الموقع الرسمى يعيد نشر حوار الفريق جوزيف لاقو ٢٠١١

 

جوزيف لاقو: أتوقع مزيد من الإنقسامات في السودان !!
وحكومة ( المحجوب) إغتالت الزعيم وليم دينق!!
قيادة الجيش السوداني طلب مني طرد جون قرنق من العسكرية،ولكنني أبتعثته الي الولايات المتحدة !!
اذا لم تحل مشكلة دارفور وتنفذ المشورة الشعبية فأن الشمال سيتشتت !!
صفقة ترحيل ( الفلاشا) كان وراء إجهاض أتفاقية أديس أبابا !!
لم أرفض أنضمام أبناء النوبة ل ( الانيانيا)..والقذافي حرضني ضد نميري !!
بدينا معاركنا ضد نظام الخرطوم بثلاثة بنادق هي (فوروفو،موريس مارتيني،أبو لافتة)!!

حاوره من جوبا: جاتيقو اموجا دلمان
طالب مستشار رئيس حكومة جنوب السودان ورئيس المجلس الاقليمي الاعلي لجنوب السودان الاسبق وقائد حركة الانيانيا (1) الفريق جوزيف لاقو بضرورة الاسراع لحل مشكلة دارفور والاعتراف بتعدد الشمال وتنوعه تفاديا لمذيد من الانقسامات،وحمّل لاقو حكومة محمد أحمد المحجوب مسئولية إغتيال الزعيم الجنوبي وليم دينق،وقال أن أنقلاب عبود جاء للقضاء علي مقترح الكونفدارلية،واصفا مؤتمر جوبا 1947م ب ( مؤتمر الوصايا والتعليمات) ،ومؤكدا أن الوحدة بين الشمال والجنوب بدأت قسرية وأستمر بذات النهج حتى موعد حق تقرير المصير،ونفي لاقو رفضه أنضمام أبناء النوبة لحركة الانيانيا ،وأكد أن صفقة ترحيل ( الفلاشا) كانت وراء إجهاض أتفاقية أديس ابابا.

* الفريق جوزيف لاقو
– من مواليد مدينة ” نمولي” درس المرحلة الاولية في منطقة “أقوت” والوسطي في ” لوكا” ثم التحق بمدرسة رومبيك الثانوية،ومنها الي الكلية الحربية بأم درمان وتخرج منها في مايو1960 برتبة الملازم ثاني.
– أولي محطاته العملية كانت القيادة الشمالية ” شندي” وثم وادي حلفا،نقل بعدها الي رئاسة الكتيبة الثانية في الملكال،ومنها الي سرية الادارة في جوبا .
– ذهب الي نمولي لقضاء إجازته السنوية ،والتقي بكبار القادة السياسيين (جوزيف ادوهو والاب سنترلينو لاهوري ووليم دينق)،وكان ثلاثتهم قد غادر الخرطوم اعقاب أستلام عبود السلطة في نوفمبر1959م.
السيد لاقو نبدأ بالذي دار بينك وهؤلاء القادة السياسين؟
تفاكرنا في مستقبل الجنوب ومصير المواطنين،خاصة أن الجيش السوداني اخذ الطابع العنصري،وبدأ في تنفذ أجندة سياسية ضد الجنوب، وقبلها قامت القيادة العامة في الخرطوم بتسريح الفرقة الاستوائية وأستبدالها بفرقة شمالية،لذا انا قررت الخروج من القوات المسلحة وتأسيس جناح عسكري لأول حركة تحرر في جنوب السودان،مهمتي كانت صعبة ،وقتها ليس لديها سلاح،وقد قمت بالاتصال بقدامي المحاربين من جنود الكتيبة الاستوائية،وبدينا في التدريب.
ما معني كلمة ” الانيانيا” التي سميت بها حركتكم العسكرية لاحقا؟
كلمة ” الانيانيا” تعني بلغة قبيلة “المادي” السم القاتل الذي ليس له علاج
متي بدأت الحركة معاركها العسكرية ضد نظام الخرطوم؟
أول معركة بيننا والجيش كانت في سبتمبر 1963م في طريق ( ياي،مريدي) ،وكنت حمل “بانقا” ولدينا فقط ثلاثة بنادق قديمة هي (فوروفو،موريس مارتيني،أبو لافتة) تحصلنا عليها من المواطنين،ولكن بعدها أستفيدنا من المشاكل التي وقعت في الكونغو وتم طرد جيش السابا ” قوات لوممبا” وكثير منهم جاء الي السودان وقام ببيع أسلحته،وأيضا أفادتنا الحرب بين العرب وأسرائيل كثيرا من جانب التسليح.
