الدولة الحديثة دولة علمانية بطبيعتها ولا يمكن أن تكون دينية
✍🏿: طالب حمدان
الدولة الحديثة في تكوينها دولة علمانية بإمتياز. ولكن تحويل مؤسسات الدولة الحديثة إلى دولة دينية، هذا هو الخطر ومورد التهلكة بعينه وهنا السودان سوف لن يكون دولة واحدة مهما كان كل السودانيين مسلمين أو مسيحيين أو ينتمون إلى أي دين اخر، لأن طبيعة الدولة الحديثة تختلف تماما عن طبيعة الدولة الدينية مهما كان شكلها في مؤسساتها ونظم حكمها…فلا تخلطوا الأشياء.
من يريد الدولة الدينية فعليه أن يلغي نظام الدولة الحديثة ويبني دولته الدينية بالطريقة التقليدية التي قامت بها ولكن النظام الحالي للدول هو نظام علماني بحت ولا علاقة له لا بالإسلام ولا بالمسيحية ولا باليهودية ولا بأى دين من الأديان إن كانت سماوية أو أروحانية، لأننا نعرف كيف قامت تلك الدول الإسلامية وكيف قامت من قبلها الدولة الدينية إن كانت مسيحية أو يهودية.
نحن حقيقة نتحدث مع أميين يدعون بأنهم متعلمين ولكنهم لا يفقهون شيئا.. أو على الأقل يزايدون في أشياء واضحة وضوح الشمس لا تحتاج إلى أي إجتهاد لإثباتها. فالدولة الحديثة بشكلها الحالي دولة علمانية، فمن يريد الإرتداد للنظام الديني فعليه أن يلغى نظام الدولة الحديثة ليمرر أجندته بسهولة ولكن عن طريق الدولة الحديثة ومؤسساتها فمن الصعوبة تمرير أجندات الدولة الدينية.. هذا هو المنطق الواضح بدون رتوش..
أرجعوا إلى نظام الدولة الإسلامية القديمة وقاتلوا من أجلها وقتها سنصدقكم، ولكنكم لا يمكنم إتخاذ مؤسسات الدولة العلمانية الحديثة لتطبيق نظام الدولة الدينية . هذا سوف لن يحدث ومن الصعوبة حدوثه كما زكرنا سالفا.