اججت مختلف النشاطات فى كافة الدوائر وهي اول انتخابات تشارك فيه المرأة بهذا القدر
وانتهز هذه الفرصة لي احيي
الاخوات
سعدية خليفة بخيت
زبيدة رابح
علوية يعقوب
وليلي كمدو
واخريات
فقد قال عنها يوسف
(( للحقيقة دور المرأة فى جبال النوبة اساسي وقوي وفعال لم يقتصر علي المشاركة السياسية والادارية بل تعداه لحمل السلاح والقتال الي جانب الرجل وهي اكثر حماسة للتصدي لهذا النظام مما ادي الي رفع الروح المعنوية للمقاتل .
تكللت الجهود ب فوز يوسف كوه مكي بالمقعد الاقليمي وجميع مقاعد المجلس الريفي لمدينة كادقلي
عبد الرحمن كربوس ( كرنقو عبدالله )
هارون ادريس ( دمبا )
عبلة رزق الله ( كادقلي )
ابراهيم بلندية ( مرتا وكلبا )
استاذ عطية. (تلو )
الاستاذ احمد الحاج ( بلجا )
مثل هذا الفوز ارادة شعب جبال النوبة
هذا الفوز نهي احتكار الاحزاب الطائفية والتقليدية بتصدير المرشحين لدوائر جبال النوبة فمثل ارادة وصوت الجماهير .
كان هناك فى الافق انتخابات مجلس ألشعب القومي فبدأت لجان الكمولو في اعداد للحملة القومية القادمة
اتي قرار لجنة الكمولو العليا ان الدور الان لاحد يمثل شريحة المسحيين فى هذه الانتخابات فتركت الفرصة للاخوة
يوسف كرا
يوسف كندا
بولس كوكو
ان ياتو لنا بمرشح
فقد اجمعوا علي اختيار دانيال كودي
تكررت تجربة انتخابات مجلس الشعب الاقليمي بي كل حزافيرها وفزنا بالمقعد ممثل بي دانيال كودي
هذه النجاحات كانت صفعة موجعة للوسط السياسي والجلابة هنا وفي العواصم السياسية التي تفصل لنا ماذا نلبس ماذا ناكل
قال يوسف كوه
قبل الالتحاق بالحركة الشعبية كنا نشعر بالتهميش والظلم والاضطهاد مما ادي الي تكوين تنظيم الشباب ( كمولو )
وعندما فزنا ف الانتخابات الاقليمية والقومية كنا نرفع شكاوي بالمظالم التي تتعرض لها المنطقة وقد تعرضنا من جراء ذلك لاتهامات وتهمنا بالعنصرية والقبلية واحيكت ضدنا المؤامرات ورأينا ان هذه التجربة فاشلة لذلك التحقنا بالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد ان وجدنا فى ميثاقها ضالتنا المتمثلة في سودان موحد فيه المساواة والعدالة والمشاركة فى اتخاذ القرار والتقسيم العادل للثروة القومية .
سودان فيه حرية العبادة والاعتقاد والاهتمام بالثقافات المختلفة وتنميتها ورعايتها .كما رفعت الحركة الشعبية شعار الهوية الذي نري فيها الخلاص من المشكلة المزمنة
هذه الشعارات هي التي جعلتنا ننضم للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وانضمامنا لم يكن ك تنظيم منفصل بل نحن جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان .
قام يوسف بدعوة يوهانس اكول اجاوين و الكس ديوال الي جبال النوبة بعد ان اسس الادارة المدنية للمناطق المحررة لتثبيت مبادئ حقوق الانسان وتوجيه الادارات المدنية لمراعات كافة الانتهاكات .
قل يوسف كوه
(( منذ قدومي الي جبال النوبة ١٩٨٩ عملت علي تثبيت ركائز العمل السياسي المدني اكثر من العمل العسكري
فأسس اول مجلس استشاري ومدني ك هيئة برلمانية
هذه التجربة الرائدة اشاد بها القائد جون قرنق ولفتت انتباهه واعجب بها مما دعاه لنقل هذه التجربة الرائدة الي جنوب السودان
واسس اول مؤتمر للحركة الشعبية ( برلمان الحركة ) وترأس هذا المؤتمر فى شقدوم ١٩٩٤
كتبت عنه الصحافية جولي فليت قائلة
(( ان موت يوسف كوه مكي سلب الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان قائداً برهن ان النضال المسلح مواز لاحترام حقوق الانسان والمجتمع المدني.
كيفن اشيلي الاميركي الصديق الوفي للقائد
فقد وقف معه فى اهلك اللحظات ب اسطوله الجوي ينقل الزخائر والمؤن من مختلف الاماكن الي جبال النوبة حين وقفت كل المنظمات الدولية بعيداً عن الجبال .
ف طائرته كانت الوسيلة الوحيدة لانفتاح الثوار نحو العالم الخارجي تنقلهم وتنقل
جرحاهم
وعندما لفظ القائد انفاسه الاخيرة كان بجانبه ممسكاً يداه يوادعه
فى النهاية اقتبس ابيات من قصيدة الاخ / الرفيق محمد حسن كابيلا
جاي من هناك
شايل هموم شعبك معاك
ما رضيت تعيش بين الحفر
ما انت شامخ يا وطن
كيف من شموخك تنحني
وتقبل تعيش بين الحفر
اخترت دربك للنضال
وفضلت تحلم بالصباح
سودان موحد من جديد
رغم التعدد والبيوت
يوسف قضيتك ما انتهت
ما ترضي تقبل بالظلام
اطلع واحلم بالصباح
اطلع واحلم بالصباح

شكراً جزيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.