كذب ولا يرمش

عثمان فضل الله

إعدت المنصة باتقان .. وجهز الخطاب الكذوب
جلب الاطباء الي مقر المحكمة لاضافة مزيد من الاثارة
على المشهد الدرامي .. قالوا له كن شجاعا، وثابتا وهو الذي اتت الاخبار
من السجن بان بينه وبين ذاك ملايين الفراسخ .. كالدمية هو بين يدي
ملعبها فقد اعتاد على الامر .. جعلوه حتى في ظهوره الاخير يكذب ولايرمش له جفن وهو يعلم ان كل من شاهد خطابه لن يدهشه احتشاده بالكذب وانما الذي سيدهش هو كيف لرجل بهذه العمر وفي هذا الظرف ان يصر على الكذب ويتحراه .. غير ان هذه الدهشة لن تستمر معك طويلا فالرجل ظل يكذب ويكذب حتى لقب عند أهل السودان بـ(عمر الكضاب) وكتب عندهم كاذبا وماعند الله هو العليم به وحده.
كذب البشير وهو يتحدث عن تخطيطه وتنفيذه للانقلاب
وكذب البشير وهو يتحدث عن مراعاة حرمات النساء في مخادعهن
وهو الذي لم تراعي قواته يوما إِلًّا وَلَا ذِمَّةً فبدأ عهده بدق المسامير في الرؤس
وانهاه بدق الخوازيق في الدبر .. فكيف له ان يتحدث عن الاخلاق أو مرعاة المحارم.
كذب البشير وهو يتحدث عن ان تحركهم كان من اولياته السلام وهو الذي حرك لقطع الطريق على اتفاقية الميرغني قرنق بعد ان وافق عليها الصادق المهدي (بتوضيحاتها) ورات الجبهة الاسلامية وقتها ان في اقرار السلام إضرارا بموقفها السياسي وجندت صحفها الراية والوان وصوت الجماهير والاسبوع للنيل من الاتفاق ووصفه بذات الاوصاف التي يدمغون بها اليوم (الاتفاق الاطاري)، من علمانية وتهديد للدولة الوطنية وتجميد حدود الشريعة الاسلامية وتفكيك للجيش الوطني .. ذات الخطاب وذات اللغة يستخدمونها متى ما ارادوا وكيف ما ارادوا.
كذب البشير وهو يتحدث عن انجازات حكومته، وهو الذي حكم لثلاثين عاما تطاول فيها بنيان منسوبي التنظيم وتقاصر فيها حجم الوطن، وكذب البشير وهو الذي حكم ثلاثين عاما
بانت فيها النعمة على اعضاء الحركة الاسلامية وعم البؤس والشقاء مجموع الشعب السوداني حتى اطلقوا النكات متهكمين ( ناس الجبهة دخلونا المساجد ودخلوا السوق).
كذب البشير وهو يدعي المرض، وكذب البشير وهو يدعي النزاهة والحرص على الوطن وهو الذي وجد تحت سريره في مخدعه 25 مليون دولار في حين كان المرضى في المستشفيات يبحثون عن حقنة الانسوليين وجرعة الكولوركين ويصطفون امام الصرافات الآلية للساعات الطوال بحثا عن بعض الجنيهات التي اكتسوبها بعرقهم وابتلعتها بنوكه .
كذب البشير ومن خلفه مجموع منسوبي تنظيم الحركة الاسلامية ومن صفقوا لخطابه وارادوه
ان يكون عنوانا للبسالة والتضحية وهم يعلمون ان من خلف البشير تنظيما لايؤمن بالدولة القطرية ولايعرف عن العقيدة الفطرية التي جبل عليها اهل السودان شيئا واتانا بفكرة مفتراة وفرية
الدين عندها مطية والاخلاق عارية والغاية في مظنها تبرر الوسيلة.
وبس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.