متحدثي الشيوعي والإتفاق الإطاري بين الترتيبات الأمنية وتسويق الغلط (1-3)
د. خالد كودي
أقامت الرتينه ندوة مناظرة أو حوار بين القوى المؤيدة للإتفاق الإطارى وتلك التي ترفضه بحجة أنها مع تغيير تسميه التغيير الجذري. في هذه السلسلة من المقالات سنناقش بعضا مما جاء في هذه الندوة، وسنعلق على موقف اليونيتامس من العملية السياسية. سنبدأ بالتركيز على مداخلة من من الأستاذ طارق عبد المجيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لما جاء فيها بخصوص ثوار وثورة السودان الجديد.
متحدث المؤتمر السوداني والإتفاق الإطاري الأستاذ خالد سلك كان براجماتيا وواضحا وصادقا ومباشرا في تماهيه مع بنية دولة السودان القديم، ويرى أن الحل فيما أسموه بالهبوط الناعم. وهو الحل الذي تتبناه أحزاب النخب في مناطق سيطرة الحكومة المنتظمة في العمليات السياسة الفاعلة بعد سقوط الإنقاذ، أنا متحدث ما يسمى بالإتفاق الاطاري هو نفس الشخص الذي كان داعيا لأن تخوض المعارضة الإنتخابات مع النظام السابق قبل سقوطه معتقدا أنه لا يمكن إسقاط نظام الإنقاذ إلا عن طريق منازلته ديمقراطيا.
متحدث الحزب الشيوعي وعضو لجنته المركزية الأستاذ طارق عبد المجيد، أفصح عن خط يدعي ٥انه جذري. و في الحقيقة، مايحاول هو وحزبه التسويق له خاصة وسط القوى الثورية لا هو تغيير ولا هو جذري، وإنما هو محض تضليل وإحتيال على ماهية التغيير وما الذي يحتاج إلى التغيير في السودان وإلى أى درجه يكون التغيير لنقول إنه تغيير وتغيير جذري.
كل المتحدثين، وإن إختلفوا على الموقف من الإتفاق الإطارى، إلا أنهم متفقين حول عدم الإقتراب من بنية دولة ما بعد الإستعمار لتفكيك الخلل في مفاصل تكوينها ومن ثم بناء وطن على أسس جديدة، شرطها معالجة الآني ومواجهة الآيديولوجية والسياسات المأسسية التي ادت إلى الآتى:
1/ إبادة جماعية لا تزال تداعياتها حاضرة وفاعلة.
2/ واقع حروب مورست فيها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
3/ واقع ما بعد سقوط نظام فاشي إسلامي سيطر على جميع أوجه الحياة لمده ثلاثين عاما.
وكل المتحدثين فشلوا في تسمية الإرتباط بين الديمقراطية والعلمانية واللامركزية والحكم بواسطة المدنيين كشروط التأسيس لتجاوز الآني الذي فصل أعلاه. كلل المتحدثين قدموا مرافعات إصلاحية، الأول متهافت على إصلاح براجماتي يحافظ علي مراكز قوى السودان القديم وايدولوجيتها فقط بدرجة أكبر من رصيفه الشيوعي، بينما عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وعلى قصور رؤيته للتغيير وطوباويتة كان مخطئا في تناوله لثورة وثوار السودان الجديد، أهدافها وأدوات مقاومتها والتداخل بينهما. إتفق المتحدثين في نكران الواقع وعدم الإعتراف به كما هو، وفي هذا تضليل لا يغتفر. ولنناقش بعضا مما قالوه في هذه الندوة!
تطرق الأستاذ طارق عبد المجيد بعجرفة وعنجيهة شديدة عن الجيش الشعبي والترتيبات الأمنية بإشتراطات وفقا لما إدعى بأنه (تغيير جذري)! وبدأ عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بشرح ال (DDR) قائلا: (نزع السلاح، التسريح، إعادة الدمج أو ال (DDR) فى المجتمع) وقال إن أى إتفاق بين مليشيات وقوة سياسية….الكلام ده مش لحميدتى ولا لجبريل…الكلام ده مفترض يتقال حتى للسيد عبدالواحد محمد نور والسيد عبدالعزيز آدم الحلو.
