النساء في قلب الصراع (2) الحق في التعليم
منال إبراهيم حسين
الإنسانية خطت خطوات متقدمة لإقرار و ترسيخ مبادئ حقوق المرأة في المعاهدات والقوانين الدولية، ومع ذلك لا يكاد يخلو المجتمع السوداني من مظاهر إنتهاك حقوق المرأة. فالسودان كبقية البلدان لا يخلو من ظاهرة العنف ضد المرأة خاصة حرمان المرأة من ممارسة حقها في التعليم الذي يُعد قضية مهمة شكلت غيابها تحديا تضع النساء في مرمى الصراعات وفي قلب الفجوة النوعية والإجتماعية، فقد تدنت مؤخرا نسبة إستيعاب النساء في مراحل التعليم بحجة الفقر ، بجانب العادات والتقاليد الغير متصالحة مع تعليم البنات و التعصب لبعض المفاهيم و التفسير الخاطئ للنصوص الدينية التي تحط من قيمة المرأة مما أدى إلى تعرض النساء لاشكال من التمييز و إنتهاك حقوقهم داخل المنظومة الإجتماعية و التعليمية و هو نتاج و إرث تاريخي يجرد النساء من الإنسانية ويصنفهن ويضعهن في مرتبة أدنى من الرجال حيث أن تعليم المرأة لا يحظى بالأولوية التي يحظى بها الذكور لدى كثير من الأسر خاصة في الريف، الذي يفتقر أصلا لدور المؤسسات التعليمية من رياض أطفال و المدارس بمختلف المراحل فقط قليل من خلاوي تحفيظ القران الكريم دون تفسير للايات.
فهناك حوجة إلى إعتماد سياسات و قوانين التمييز الإيجابي من أجل سد الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم، كما أن البعض يفضل تزويج الطفلة ، فمن الضروري حث الأسر على أهمية تعليم المرأة ابتداءا من منظومة الأسرة و ما تحكمها من علاقات غير متكافئة، متمثلة في سلطة الأسرة و الدولة و التعليم حق و من الأولويات التي يجب وضعها في أعلى هرم الحقوق فهو حق و ليس منحة أو هبه تمنح للنساء.