الوحل في الطين اللازب – إتفاقية جوبا نموذجا
منال إبراهيم حسين
أحداث دموية أعقبت إتفاق جوبا لسلام السودان. فمنذ توقيع الإتفاق في أكتوبر٢٠٢٠، تجددت أعمال العنف في إقليم دارفور في مناطق كثيرة أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص بينهم نساء و أطفال. وربما لم يكن أمام آلاف النازحين من معسكرات بليل ودريج وعطاش ودمه بعد الحريق الكامل للقرى بشرق محلية بليل بولاية جنوب دارفور التي تبعد “٢٠ ” كيلومتر من مدينة نيالا حاضرة الولاية، في ظل الاحداث الدامية غير الفرار والنزوح بحثا عن ملجأ آمن.
تلك الأحداث المؤسفة التي إندلعت يوم الأربعاء نتيجة محاولة سرقة، قتل فيها شخص وتصاعدت يومي الجمعة والسبت إلى حملات إنتقام واسعة في المنطقة وخلفت عددا من القتلى والجرحى وتسببت في تشريدهم من قراهم المحروقة إلى ملاذ آمن فإختاروا معسكرات شرق نيالا بعد أن أعياهم إنتظار المجهول وهم يواجهون خطر التعرض للنقص الحاد في الغذاء وأوضاعا إنسانية وأمنية وتدهورا في الخدمات الصحية والتعليمية في ظل إستمرار الهجمات وحرق المنازل النهب، والهجمات الممنهجة على قرى، (حميضة، سيموا، ام شطير، جميزة أربعاء ،اموري، تقلا) إستخدمت فيها أسلحة ثقيلة اختل فيها توازن القوة تماما ما بين مواطنين عزل وقوة عسكرية عبارة عن مليشيات الدعم السريع المتورطة في الهجمات التي طالت قرى محلية بليل على ظهر سيارات الدفع الرباعي وأخرين يمتطون ظهور الجياد شاهرين أسلحتهم على رؤوس أهالي المنطقة دون أدنى رحمة أو شفقة لطفل رضيع أو شيخ كهل أو إمرأة مسنة. وأسفر الهجوم عن مقتل ٢٠ شخص على الأقل و إصابة العشرات وما زال هناك مفقودين إقتادتهم المليشيات إلى أماكن غير معلومة وأخرين لقوا حتفهم حرقا داخل منازلهم.
إن الوضع الأمني في دارفور بات صعبا ومترديا في ظل هجمات قوات مدعومة من قبل سلطات الإقليم والمركز. أثبتت تلك الهجمات تواطؤ السلطة الإنقلابية مع، بل ودعمها نهج القتل الجماعي، الإغتصاب، التشريد، الحرق، الإعتقالات والتعذيب بهدف تهجير السكان من المدن والقرى وتفكيك معسكرات النازحين.
لكن للأمانة و التاريخ ما يؤلم حقا هو تبرير البعض للإبادة الجماعية بحجج واهية ومخجلة لا لشئ غير تمرير إتفاقية جوبا الهزيلة الواحلة في الطين اللازب لكن ولقصر نظر موقعي الإتفاق، هل نتوقع الإنسحاب من السلطة، وفض اليد من إتفاق جوبا الذي عول عليه السودانيون ان يوقف آلة الحرب التي حصدت أرواح وشردت الملايين في دارفور وجبال النوبة والفونج أم أن المكاسب الشخصية والذاتية تمنع مثل تلك الخطوة، وذلك حفاظا على السلطة؟.
كل الاحداث التي تجري فى كل ربوع الوطن السودان الحبيب هي عبارة عن سيناريو متكررة لانتهاكات متواصلة من أجل بقاء في السلطه .
كل هذا المليشيات مرسله من البرهان ونائبه الملعون يجب على أهل الهامش التوحد في صف واحد من المواجهة لا خيار لنا أن نسقط السلطة الانقلابية