إنتو ماشلتوا السلاح من أجل القضية حقتكم، لو وصلنا بسلطة الشعب وبالناس العندهم مصلحة في التغيير لأنو إنتو بقيتوا جزء من السلطة، لازم يتم تطبيق ال (DDR). لو هم ناس مناضلين وناس ثوريين حيلتزموا بي دي. المليشيات الماحاتلتزم بالمسالة دي. العصابات الاجرامية الموجوده في كولومبيا وموجوده في نيالا دي هي ماحاتلتزم بالمسالة دي، هي الماح تلتزم بي مسالة زي دي. ساعته دي لينا سلطة الشعب لازم تكون عندها سنونه-يعني لازم تكون عندها يدها تجاه مليشيات ولا عصابات موجوده للمسالة دي يعني. الجيش قطع شك للثكنات. للثكنات. وبنتكلم عن الجيش- الجيش السمح. بنتكلم عن القوات، قوات الشعب السودانية المسلحة، مابنتكلم عن اللجنة الامنية، اللجنة الامنية للمحاكمة. اللجنة الامنية للنظام السابق للمحاكمة حقته. انا بتكلم عن قوات الشعب المسلحة، قوات الشعب المسلحة للثكنات، بمعني انو مافي حاجه بتخليك بالمنطق- انا معلم اداتي القلم… الخ …وخالد صحفي الاداه بتاعتو القلم ولا الاله حقت التسجيل… .انت مهني برضو والالة حقتك البندقية، لكن البندقية مش لي انا ، البندقية لحماية الوطن وحماية حدودو. مافي حاجه بتخليك انته اكبر شانا مني انا المهني، المعلم المحامي الطبيب النجار السباك … الحرفي. .. انته للثكنات، نشوف بعد داك تطويرك العسكري تساهم فيهو انته. الجيش للثكنات، ما اتلقيت خبرات ودورات . بنتكلم عن قوات الشعب المسلحة. مابتكلم عن المجرم البرهان قطع شك….)
واضح ان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لايدري ماذا يحدث في السودان الخارج مناطق سيطرة الحكومة! ومن الناحية الأخرى حديثه يعبر عن تصور احزاب النخب لنفسها والاخرين، وإنها- احزاب النخب من يفكر ويخطط وينفذ وهذه إحدى ماي احزاب السودان. فمن ناحية هي تكوينات جامدة وكسولة عن الابداع والتفكير خارج ما ظلوا يجتروه ل 67 -عاما، لا جديد لديهم ليقدموه، ومن الناحية الأخرى هذه الاحزاب تعتقد انه بإمكانها السيطرة على كل الخيارات والافكار التي تقدمها كحلول، وعلى اين وكيف ومتي ومن يتخذ القرار الذي من شانه تحديد مصير السودان ومستقبله، وعبر اي من المؤسسات واي من الرؤي تتحكم في هذه العمليات، وهذا وهم كبير.
التاريخ يعلمنا ان (الترتيبات الامنية) لما بعد الحروب التي ارتكبت فيها الجرائم الفادحة وصف لإجراءات متعددة ومتقاطعة افقيا وراسيا. وما استبسل الاستاذ طارق عبد المجيد في ذكره عن (DDR) هو إحدى هذه الإجراءات التي تتقاطع مع عمليات الترتيبات الامنية المختلفة. فما بعد جريمة الابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية تحديدا، لابد من عمليات بناء شاملة تتضمن ترتيبات تشمل كل ماكان له دور في التفكير و التخطيط وتنفيذ هذه الجرائم وفي اي مرحلة وباي درجة، كما يشترط وضع مابعد الجرائم الابادة والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب الضمانات المحكمة لعدم تكرارها مرة اخري وعليه و بالضرورة في مثل واقعنا لابد ان تشمل الترتيبات الامنية ترتيبات تطال الجيوش والمليشيات في قلب بنيتها.
وبناء علي هذا: اي ترتيبات امنية في السودان يجب ان تبدا بإجراءات نظرية وفنية وقانونية واسعه وصارمه تطال مهندسي ومنفذي الجرائم الكبرى في السودان، أفراد وجماعات، واجراءات نظرية وفنية و دستورية /قانونية تجاه القوات المسلحة السودانية كمؤسسة والمليشيات التي عملت وتعمل معها.
