شباب وطلاب السودان الجديد يقيمون منتدى حول جذور الأزمة السودانية
القاهرة: splmn.net
تغطية: حبيب بشير
أقام إتحاد طلاب وشباب السودان الجديد بمصر منتدى فكري يوم الاثنين 23 يناير 2023 بعنوان “جذور الأزمة السودانية وآفاق الحلول”.
وتحدث في المنتدى المحاضر الجامعي الدكتور/ قاسم يوسف المصطفى – فيما رحب رئيس إتحاد شباب وطلاب السودان الجديد – الأمين محمد بالحضور وترحم على أرواح شهداء الثورة السودانية، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين والحرية للمعتقلين.
وبدأ دكتور قاسم حديثه بتشخيص دقيق ورؤية تحليلية من عدة محاور وكيفية إيجاد الحلول لجذور الأزمة السودانية، مبتدئا من الدولة “السنارية” ما قبل حقبة الإستعمار التركي المصري في السودان عام 1821 كمدخل لبناء الطبقة التي ارتبطت بالسلطة والثروة انذاك. ومرورا بدخول حقبة المستعمر الإنجليزي بالسودان عام 1899.
وقال قاسم: “ان السودان قديما مكون ذات دويلات صغيرة مستقلة والتي تمييز بالفدرالية في الحكم على شعوب هذه المناطق المختلفة كانوا مثل دارفور وجبال النوبة في مناقطهم وشرق السودان كذلك شمال السودان”.
وأضاف: “و كانوا يمتلكون ثروات ضخمة جداً، وهذه الثروات كانت سببا رئيسيا في إطماع المستعمر للموارد البشرية و جلب الدهب وغيرها”.
وأوضح قاسم، أن دخول المستعمر في السودان لم يكن بطريقة سلمية وإنما بمعارك ومقاومة كبيرة وشرسة من قبل تلك شعوب السودانية، مشيرا إلى أن ثورات المقاومة ضد المستعمر إمتدت إلى منطقة الجزيرة وشرق السودان وغرب وجنوب السودان، وما ادى الى قيام المستعمر بانتهاج آليات جديدة للسيطرة وهي آليات سياسة فرق تسد لتقسيم الشعوب السودانية “عرب وافارقة “حد تعبيره”.
وذكر قاسم في حديثه، أن درجة القساوة من المستعمر كانت مختلفة من منطقة لأخرى على سبيل المثال في غرب السودان “دارمساليت” تم عمل إتفاقية ما بين بريطانيا وفرنسا وسلطان المساليت وفي الجزيزة تم إقامة مشاريع زراعية لإجبار المواطنين للعمل فيها وأما في جنوب السودان تم نهب الموارد البشرية من ثم إجبار شعوب شرق وشمال السودان للعمل في تنقيب الذهب ووضع نظم ممنهجة لنهب الموارد.
ولإستمرار القبضة المركزية، أبان قاسم، أن المستعمر قام بإستيعاب أبناء الإدرات الأهلية مثل (السلاطين والملوك والمكوك ) لتوظيفهم في مؤسسات الدولة، وأدى ذلك الى تطور المستعمر و تحوله من مستعمر خارجي إلى مستعمر داخلي، منبها إلى أن العقلية المركزية الإستعمارية، عقلية عنصرية، فرضت برامج للحفاظ على السلطة والثروة وإمتيازاتها ومصالحها الذاتية على غرار نهج المستعمر الخارجي “وجعلت جموع الشعب السوداني مجرد تبعية تعمل في خدمة مصالح هؤلاء النخب والأحزاب الإيديولوجية الفاشلة مثل (حزب الامة والإتحادي) “بحسب قاسم”.
وتطرق قاسم، إلى قضية الهوية الآحادية التي فرضها الدولة المركزية بالإضافة إلى عدم الإعتراف بالتنوع والتعدد الديني الثقافي، اللغوي والعرقي في الدولة.
وأورد قاسم، أفاق الحلول للمشكلة السودانية التي بسببها قامت ثورات في جنوب السودان و دارفور وشرق السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق، مؤكدا فشل النخب في حل المشكلة السودانية “ولكن خلقت تجارب ونتج منها طرح الحركة الشعبية لتحرير السودان لرؤية السودان الجديد “حد قوله”.
وشدد قاسم على ضرورة وجود هوية تعكس التنوع والتعدد وتمثل الشعوب السودانية إلى جانب إحترام التنوع التاريخي والمعاصر.