ستبقى لقاوه حاضنه للتعايش ودار للجميع
✍🏿: باب الله كجور
ظلت لقاوة خارج دائرة الحرب الثانية بفضل تماسك وإنسجام وتفاهم مكوناتها الإجتماعية التى إتفقت على نبذ الحرب وتجاوز مرارت الماضى ورفعت شعار من لم يجرب طعم الحرب لا يعرف قيمة السلام. وأجمعت مكونات لقاوة على إختيار التصالح مع الذات والإبتعاد عن المؤثرات الخارجية والخلافات الداخلية ولفظت أصحاب الأجندة ومن له أطماع، وتوافقت على كشف كل منفلت مخرب وتعريته وفضحه وإفساد كل مخطط من شأنه زعزعة الأمن والإستقرار وأخمدت نيران الفتن فعاد كل ذلك بالخير والرخاء وتبادل المصالح بين المزارع والراعى خاصاة فى إستخدام الأرض والمياه. وشجع هذا الجو من يمارس المهن والحرف اليدوية المرتبطة بالحياة اليومية أن يبذل المزيد من الجهد.
مايجرى فى لقاوة وهى من المدن التى فتحت أبوابها أمام المواطنين فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية حيث رفض سكانها بمختلف إثنياتهم فى شموخ وإباء سياسات النظام البائد بحرمانهم من التسوق والحصول على الأدوية والسلع الإستهلاكية.
فأعداء السلام الإجتماعى ومن كان رأس الرمح فى الإعتداء على أم كوجى، ( الفقرة) والطرين، نمر شاقو.ط، أرشلجى، وغيرها أرادوا أن تنقلب الأوضاع رأسا على عقب وأصروا على وأد بصيص الأمل والرغبة الكامنة فى نفوس الحادبين بأن تبقى لقاوة حاضنة للتعايش السلمى وملاذ للخائف ومأوى للملهوف كما كانت من قبل.
فاللجؤ للعنف من قبل هؤلاء المنفلتين لن يغير حقائق الواقع والتاريخ، ولن يعدل الحدود الإدارية والجغرافية والخارطة الديمغرافية كما حدث فى دارفور ولن يعجل بتحقيق نصر كاسح وإلحاق هزيمة ساحقة بأصحاب الأرض. كما أن إثارة النعرات القبليه وسياسة فرق تسد ورفض الآخر يسبب لونه وجنسه سيفضى إلى تفيكك الأواصر وسيحرق علاقات الدم والتصاهر وسيصعب عملية التساكن بين المجموعات المعمرة للقاوة.
على العقلاء العمل على تدارك الموقف والسعى إلى الخروج من هذا المستنقع الآسن وتحكيم صوت العقل، وإعتماد الحوار ولا عنف وسيلة. وأن يضعوا نصب أعينهم بأن (الياواك ) ستكون دار للجميع (نوبة – مسيرية – داجو) وغيرهم على الرغم أن كل الوثائق والمكاتب تشير وتثبت أن المستر كرويت عندما أراد بناء مركز لقاوة كمقر له لإدارة شئون الناس وممارسة سلطته كممثل للحاكم العام طلب الإذن من تباكو سلطان كمدا دون غيره، وهذا جزء من كل فإستغلال حالة اللادولى والاستقواء بالمليشيات التى أصبح قادته فى غفله من الزمان فى كابينة السلطة المركزية، والذين لا يألون جهدا فى دعم أبناء عمومتهم من العطاوة بالسلاح والعتاد للتمدد طولا وعرضا بالقوة ولإجبار النوبة والداجو كشعوب أصيلة وحملهم على التنازل عن حقهم عن ملكية عين الأرض وجعل حق الإنتفاع متاحا للجميع على إعتبار أن الانسان لايستطيع أن بختار مكان مولده وقبيلته.