الجيش السوداني والقوات التي صنعها جهاز امن نظام الانقاذ وتورط الجيش في شرعنتها والعمل معها مثل قوات الجنجويد او ماتسمي بقوات الدعم السريع هي اولي المؤسسات المعنية بترتيبات امنية عميقة، وهذا بناء على بنية الجيش السوداني وسوابقه مع مخالفة القوانين المحلية والدولية. فالموقف الثوري الصحيح هو ان كانت هنالك قوي ثورية تهدف الي تغيير حقيقي في السودان، وان كان الحزب الشيوعي السوداني وبقية احزاب النخب التي تدعي الثورية حقيقة لتبنت موقف قوي لفرض تدابير مراجعة صارمه في مواجهة بنية جيش لم يغسل يداه من دماء ملايين المواطنين بعد. مفتاح الترتيبات الامنية في السودان يجب ان يبدا بالإجراءات العقابية والاحترازية في مواجهة الجيش السوداني (Precautionary measures) – والموقف الثوري الصحيح هو احتواء وتحجيم الجيش السوداني بناء علي دوره في جرائم الحروب واتخاذ الاجراءات التي من شانها حرمانه من القدرة المادية او الدافع الأيديولوجي لتكرار ما ارتكب من جرائم، هذا هوالمدخل الثوري للترتيبات الامنية في السودان.
لالمانيا تاريخ هام مع عمليات البناء الشامل والترتيبات الامنية التي طالت الجيش الذي بناه هتلر وفقا لأيدولوجية فاشية وارتكب جرائم تتشابه في طبيعتها وما ارتكبه الجيش السوداني والمليشيات التابعة لي في حق المواطنين. فلولاء نكران احزاب النخب السودانية الفاشلة لحقيقة ماجري في وطنهم لكان تاريخ المانيا ملهما لتغيير جذري حقيقي ومستدام في السودان، فهنالك الكثير من اوجه الشبه بين واقع المانيا عقب الحرب العالمية الثانية ووقعنا في السودان الان. ولو كان المبعوث الاممي فولكر بيرتيز يكن بعضا من الاحترام للأحزاب السياسية في مناطق سيطرة الحكومة لتداخل معها بموقف ايجابي يعتمد لتدابير من التجربة التي عاصرها في وطنه المانيا! فبعد الحرب العالمية الثانية، وكانت دولة المانيا قد ارتكبت نفس الجرائم الكبرى التي ارتكبها دولة السودان تجاه مواطنيها، من تصفية عرقية وجرائم حرب الي جرائم ضد الإنسانية، وسرقة للموارد وفساد واسع وبناء الصناعية العسكرية العدائية… الخ… بعد سقوط النازي تمكن قادة الحلفاء من إبرام عدد من الاتفاقيات في بوتسدام وغيرها، اتفاقيات مثل ان تكون المانيا منزوعة لاسلحة بعينها، وتفكيك جميع جوانب الصناعة الألمانية العسكرية العدائية وتم تفكيك القوات العسكرية وشبه العسكرية ولاحقا تم تحجيم الجيش الالماني وتحديد طبيعته. وبالإضافة لهذا تم الاتفاق علي إعادة تشكيل فئات المجتمع الألماني على أسس ديمقراطية وبدأت العملية بإلغاء جميع القوانين العنصرية النازية مرة واحده وللابد، وتم اعتقال ومحاكمة مهندسي الحرب ومنفذي جرائم الفاشي في المحاكمات الشهيرة في نورنبيرغ، واكثر تمت وتتم مطاردة كل من شارك في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الي يومنا هذا وفي كل مكان من العالم!. وشملت العملية تطهير المؤسسات المدنية برمتها والأنظمة التعليمية والمناهج والاعلام، والقضائية- تم تجريد كل المؤسسات الألمانية من أي تأثيرات عنصرية واستبدادية دون تأخير.
