الموقع الاليكتروني ينشر بيان تحالف قوى التغيير الجذري

تحالف قوى التغيير الجذري
بيان حول الأحداث بولايات دارفور

نتابع تفاقم الأوضاع في محافظة بليل بإقليم دارفور والتي أسفرت عن حرق عدد من القرى وصل عددها لاثني عشر قرية، وقتل العشرات بينهم نساء وأطفال، ونهبت الأملاك، مع أنباء متواترة عن حالات اغتصاب، كما تشير الأنباء ومقاطع الفيديو المنتشرة لضلوع مليشيات بلباس عسكري، وبعضها يشير لتدخل مباشر من مليشيات الجنجويد، مع غياب ممنهج للسلطات الأمنية مما يشير لتواطؤ متعمد، فيما تصمت السلطات الانقلابية في المركز صمت القبور عن الجرائم المنهجية لتلك المليشيات.

جماهير الشعب السوداني:
إن فحوى وطبيعة الصراع الدائر في دارفور يتعلق بالصراع حول الموارد، وظلت الحرب التي تقودها السلطة بتحالفاتها المختلفة تستهدف إفراغ الأرض ونهب خيراتها، وفي سبيل تحقيق أهدافها القميئة تقوم السلطة وعبر وكلائها في مليشيات الجنجويد، والقوى العسكرية الأخرى من نظامية، ومليشيات قبلية يتم تسليحها من قبل المتحكمين في المركز، بالإبادة الجماعية، وحرق القرى وافراغها، واستبدال وتغيير الطبيعة السكانية بمجموعات موالية تحكم عبرها السيطرة على الموارد الطبيعية الغنية بالإقليم، وأولها بالطبع هي الأرض بما حوت من معادن، وخصوبة، ومياه.
تتغير أسماء السلطة الحاكمة من نظام المؤتمر الوطني لسلطة اللجنة الأمنية، ثم لسلطة انتقالية أولى وثانية، ثم سلطة انقلاب كامل، ثم لسلطة شراكة الدم الجديدة، وتظل دارفور وغيرها تنزف، وتستنزف خيراتها، ويباد أهلها، وتغتصب نساءها، لأن الحقيقة أن طبيعة السلطة لم تتغير البتة، فهي ما زالت سلطة الطفيليين والعسكر والمليشيات، تضاف عليهم قوى تتغير مع تغير الظروف ولكنها في مجملها تحافظ على الطبيعة النهبية للنظام الحاكم، وتتشارك في القتل والنهب والسرقة لموارد البلاد، ولا يعنيها المواطن إلا كرقم في تعداد الضحايا، وتظل اتفاقيات السلام بين القوى المسلحة والسلطة مجرد توزيع لغنائم الحرب دون ولوج لأس الإشكالات ولا مخاطبة لجذور الأزمات.

جماهير الشعب السوداني، مواطني دارفور وكل مناطق النزاعات:
إن الحل الوحيد الصحيح لإيقاف هذه المجازر، ومنع الحروب وإحقاق الحقوق والسلام العادل، إنما ينبني على إسقاط هذا النظام بوجوهه المتعددة، نظام النهب والتبعية بكامله: إسلاميين وطفيليين، مليشيات وعسكر، وقوى سياسية حريصة على استمرار النظام القمعي.
إن التغيير الثوري هو الذي يسقط السلطة القائمة ويبني على أنقاض نظامها نظاماً جديداً يحترم الإنسان، ويحقق العدل، عبر سلطة الجماهير، أصحاب المصلحة في التغيير، ويبني السلام عبر عمليات تخدم الضحايا أولاً، وبمشاركتهم كفاعل أساسي فيها، وسنظل نحن في تحالف قوى التغيير الجذري نعمل بلا كلل، ومع كل أصحاب المصلحة لتحقيق الدولة السودانية الديمقراطية، ومعاقبة كل الجناة على كل الجرائم، إبراءً للجراحات، وإحقاقاً للعدل.

تحالف قوى التغيير الجذري
27 ديسمبر 2022