تأثير الفقر على الأسرة فى رعاية الأطفال .

✍🏿: نضال الطيب

 

من المعلوم أن تأثيرات الفقر على الأسرة السودانية و خصوصاً الأطفال تفوق كل التأثيرات الأخرى، وبلا شك يعد الفقر أحد أهم العوامل التى لها تأثير خطير على حياة الأسرة والأطفال. ليس فقط فيما يخص قلة المال، وإنما يعود ذلك إلى تأثيرات سلوكية ونفسية قد تجعل الطفل الذي تغيب عنه الرقابة الأسرية من الوالدين نتيجة الفقر، قد تجعله يتجه إلى عالم الجريمة أو التشرد والتسول، فالفقر ليست صفة ملازمة للإنسان، بل هو حالة يمر بها الفرد وفقاً لمعايير محددة، مثل إنخفاض مستوى الدخل المادى، الذى يسبب العجز الأسرى في توفير مستوى المعيشة الطيبة للأبناء، وقد يجبر الفقر الأطفال على أكل الفضلات بالمطاعم فى تناول وجباتهم اليومية.. إن هذا كله يجعل هؤلاء الأطفال في مواقف صعبة، ويجعلهم يواجهون تحديات معيشية هم أصغر منها بكثير – لأن الدول الفقيرة دائماً ما تكون مليئة بالأحياء العشوائية التى ينتشر فيها الفقر والجهل والجريمة، فمثل هذه الأحياء عادة ينشأ بها أطفال صغار فى السن، الأمر الذى يجعلهم يقلدون غيرهم من الكبار، ويختلطون معهم فيما يقومون به من أمور قد تكون مرفوضة إجتماعياً، والتي تجعل الطفل يأخذها سبيلاً له في المستقبل، بدلاً من أن يسلك طريقاً صحيحاً ينفع به نفسه والمجتمع.

لذلك فإن أخطر وأهم، مرحلة يمر بها الإنسان فى حياته هي مرحلة الطفولة التى يتشكل فيها سلوك الطفل ويتربى عليها، سواءً كانت سلوكيات سلبية أو إيجابية، فهى فى النهاية تعتبر سلوك تربى عليه كطفل وسيظل منتهجاً له طيلة حياته.. وهذا يعد دافعاً قوياً وكافياً، يجعل الإهتمام بالنشء أمراً فى غاية الأهمية، بإعتبارهم حملة المستقبل ونواته.. ومن ثم يجب إنتشال أسر هؤلاء الأطفال من دائرة الفقر بأى شكل من الأشكال ، والعمل على تلبية كافة المتطلبات الأسرية التى تساعد على نشأتهم بطريقة صحيحة، سواءً كانت من الناحية البدنية أو العقلية أو النفسية أو المعرفية.

ولا نستطيع الحديث عن دور الحكومة السودانية، إذ لا توجد حكومة مدنية يمكننا مخاطبتها، بل هي الآن حكومة عاجزة عن فعل أى شي، وقد رفعت يدها عن كل الخدمات التى يمكن أن تقدم للمواطن، بل أفرغت كل الدور الإجتماعية التى كانت تعتبر مأوى للمشردين والمحتاجين للرعاية الإجتماعية، بل إن الحكومة السودانية عاجزة حتى عن توفير المرتبات للعاملين والموظفين بالخدمة المدنية، السبب الذى ينتج عنه الفقر للأسرة وضياع الأطفال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.