الحزب الشيوعي كغيره من احزاب النخب، لا يطرح اي رؤية تعتمد علي اجراءات صارمة تجاه جيش السودان في هذا الوقت. فكل ما اتي به عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ان الجيش السوداني (سمح) ويجب اخراجه من العملية السياسية وارجاعه للثكنات، ومحاسبة اللجنة الامنية لعمر البشير وان ينظر ويفاد في امر تطويره وهو- الجيش سيشترك في هذا التطوير! ليس ثمة اي درجة من الثورية ولا الجذرية هنا- فمن انصار السنة الي جماعة الفريضة الغائبة اوحزب الامه… ومااليه قد يأتوا بنفس هذا التصور لاعتذاري والمتواطئ بالصمت والضامن للإفلات من المسؤولية- مسؤولية الجيش عما جري في السودان.
كثيرا ما تناولت احزاب النخب في مناطق سيطرة الحكومة قضية (تفكيك نظام ال 30 من يونيو)، والسائد بينهم هو ارجاع المال والعقار المسروق واصلاحات الخدمة المدنية وما اليه، ولكن لا حديث جاد ولارؤية ثورية عن ماذا سيفعلوا بأحد اهم مؤسسات دولة ما بعد الاستعمار التي احتكرت العنف وشكلت الايدي الباطشة للحفاظ علي التراتيبية الاجتماعية و حماية مصالح النخب الاستراتيجية.
فالجيش السوداني (سمح) بالنسبة للأستاذ طارق عبد المجيد متحدث الحزب الشيوعي وعضو لجنته المركزية لأنه يمثل الاحتياطي الاستراتيجي لمصالح احزاب النخب في السودان من يمينها ليسارها لحديثها، ولن يقبلوا بتجريده من القدرات والاستعدادات الفنية ولا الدوافع الايدولوجية لضرب ما قد يهدد مصالحهم في تفكيك بنية دولة السودان القديم العنصرية واحلال وطن ديمقراطي علماني لامركزي يحكمه المدنيين. وآهم من يعتقد انه من الممكن احداث تغيير ثوري وجذري في السودان دون ان يمر بما من شانه ضمان المواطنة المتساوية والكرامة الانسانية للجميع، وشروط التغيير الثوري والجذري في السودان هي الديمقراطية والعلمانية واللامركزية والحكم المدني.
في 4/ يونيو 1989 تحدث القيادي في الجبهة الاسلامية، المحامي محمد يوسف محمد لصحيفة الشرق الاوسط :
(ان السودان يواجه حاليا خطرا محدقا، والجهاد يمثل استعداد المسلمين لمواجهة هذا الموقف الخطير الذي يواجه السودان. اذا ماسقط الجنوب لقرنق فان الخطوة الثانية سوف تنتقل للشمال. علي هذا الاساس ، فاننا دعونا الي الجهاد حتي نعيد كرامتنا وشرفنا وارضنا. من جانبنا فاننا اخذنا مبدا الجهاد عن طريق الكفاح الشعبي تحت مظلة القوات المسلحة ومراقبتها المباشرة)
الان، دعنا نقول شيئا عن الجيش السوداني منذ الاستقلال والي يومنا هذا. الجيش السوداني (السمح) علي حد تعبير الاستاذ طارق هو الجيش الاداة الباطشة لايدولوجية النخب السودانية قاصرة الرؤية وفاشلة الممارسة وعنصرية التكوين والتي تجلي جرمها ابان حكم الاسلاميين. الجيش السوداني هو اداة قوي السودان القديم ومن تواطأ معها، جيش السودان هو من نفذ اوامر النخب العنصرية عبر التاريخ، ليصنع تاريخا مظلما من جرائم الإبادة الي جرائم الحروب والجرائم ضد الانسانية التي وثقها المجتمع الدولي وتهرب من مواجهتها احزاب المركز اليوم- انهم لايسموا طبيعة الجراءم الكبري وتداعياتها. لا يمكن ان لعاقل ان يصف الجيش السوداني بانه جيش (سمح)، واما ان يأتي الوصف من (ثوري) فهذا لايستحق سوي يستحق الادانة الصريحة. فأي تغيير جذري تريده يا استاذ طارق وموقفك وحزبك من الجيش اعتذاري! محض ارجاعه للثكنات ثم (تشوف) في امر تطويره الذي سيشترك فيه – اي سيشترك الجيش السوداني في تطوير نفسه! هذا موقف متماهي مع اجندة مراكز قوي السودان القديم علاوة علي انه لا يستقيم لجيش ان (يطور) نفسه بعد ارتكابه للجرائم الكبرى- ابادة ، جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. جيش رواندا بعد جنسايد 1994 وجيش يوغوسلافيا السابق بعد جرائمه في 1999- 1998 تمت ادانتهم كمؤسسات، وفرضت عليهم إجراءات عقابية و احترازية، كذلك تمت ادانة معظم القيادات العليا والوسيطة والكثير من الجنود النافذين لهذه الجيوش، فعلام تسعي (قوي تدعي الثورية وتبني التغيير الجذري) لتجاهل جرائم الجيش السوداني وتصفه ب (السماحه) !؟.