كيف؟
قام جوزيف أدوقو بالاتصال بالسفارة الأسرائيلية في كمبالا،ومن هنا تم التنسيق،وقامت أسرائيل بعمليات إسقاط للمؤن والسلاح في مناطق سيطرة ” الانيانيا”
الانقسامات الكثير في صفوف النخب الجنوبيين وقتها،ماهي تأثيراتها علي نشاط الحركة العسكري؟

الجيش لن يتأثر بخلافات السياسيين،وكنا موحدين رغم الانقسامات الكثيرة وسط السياسيين،وكانت القوات تحت سيطرتي،وفي الناحية تجاوزنا السياسيين وعملنا بشكل منفرد،وواصلنا النضال.
ما هي أهداف “الانيانيا”؟
فقط تحرير جنوب السودان،باعتبار أن السياسيين الجنوبيين كانوا قد طالبوا بحكم فيدرالي، الا أن الشماليين رفضوا.
مقاطعا..متي رفضوا ؟
يا أبني مشكلة جنوب السودان بدأت منذ العام 1947م،قبل هذا التاريخ كان نظام الحكم في جنوب السودان يختلف عن شمال السودان، الجنوب كان قريب من شرق أفريقيا في توجهاته،والشمال كان أقرب الي مصر،وكلهما تحت الحكم الانجليزي، وتم توحيدهم في العام 1947م،وهذا كان اكبر خطأ،وقتها الجنوبيين طالبوا بحكم الذاتي الاقليمي،مقابل بقائهم ضم السودان الموحد،ولكن الشماليين رفضوا المقترح.
ولكن القادة الجنوبيين كانوا جزء من مؤتمر جوبا 1947م؟
ما تم في مؤتمر جوبا،عبارة عن تعليمات ووصايا،ليس هنالك تداول ولا نقاش،كل ما تم هو أن الانجليز،جاءوا لأبلاغ الجنوبيين بأن بريطانيا قررت أن يكون السودان موحد،وهذه الوحدة بدأت قسرية وأستمرت هاكذا الي يومنا هذا،والشماليين كانوا من وراء إصرار المستعمر توحيد السودان بالقوة،لانهم كانوا أقرب الي المستعمر من الجنوبيين.
لماذا أتجتهم الي حمل السلاح بدلا عن التفاوض في اعقاب الاستقلال؟
القادة الجنوبيين السياسيين القدامي في تنظيم الاحرار،تحدثوا كثيرا مع الشمال،وطالبوه بحكم فيدرالي يراعي الحقوق الثقافية والدينية لشعب الاقليمي،ولكن الشماليين “رأسهم قوي” ما بسمعوا الكلام ولا بستفيدوا من التجارب،لذلك ليس امامنا لا حمل السلاح والقتال.
– صمت ثم واصل: السياسيين الشماليين سلموا الفريق عبود السلطة بغرض قهر الجنوب،ومنعه من المطالبة بالحكم الفيدرالي،وبدلا من يتم حل قضية الجنوب سلميا من داخل البرلمان،فضل الشماليين الحل العسكري،لذلك سلموا عبود السلطة،لذا فقد الساسة الجنوبيين الأمل في الحوار السلمي.
السيد لاقو ونحن علي اعتاب حق تقرير المصير ماهي أسؤا فترة حكم بنسبة للجنوبيين؟
بعد الانقاذ،أكثر فترة ماتوا فيها الجنوبيين كانت فترة حكومة محمد أحمد المحجوب، حكومة المحجوب هي التي وجهت بإغتيال الزعيم وليم دينق،وقام الملازم أول وقتها (……….) ،وهو دفعتي في الكلية الحربية بالتخطيط للعملية وتم تنفيذها بواسطة قوة أتت من الشمال نصبت كمين للزعيم وليم دينق في طريقه من رومبيك الي تونج.
هل شاركتم في مؤتمر المائدة المستديرة1965م؟
نعم،ذهب وفد من الحركة برئاسة أقري جادين ،وفشلت المفاوضات ،واذا الشماليين وافقوا حينها علي مطالب الجنوبيين التي قدمت في مؤتمر المائدة،لتم حل المشكلة،ومطلب الجنوبيين كان الفيدرالية.
طيب السيد لاقو لماذا رفضت إنضمام النوبة ل ( الأنيانيا)؟
هذا الحديث غير صحيح، كل ما في الأمر،هو أن الاب فيليب غبوش جاء وحده الي قيادة الحركة وطلب الانضمام،وأنا قلت له،ما دايرين سياسيين،اذا كانوا النوبة لديهم مشكلة ،أمشي يجيب العساكر وتعال،وأنا عارف أنو النوبة يعانوا من نفس الظلم الذي وقع علي الجنوبيين.
