الأقلام المأجورة لا تصيب كبد الحقيقة

حسني محمد سور(البند السابع)


من دون أدنى شك إن النخب السياسية ظلت في كل الحقب التاريخية تمارس عملية تغبيش الوعي وعدم إحترام عقول الشعوب في تزييف وإجهاض نضالات المكونات بدوافع إثنية ممنهجة ونسب الإنتفاضات لمكونات إثنية وجغرافية محددة، وتختزل عوامل الثورة في المركز بدون مراعاة لحقوق أصحاب التغيير الحقيقي.

يعلم الجميع أن أول من تمرد على السلطة في الخرطوم كان من أي جغرافيا وأول من كفر بإسم المركز من أي جغرافيا كل هذه الشواهد التاريخية تدل علي أن هنالك غبن متراكم من زمن طويل للأقاليم الأكتر تهميشا، وأكتر من يعاني من ويلات الحروب وأنين القتل والألم والتشريد هم أكثر ثورية من الذي يبحث عن تحسين المعيشة، تحسين الطرق ،خدمات الكهرباء وتوفير الغاز لطهي الطعام.لذلك من الطبيعي أن تكون رغبة التغيير الحقيقية في جنوب السودان من جوزيف لاقو ثم الأب فيليب غبوش، جبهة نهضة دارفور، إتحاد جنوب وشمال الفونج، الحركة الشعبية لتحرير السُّودان ثم إتحاد طلاب دارفور ومرورا بحركات الكفاح المسلح في دارفور وحركة وجيش تحرير السودان في ظل عمق النضال المسلح في بعض المواقف للأحزاب تطالب بالوحدة مع وادي النيل وبعضهم يريد هوية عربية مشتركة والبعض منهم لا يتجاوز تفكيرهم باب عشيرتهم. نفس هذه الأحزاب السياسية الآن هي من دعاء للتغيير والإصلاح ولكنهم يجهضون نضالات شعوب الهامش ونضالات الشباب في ثورة ديسمبر المجيدة في تزييف وإجهاض نضالات الشعوب المهمشة. تقوم هذه الأحزاب والنخب في عملية تزوير حقيقية ومعظم الأجيال الشبابية شهود عيان في أن شرارة الثورة كانت في الدمازين بتاريخ 13 ديسمبر إلا إن النظرة المركزية والنخبوية والإرتباط الوجداني يحتفل بيوم 19 في أقصى شمال السودان في عطبرة التي ماهي إلا محطة من محطات الثورة لكن ليس بالأمر الغريب من النخب أن تحتفل بعطبرة دون الدمازين والخزي والعار لكل الأحزاب السياسية ولجان المقاومة لعدم صد ومنع عملية التزييف وتحريف التواريخ والمناسبات التاريخية التي سوف تسطر المجد لتاريخ السودان الجديد وخلق وعي مجتمعي مبني على الحقائق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.