اي ثوري واي ثورة واي قوي ثورية لا يجب ان تتواضع وتقبل وضعية استمرار الجيش السوداني دون تغييرات عميقة في بنيته حتي لا يستمر كوديعة استراتيجية للأيدولوجية الاسلاموعروبية تستدعيه عند الطلب لنصرة اجندتها متي مارات ذلك وفي الزمان والمكان الذي يناسبها.
الدعوة لان تخضع ثورة وثوار السودان الجديد جيشها الشعبي الي عملية (DDR) مكلفته كما فعلت بعض الحركات الصورية والمتهافته، تعني ان يسلم ثوار السودان الجديد (رقابهم) الي قوي مدنية وعسكرية في الخرطوم، كل ما يعرف عنها هو الفشل وتاريخ متراكم في هندسة او الاشتراك او التواطؤ او الصمت عن ارتكاب جرائم الابادة واشعال الحروب وسرقة الموارد وهندسة وممارسة العنصرية لتصبح عنصرية ماسسية – وسناتي لهذا. ان يتبني الحزب الشيوعي مثل دعوات متحدثة هذا يضع نفسه في الموقف لاعتذاري والمتواطئ اسوا بالنخب الفاشلة التي حكمت السودان منذ الاستقلال والجيش السوداني الذي يبطش بأمرتها.
المهمة الاساسية لأي جيش وطني هي حماية الدولة من الاعتداء الخارجي والمحافظة على الحدود البرية وحماية المجال الجوي والمياه الاقليمية للدولة. في حالات الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والبراكين قد يتدخل الجيش لتقديم المساعدة الانسانية بتنفيذ عمليات مثل المساعدة في إخلاء او انقاذ المواطنين. ايضا قد تامر المؤسسات الدستورية الجيش بالتدخل لإنجاز مهام تحددها هذه الاجهزة وفقا للقانون والدستور في بعض (الحالات النادرة).
الجيش السوداني منذ الاستقلال اعد وتدرب علي مهمة حماية التراتبية الاجتماعية للنخب التي حكمت السودان منذ خروج المستعمروسيطرت علي السلطة والثروة، وهي تراتبية مؤسسة علي ايدولوجية اسلاموعروبية بينما هدف الجيش الشعبي هو تحقيق سودان ديمقراطي علماني لامركزي يحكمه المدنيين فعلي اي من الرؤي ستندمج هذه الجيوش، يتبني متحدث الشيوعي ومن يدمج من مع من؟! بعض الحلقات الضعيفة من الهامش سمحت للنخب بالاعتقاد بان الجميع سيقبلون بكل ما يطرحوا دون اختبار ولو كان مثل الطرح المشوش والحائر من عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاستاذ طارق! الحال مع ثورة وثوار السودان الجديد غير.
لقد زارت قيادة الحزب الشيوعي عاصمة السودان الجديد كاودا حديثا، ووقفوا علي انجازات ثورة السودان الجديد علي كل الاصعدة، وتحاوروا مع الرفاق الذين اوضحوا لهم ماهي ثورة السودان الجديد وماهو التغيير الجذري- وماهي اهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها الشعبي، ولكنهم عادوا يبشروا بنسخة مشوهة وقاصرة لماهية التغيير وماهية الجذري. واضح ان قيادة الحزب الشيوعي فشلت في نقل ما يجري في السودان المحرر لعضويتهم، ولعموم الجماهير في مناطق سيطرة الحكومة، كما فشلوا في الخروج من دائرة تصورات احزاب النخب الفاشلة التي لاتريد سوي اصلاحات شكلية ومحسوبة تحافظ علي بنية دولة مابعد الاستعمار ومراكز القوي فيها – وسنعود لهذا.