برير اسماعيل يكتب على صفحته
الديمقراطية التي يؤمها غالبية قادة الحركات المسلحة تجاه الجنرال المؤدلج البرهان بينما كان الأفصل للثورة عدم ترجيح كفة أي من الجنرالين المتصارعين حول الإنفراد بالسلطة لأنهما لا علاقة لهما بالثورة و إن تعلَّقا بتمثال الحرية.
*لم يكن هناك أي صراع حقيقي بين الجنرالين البرهان الكوز و حميدتي المليشاوي حول تسليم المطلوبين دولياً للاهاي و كما لم يكن هناك أي صراع حقيقي بينهما حول الكشف عن هوية الذين فضوا الإعتصام و كذلك الكشف عن هوية الذين قتلوا المواطنين في الجنينة أكثر من مرتين و فتابرنو و نيرتتي و كلوقي و بورتسودان و كسلا …إلخ و لم يكن هناك أي صراع حقيقي بين الطرفين حول إسترداد موارد البلد لأهلها و لخزينتهم العامة و لم يكن هناك أي صراع حقيقي بين الطرفين حول الإبتعاد عن إتباع سياسة المحاور التي رهنت قرار البلد السيادي للكثير من دول العالم التي تبحث بطريقة لا تخدم قضايا الثورة السودانية عن تحقيق مصالحها*.
*ليس من السياسة الراشدة و لا من الأخلاق الثورية في شيء تقديم كل من القوى السياسية المحسوبة على الثورة و قادة الحركات المسلحة تقديمهما للدعم السريع كمليشيا خلال سنوات النضال المدني و المسلح ضد نظام الكيزان ثم تقديمهما لذات المليشيا القاتلة للشعوب السودانية في هوامش وأطراف السودان كقوات نظامية محترفة بعد الإعتراف بها في الوثيقة الدستورية و في إتفاقيات سلام جوبا و أخيراً في الإتفاق الإطاري*.
*إنَّ جنرالات الجيش السوداني الذين تربُّوا و و ترقُّوا عسكرياً في عهد نظام الجبهة الإسلامية القومية و تحصلوا على أعلى الرتب العسكرية بعد خوضهم للحروب العبثية ضد شعوبهم السودانية ينقلون الآن المعارك الحربية الكلامية إلى ساحات الأعراس و مناسبات الختان كل حسب المنطقة التي يعتقد بأن غالبية سكانها من إثنيته علماً بأن في هذا المنهج السياسي الأرعن يُعتبر بمثابة الجريمة السياسية التي تمس الأمن القومي للبلد لتهدد بدورها وحدة البلاد و تساهم في تقسيم المقسم في المستقبل القريب لو صارت الأمور السياسية بهذه الطريقة المشاترة في ظل الغياب شبه الكامل للدور الذي كان يجب أن تلعبه الحركة السياسية السودانية إلا لم تفعل ذلك لأنَّها لم تبلغ سن الرشد بعد*.
*فيا جنرالات الدم السوداني أعلموا بأن المناسبات الإجتماعية السودانية ليست بالمكان المناسب للحروب الكلامية و للإستعراض العسكري و كما أنها ليست بالمكان المناسب للإستقطابات الإثنية و لإرسال الرسائل السياسية عديمة القيمة الموجبة و إن كانت لديكم قوات عسكرية محترفة تستطيع النزال العسكري في ميادينه المعروفة و ليس في المدن الآهلة بالسكان المحليين فأذهبوا بهذه القوات العسكرية إلى حلايب و شلاتين و أبو رمادة من أجل تحرير هذه المناطق من قبضة الإحتلال العسكري المصري ذلك الإحتلال الذي أجرت بعض فصائل جيشه المحتل لأرضكم مناورات عسكرية في داخل بلدكم بعد أن قدم الجنرال عبد الفتاح البرهان التحية العسكرية للجنرال عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري بوضع اليد.*
*عموماً لم يتبقَ لقادة الجيش السوداني المؤدلج و كذلك لقادة مليشياته العسكرية المسماة بالدعم السريع كإسم الدلع و هم على منصات المناسبات الإجتماعية السودانية من أعراس و ختان و غيرهما من المناسبات الإجتماعية إلا أن يتقدموا بتوزيع الهدايا للعرسان و للأطفال المختونين و للناس في الأماكن التي تقام فيها السِّمايات هذه الهدايا المتمثلة في الدبابات و الكلاشنكوف و العربات المدرعة و العربات المسلحة ذات الدفع الرباعي*.
الخلاصات تقول لابد من وحدة قوى الثورة العريضة على برنامج الحد الأعلى للثورة اليوم قبل الغد ليكن للثورة عدواً مشتركاً هو اللجنة الأمنية لنظام الجبهة الإسلامية القومية و مليشياتها العسكرية المسماة بقوات الدعم السريع و أي عدو آخر داخلي أو خارجي يعمل من أجل المساهمة في توفير الغطاء السياسي و إضفاء الشرعية على هذه المؤسسات العسكرية ذات الطبيعة الإجرامية و في ذات السياق فرض عين على كل القوى المحسوبة على الثورة الإبتعاد عن تقديم الغطاء السياسي لأي من الجنرالين البرهان و حميدتي المتصارعين حول إحتكار السلطة بعد أن إختطفا هذه المؤسسات العسكرية المحسوبة على مؤسسات الدولة و عملا على عدم تقديم هذه المؤسسات العسكرية المختطفة لأي عمل من شأنه أن يخدم بقية مؤسسات الدولة و يخدم بالتالي جميع مواطنيها و مواطناتها*.
الثورة مستمرة و النصر أكيد.
برير إسماعيل
*كارديف -27 فبراير 2023م*.