كيف ذهبتم الي أديس أبابا 1972م؟
الحكومة في الخرطوم هي من طلبت التفاوض،وقامت بالاتصال بمندوب الحركة في لندن ماندونق قرنق بواسطة سفير السودان لدي بريطانيا،وقرنق أبلغنا بأن الحكومة تريد أن تدخل معنا في مفاوضات،قلت له اذا كانت الحكومة قد أعترفت بقضية الجنوب، فليس لدينا مانع،وقبل ذلك بفترة قال الرئيس نميري أن المواطنين في جنوب السودان يختلفون عن مواطني شمال السودان ثقافيا وعرقيا،لذا لديهم الحق في المطالبة بالحكم الاقليمي،وهذا الحديث هو الذي فتح باب المناقشات،وأنا قلت أن السياسيين قبلي كانوا يطالبون بهذا،لذلك وافقنا علي المفاوضات.
من الذي ترأس وفدكم في مفاوضات أديس ابابا؟
الوفد كان برئاسة رئيس الحزب الفيدرالي أزبوني منديري وهو من قدامي السياسيين في الجنوب بجانب جوزيف أوديقو،وبعد مفاوضات طويلة تم التوقيع علي الاتفاقية.
اذا ما هي تحفظات الدكتور جون قرنق ،طالما أن الاتفاقية نصت علي الحكم الذاتي الاقليمي؟
أولا جون قرنق كان ضابط صغير في الزمن داك،ولم يشارك في المفاوضات،ولكنه كان معترضا علي دمج قوات الأنيانيا في الجيش السوداني،وبدأ في توزيع منشورات وسط القوات ضد عملية الدمج،وعندما وصلني الخبر،قمت بأستدعاء جون قرنق الي جوبا،وقلت له يا قرنق المنشور ده أنت مسئول منه،قال نعم،أنا الذي كتبه،في حقيقة أنا زعلت قلت له أنت ما لك داير تعمل ( لخبطة)،وزميلي في الجيش اللواء فضل الله حماد طلب مني عزل جون قرنق وطرده من الجيش،وقال لي الذول ده خطير،واذا أستمر بخرب الجيش،وكان ردي للواء فضل الله،أصبر شوية جون قرنق ده لسه العسكرية ما دخلت في (مخه) ده ولد صغير،وقمت بنقله من بور الي ملكال ليكون أركان حرب لقائد الانيانيا هناك بول أويل،وحسب النظم العسكرية فان قرنق ترقي مباشرة بعد التخرج من كلية الانيانيا العسكرية الي رتبة ” النقيب” وهو الخريج الجامعي الوحيد الذي أنضم ل ( الانيانيا).
كم من القوات تم دمجهم؟
قمنا بدمج (6) ألف جندي من قوات الانيانيا ومثلهم من الجيش السوداني في قوة واحدة، وهي القيادة الجنوبية،ومن بينهم الدكتور جون قرنق والقائد سلفاكير ميارديت والقائد وليم نون بينج والقائد كاربينو كوانين بول،هؤلاء من أسسوا الجيش الشعبي لتحرير السودان.
اذا الحركة الشعبية هي أمتداد ل ( الانيانيا)؟
هذا صحيح والانيانيا نفسها هي أمتداد للفرقة الاستوائية.
يعني تجاوزتم “عقبة” أعتراضات جون قرنق؟
لا جون قرنق كان ضابط له قدرات كبيرة وذكاء وأفكار سياسية غير موجود عند أي شخص،وأنا قلت لازم نحافظ علي هذا الولد ،وعندما أستلمت أشارة من مدير فرع الادارة في القيادة العامة اللواء عبد الماجد حامد خليل يطلب مني أبتعاث ضابط من قوات الانيانيا الي أميريكا، أنا قلت طوالي” شيل قرنق ده،وأنا ما دايره يكون موجود أثناء توزيع القوات المندمجة،حتى لا يدخل في مشاكل مع الجيش السوداني.
أكبر أنجاز حققته أتفاقية أديس ابابا شنو؟
تكوين نظام حكم أقليمي في جنوب السودان، بمعني أن أديس أبابا عادت بالجنوب الي ما قبل 1947م،وأصبحت ادارة الجنوب مختلفة عن شمال السودان،ومهدت لحق تقرير المصير.
