السودان الجديد هو الحل
عرفه عبد الله
إن الصراع السياسي في الدولة السودانية لا يزال مستمرا حول كراسي السلطة بطرق ووسائل مختلفة – ويتضح ذلك في حالة الإنقلابيين وهم يتشبثون بالسلطة دون أي تفويض شعبي وكذلك القوى السياسية والنخبة المركزية المتصارعة فيما بينها للسيطرة على السلطة بدلا من تقديم برنامج أو رؤية سياسية تسهم في معالجة ازمة البلاد.
لا تزال الدولة السودانية منذ تأسيسها تحت مأزق الدائره الشريرة إنقلابات عسكرية ودكتاتوريات مدنية وحكومات مركزية متدثرة بثوب العروبة والإسلام. فهنالك قوى تقدم نفسها للشعب السوداني بإعتبارها قوى تقدمية وتغييرية، لكن في الحقيقة لا فرق بينها ونظام عمر البشير – المؤتمر الوطني. بل تسعى هذه القوى والكتل السياسية هذه الأيام للإصطياد في المياه العكرة بغية تحقيق مصالحها وإعادة إنتاج الأزمة مرة أخرى والإبقاء على الهوية الإقصائية (الإسلاموعروبية). تلك القوى تطرح مبادرات مفخخة لم تتطرق فيها على جذور المشكلة السودانية. فهذه القوى التقليدية لا تريد المساس بما يُسمى بالمشروع الحضاري وإمتيازاتها التاريخية، في محاولة منها للوقوف ضد إرادة الشعب السوداني الذي يتطلع إلى الحرية.
إن الحديث عن الانتقال السياسي في ظل نظام إنقلابي يعد خدعة وحديث اشبه بـ(كلام الطير في الباقير) – يكفي ما جرى لإتفاق جوبا الذي نترحم عليه. فقد رحل هذا الإتفاق في صمت منذ التوقيع عليه ودفن مع الإتفاقيات السابقة وسيسقط ايضا الانقلابيين بإرادة الشعب السوداني الصامد.
ليست هنالك اي رؤية تقود للتغيير سوى رؤية الحركة الشعبية ممثلة في رؤية السودان الجديد التي من خلالها يتم بناء سودان جديد علماني ديمقراطي قائم على أسس الحرية، العدالة والمساواة.