من وجهة نظركم السيد لاقو لماذا تخلي نميري عن أديس ابابا؟
المعلومات التي توفرت لدينا وقتها،هي أن نميري قام بالاتصال بأسرائيل،والتقت وزير الدفاع الاسرائيلي في ذاك الوقت إريل شارون في فندوق خارج العاصمة الكينية” نيروبي” وقال نميري لشارون أنه بأعترف بأتفاقية ” كامب ديفيد” وطلب من أسرائيل عدم التعاون مع الجنوب،وطلب منه شارون ترحيل يهود أثيوبيا ” الفلاشا” الي أسرائيل مقابل قطع ان تقطع أسرائيل علاقتها بالجنوب،وهذا ما تم،لذا خرج نميري هو مطمئن ،وقال أن أديس أبابا لا قرآن ولا أنجيل،وتخيل نميري أن قفل الطريق أمام الجنوبيين سيحل المشكلة.
طيب ماذا فعلتم بعدها؟
بعد القاء نميري والصادق في بورتسودان،أتصل بي الرئيس الليبي معمر القذافي ،وكنت وقتها في إجازة ببريطانيا،وطلب مني القذافي أسقاط نظام نميري بالقوة بمساعدة من ليبيا،ولكنني رفض، واذا كان تفكيري أنتهازيا مثل نميري لقبلت طلب القذافي،وأستخدم نميري القوة لترحيل الكتيبة (105) التي رفضت الانصياع لتعليمات القيادة،وأنسحبت الكتيبة الي الحدود الاثيوبية،وكان منقستو في خلاف مع نميري لذلك دعم الكتيبة بمدربين من ألمانيا،وقام قذافي بترحيل السلاح الي أثيوبيا لتسليح هذه القوات،وخلال فترة وجيزة بناء قرنق جيش قوي من جيش الانيانيا.
ولكن لاقو لم يحمل السلاح مجددا؟
أنا أشيل السلاح تأني عشان أعمل شنو،أنا سمعت أنو أولادي الذين دربتهم في الانيانيا ( قرنق، سلفا، وليم ،كاربينو)هم القادة في الحركة الجديدة ” الحركة الشعبية” لذا أنا كنت سعيد جدا بالخطوة،وقلت نميري عامل فيها ذكي،خلي الاولاد ديل دقوه كويس.
ما هو الشئ الذي رجع كفة الانفصال غير ظلم وتهميش المركز؟
“الانفصال” ده رأي معظم الجنوبيين،منذ العام1947م، وفي الحقيقة السودان كان لا بد أن يكون فيه دولتين نسبة لتباين الثقافي والديني والعرقي بين الشمال والجنوب،ولكن النخب الشمالية يتخيل لها أنها أذكي من الجنوبيين،لذا عندما طلب الجنوبيين الحكم الفيدرالي مقابل البقاء في السودان الموحد،الشماليين تجاهلوا الفكرة،ظنا منهم أنهم يستطيعوا أن يحكم الجنوب بالوصايا .
طيب لماذا يطالب لاقو بتسمية الدولة الجديدة بجنوب السودان،خاصة أن هنالك مقترحات كثيرة تم طرحها الان بقوة؟
انا قلت الدولة الجديدة ده يسموها “دولة جنوب السودان” والجزء المتبقي من الدولة السودانية يسموه “دولة شمال السودان” علي شاكلة “المانيا الشرقية” و”ألمانيا الغربية”، حتى نعطي فرصة للشمالييين لتغيير السلطة في المركز،ويتم إقرار مبدأ قبول الآخر والاعتراف بالتنوع،ويمكن أن يعود السودان تأني ويصبح دولة واحدة.
يعني في أمل؟
في أمل كبير،اذا كان الشمال قبل مقترحات بنجامين لوكي بأعطاء الجنوب نظام حكم فيدرالي،أو حتى قبل الشمال الوحدة التي طرحها جون قرنق،وتخلي عن الشريعة الاسلامية،وطبق العلمانية لأصبحنا موحدين الان.
السيد لاقو ما هي المشاكل التي ستقابل الجنوب والشمال بعد الأنفصال؟
الجنوب سيقابل تحدي التنمية وخاصة البنية التحتية،ولكن الشمال سيقابل مشاكل أكثر تعقيدا ،هنالك أنقسام كبير في الشمال،وكل القوي السياسية غير متفقة مع النظام الحاكم،هذا بجانب وجود صراع ثقافي وعرقي،يعني أقاليم مثل ( دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والشرق)،كلها لديها مشاكل مع النظام،وصيتي للشمال هي أن يوقع أتفاقية وبأسرع فرصة مع دارفور وإعطاء الاقليم حكم ذاتي أقليمي،مع منح الشرق فرص تنمية أكبر،ثم تنفيذ أستحقاق المشورة الشعبية للمنطقتين،اذا لم يتم ذلك فأن شمال السودان سيتشتت،دارفور ستنفصل وجبال النوبة والنيل الازرق سينضمان للدولة الجنوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.